رأي ومقالات

“منو فينا العوير”؟!


> قلت في العام المنصرم، وبالتحديد في شهر سبتمبر، إن حكومة السيد علي أحمد حامد والي ولاية البحر الأحمر قد قامت بالتصديق لشركة مصرية للعمل في الصيد بمياهنا الإقليمية. وقلت إن في هذا الأمر ضرراً وإبادة للثروة السمكية وللحياة البحرية وتدميراً للبيئة لأن الشركة وبجرافاتها الكبيرة وفي سبيل الحصول على الأسماك سوف تقوم باقتلاع الشعب المرجانية، كما أن عملية التخلص من الأسماك الميتة والتي لا يرغبون فيها سوف تضر بالحياة البحرية.
> قلت هذا الكلام، ووقتها كان نوابنا يغطون في نوم عميق. ولكن وبعد مضي شهور طويلة ظهر أحدهم وهو الأخ محمد دين محمد نائب البحر الأحمر بمجلس الولايات، ونحمد له أنه استنكر تعاقد حكومته الولائية مع تلك الشركة. فقلت له أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً.
> الآن أسمع نقاشاً يجري في المجلس الوطني حول ذات الأمر، وأني لأعجب من قوم يستطيع بعضهم أن ينجز العمل في وضح النهار، فيتلكأ لينجزه في منتصف الليل وقد ضربت الظلمة أرجاء المكان فلا يستبين له أي الخيطين هو الأسود، وأيهما يحمل اللون الأبيض، وهذا النوع من الغفلة يورث الغبن و«يفقع المرارة»، لأننا نضع الكثير من الآمال على عاتق نوابنا الكرام وهي آمال عظيمة بالنظر لخصوصية وخطورة قضايا الشرق، ولأهمية موقعنا الإستراتيجي أضحت الكثير من الدوائر في محيطنا الإقليمي والدولي تراقب تصرفاتنا حيال بعض القضايا كالاتجار بالبشر لتعرف كيف نواجه الفضاء المريب لتداعيات هذه الجريمة البشعة.
> إذن يمكن القول إن اهتمام هذه الدوائر الإقليمية والدولية بنشاطنا حيال قضايا الراهن، يستوجب منا التحلي بشيء من اليقظة والوعي، لأن الغفلة سوف تجعل منا مجرد مشاهدين غير فاعلين حيال هذه القضايا سواء أكانت قديمة مثل «حلايب» التي مازالت ورغم مضي السنوات الطوال «تراوح مكانها» أو قضايا مستحدثة مثل الاتجار بالبشر التي أطلق عليها العالم اسم الجريمة الدولية حتى تتضافر جهود الدول جمعاء لمحاربتها وهي بهذا التوصيف أكبر من قدرة ولايات الشرق التي مازالت تصنف في إطار المناطق الأقل نمواً.
> أقول هذا برجاء أن يفهم القارئ الكريم إني لا أغلظ القول بحق نوابنا الكرام، فكلنا في الهم شرق. ولي مع هؤلاء النواب تواصل حميم ونتناصح من حين لآخر بما يعيننا على حلول عادلة لقضايا إنسان الشرق، وتجري في إطار هذا التواصل بعض المناكفات والقفشات التي تؤكد متانة العلاقات التي تجمعنا بنوابنا الكرام وأذكر بهذه المناسبة الحديث الطريف الذي دار بيني وبين أحد النواب عبر الهاتف. فقد قال لي ممازحاً: والله يا حسن أدروب برلمانك شغال أحسن مننا.. ولم يكمل فقد قاطعته بالقول: خلاص تعال نتبادل المواقع!. انفجر ضاحكاً وهو يقول عبر الهاتف: معقول أبادلك ونحنا هنا عندنا امتيازات ومخصصات، ثم سكت لبرهة وقال: «لو أبادلك أكون عوير»! انتهت المحادثة فقلت في سري: «يا ترى منو فينا العوير»؟!

حسن أدروب
صحفى الإنتباهة


‫4 تعليقات

  1. والله دربا.نحن متي نتخلص من جو التبيعية العمياء لمصر انا في اعتقادي المصريين ديل لا يستحقو حتي البصق عليهم انهم شعب حقير وتافه بمعني الكلمة يعني انستفيد شنو من التصاريح للصيد في داخل مياه حقتنا .يعني خلاص ما عندنا صيادين اسماك حتي يجو المصرييين وياكلو بعقولكم حلاوة فوقوا بالله حاقدين مثل الجنوبين

  2. المصريين بستعملة الكهرباء لصيد الأسماك عن طريق الصعق الكهربائي ودي عملية تبيد كل الكائنات البحرية بما فيها الاسماك وهي في حد ذاتها
    غير قانونية واخلاقية

  3. انت شفت حاجه والي بورسودان دا ح ينشف البحر الاحمر اسال ولاية نهر النيل عندما كان نائبا للوالي ضمن العصابه الحاكمه فقد اصبحت الولايه اقذر ولايات السودان ومعدومة التنميه مصدر للملاريا والتيفويد بسبب القذارة وقذارة حكومة الولايه ذلك السبعيني المتشبب والذي يصور نفسه علي اكواب الشاي ويليه هذا الذي لا ينهى عن منكر ولا يأمر باصلاح فماذا تنتظر منه ولاية البحر الاحمر سامح الله رئيسنا البشير فنحن عانينا ونعاني