منوعات

عن (نجوم الإسفير) في السودان نحكي… (أبيض اللون) يكتب .. (كبك) يغني .. و عم عبدو (يبرُم)!!


(كن مثل بلال) .. (بلال يفعل هذا و يترك ذلك).. جملة تقع عيناك عليها كلما تصفحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، حيث بات بلال –شخصية كرتونية- مضرب مثل لمرتادي المواقع بل صار حديث الشبكات الاجتماعية، و أصبح كثيرون يتمنون أن يكونو مثله؛ فيما أُنشئت باسمه عدد من الصفحات تحت عنوان (كن مثل بلال) حيث وجدت تفاعلاً كبيراً، فيما يبقى بلال مجرد شخصية افتراضية تم ابتكارها مثلها مثل الكثير من الشخصيات الحقيقية و (غير الحقيقة) كذلك و التي وجدت نفسها فجأة مثار اهتمام كل نوافذ الإسفير بلا منازع.
و بالمقابل يمكن أن نمنح شخصية (عم عبدو) لقب شخصية الإسفير الأولى، فقد شغل الناس بمقولته الشهيرة التي كان ينادي بها عبر الفيديو الذي تم تداوله بصورة واسعه متضمناً عبارة( أبرما على مسؤوليتي)، تلك العبارة أضحت مستخدمة في كل المجتمعات و ليت الأمر وقف عند ذلك بل صاغ أحد الشعراء المغمورين نصاً غنائياً ركيكاً تغني به أحد المطربين مطالياً هو الآخر عم عبدو بأن (يبرما)، و وسط انشغال الناس بحديث (عم عبدو) و صديقه تطل علينا فتاة في مقتبل العمر مطالبة الجميع بأن يكفوا الحديث عن والدها فهو رجل مسكين حسب ما أوردته كريمته عبر تسجيل صوتي، و لكن و لأننا شعب لا يمل من المضي في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع، فلم يكف الكثيرون عن تداول مقاطع و فيديوهات (عم عبدو) و آخرها مقطع (الكوتشينه).
الشاعر محي الدين محمد خوجلي إلياس أو (أبيض اللون) كما يحلو للكثيرين مناداته، لمع نجمه كذلك خلال مواقع التواصل الاجتماعي، و ذلك بعد ظهوره مردداً لقصدية (أبيض اللون) و التي وجدت رواجاً غير عادي، قبل أن يتبرع بعض الشباب يقومون بإنشاء صفحة خاصة لذلك الشاعر (الحلمنتيشي)، فيما باتت مقاطع الفيديو التي يقوم بتسجيلها تحقق أعلى معدلات المتابعة على موقع (اليوتيوب)، بينما وجدت قصيدته الأخيرة (الفحمة و الغاز) أعلى معدلات المتابعة و التحميل و المشاهدة المباشرة.
أما (علي كبك) –الرجل الأقبح في العالم) فهو نوع آخر من تلك الشخصيات المصنوعة التي سيطرت صورها بأشكال مختلفة على المواقع بل تخطتها الي صفحات الصحف، إذ أحدث ضجة لازمت ظهوره كفنان، و هي ضجة طبيعية للغاية في ظل هيمنة الإنترنت على كل نوافذ الإطلاع و المتابعة و عدم إنتباه الجميع إلي تلك الحالة من الإختراق التي تحدث لمجتمعنا السوداني عبر استغلال غير أمثل للإسفير؛ حيث راجت صور علي كبك غبر مواقع التواصل لأيام عدة و صور مفبركة لبوسترات تعلن عن حفلات جماهيرية، قبل أن تظهر الحقيقة و يتم إكتشاف أن كبك ما هو إلا شخصية إفريقية و ليست سودانية.
عدد من علماء الإجتماع أكدوا أن ما يحدث هو نتاج طبيعي للاستغلال السالب للعولمة و للإنترنت، مضيفين أن المجتمع السوداني من أكثر المجتمع (هشاشة) في مقاومة الأخبار الكاذبة و الملفقة، مستدركين أن ذلك يعود و بشكل مباشر إلي الأوضاع العامة في البلاد، و التي جعلت البعض يتغذى على (الشائعات) و يستمتع بنشر الأخبار (المضروبة) !!!

صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. عندما يفقد الفرد آمال الحياة مثل توفير فرص عمل ومسكن وعلاج …وعندما لا يستطيع مساعدة الاخرين ناهيك عن نفسه ..ينتاب المجتمع حالة من اللامبالاة واللايقظة …فتراهم “سكارى وما هم بسكارى” فتصدر القصائد الباهتة وتلقى قبولا كبيرا …وينصح علماء النفس بعدم محاربة هذه الحالة التي غالبا ما تنحسر تدريجيا