الهندي عز الدين

الهجمة على الصحافة .. الطريق الخطأ !


– 1 –
‭}‬ من غير اللائق عرفاً و لا المقبول قانوناً ، أن تخاطب أي جهة ما بما فيها بنك السودان، البنوك التجارية لمعرفة أرقام وحركة حسابات مواطنين سودانيين، غير متهمين و لا مدانين و لا مشتبه بهم ، صحافيين كانوا أو (تربالة) ، لأغراض لا علاقة لها بمكافحة جرائم الاحتيال على المصارف أو غسيل الأموال .
‭}‬ مثل هذا السلوك (الفج) يطعن في مصداقية و سرية الجهاز المصرفي واحترامه لعملائه ، كما يحفز الملايين من سكان السودان على مغادرة البنوك و خروج المزيد من (الكتلة النقدية) من قنوات الجهاز المصرفي بل من كل السودان إلى الخارج ، ما أمكن .
‭}‬ أقول قولي هذا على خلفية ما تسرب عن مطالبة جهة ما بتفاصيل حسابات و عمليات مصرفية خاصة ب (13) صحافي و كاتب ، العبد لله في صدر قائمتهم مع الأساتذة “حسين خوجلي” ، “عثمان ميرغني” و “مزمل أبو القاسم” و آخرين !!
‭}‬ شخصياً .. لن يجدوا لدي أي عملية مصرفية ، لا مرابحة و لا مشاركة و لا تمويل عقاري و لا تمويل سيارات و لا كتر خيرهم. و سيجدون أن مصدر تحويل الرصيد واحد، لا ثان له ، و لو سألوني لوفرت عليهم عناء المكاتبات والبحث و إرهاق موظفي البنوك التعابى!
‭}‬ كما أنني مستعد لإعلان إبراء (ذمة مالية) عن كافة ما أملك في حالة استعداد المسؤول الذي وجه بكتابة تلك الخطابات للبنوك مناظرتي بإعلان مماثل تنشره (المجهر)، و قد نشرت من قبل و على الملأ إقراراً للذمة ، فهل يفعلها آخرون من المتربصين بنا تحت أجنحة الظلام ؟!
‭}‬ أرجو أن يكون مستوى التعامل مع الصحافة أرقى من هذا المستوى، لأن الخاسر في النهاية هو الدولة وليس صحافي أو صحافيين يمكنهم أن يغادروا البلاد في أي لحظة ، و يكتبوا في (النت) كما يكتب مناضلو (الراكوبة) وأخواتها، و لاشك انه عندما يتفرغ صحافي وكاتب محترف للكتابة في الأسافير ، فأن الوضع سيختلف جداً عن كتابات (الهواة) البعيدين عن الاحترافية ومصادر المعلومات، و حتى هؤلاء الهواة تم بذل مجهودات مكثفة واتصالات و إغراءات لجذبهم للانضمام للجان الحوار الوطني، كما حدث مع الناشطة “تراجي مصطفى” !!
‭}‬ غريب بل عجيب أن تلاحق و تسعى لتشريد من يملكون آلافاً من المتابعين يومياً و المعجبين داخل البلاد، بينما تلهث لاستقطاب آخرين بالخارج لا جماهير لهم و لا أثر و لا تأثير على الرأي العام السوداني !! و غير ذلك، يبقى السؤال منتصباً حول أسباب و معايير تحديد صحافيين بعينهم و ترك آخرين، هل لأن الذين خارج (القائمة السوداء) أطهار .. أبرار .. ثقاة ..تقاة و وطنيين، أو لأنهم الذين دافعوا عن الدولة و رموزها في معارك الحصار الأمريكي و الأوربي على مدى ربع قرن من زمان أهل السودان ؟؟ هل لأنهم – يا ترى – هم الذين ساندوا الدولة و رمز سيادتها في معركة (الجنائية الدولية) طوال السنوات الماضية ؟! هل هم الذين واجهوا “باقان ” و “عقار” و “عرمان ” و “الحلو” بعنف في قضايا مصير البلد و أمن الدولة و مستقبل الشعب ؟!
‭}‬ ربما … و ربما …
‭}‬ المهم أننا ننتظر نفيا من بنك السودان لما تردد حول قائمة الصحافيين، رغم علمنا وتأكدنا من صحة ما نقلته وسائل و قروبات التواصل الإجتماعي على مدى اليومين الماضيين.

– 2 –
‭}‬ ثم إننا و بكل قوة سنقف بأقلامنا و أسيافنا و بالقانون و أمام القضاء السوداني النزيه و العادل ، ضد إستغلال جهاز (الضرائب) للتضييق على الصحف الوطنية المحترمة وكما قال الأخ الوزير الأستاذ ” ياسر يوسف ” في ثنايا مقال صحفي سابق: (صحفنا تخطيء.. و لا تخون) . و انا اقول على ذات السياق : (حكومتنا تخطيء.. و لا تعترف بالخطأ) !!
‭}‬ لماذا يلاحقنا ديوان الضرائب بهذا العسف و الترصد و الاستهداف اللئيم دون غيرنا من بين آلاف الشركات المسجلة في السودان ؟!
‭}‬ لماذا يرسلون إلينا اللجان لجنة بعد لجنة خلال عام (واحد) ؟؟ و لماذا يلزموننا بالرد على خطاباتهم المستعجلة و المتوعدة خلال (72) ساعة ؟! متى كنتم تفعلون ذلك مع عباد الله من أثرياء زمن الغفلة في جمهورية السودان ؟؟
‭}‬ ليه (72) ساعة .. عشان مستعجلين لشنو ؟!
‭}‬ لو ظن بعض المتوهمين أننا نعرف الخوف من مثل هذه الإجراءات و الملاحقات ، فإنهم لم يتعلموا من التجارب، و يبدو أن السيد أمين ديوان الضرائب ” عبدالله مساعد ” قد ظن أن آلية التقديرات الجزافية هي الرادع و القاصم لكل من ينتقده أو ينتقد غيره في الصحف، رغم أنه موظف عام معرض للنقد و المسائلة مثله مثل أي مسؤول آخر، فلا هو أهم من وزير الخارجية و لا وزير المالية و لا وزير النفط .
‭}‬ الأيام القادمات .. ستحدد ملامح المرحلة المقبلة في ما يتعلق بالحريات العامة و الصحفية و مستقبل الصحافة السودانية وبالتالي مستقبل الحوار الوطني برمته .
‭}‬ (الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون) .