أم وضاح

ولّى زمن الدهشة!!


الأمر كان يعدّ خبراً فوق العادة وحدثاً يستحق التوقف والتأمل، لو أن الشرطة ألقت القبض على أحدهم وبحوزته (سيجارة بنقو) أو أي نوع من أنواع المخدرات، بل إن الشخص المتعاطي نفسه ما كان يجرؤ أن يصدح أو يجاهر بالفعل ويظل محل استنكار ورفض من المجتمع، ولو أنه ألقي عليه القبض متعاطياً أو مروجاً فإن الوصمة الاجتماعية تظل تسود وجهه وتقضي على أسرته، وكفاية جداً أن يلوث تاريخ الأسرة بأكمله لو أن أحد أفرادها ارتبط بهكذا خبر.
أقول إن الأمر كان يعدّ استثنائياً ولا يحدث بصورة متكررة، عكس ما نراه ونسمع عنه ونقرأه هذه الأيام، وبين كل فترة وفترة يتسرب إلى العلن خبر القبض على شحنة مخدرات من الوزن الثقيل في طريقها إلى الداخل، لدرجة أن الخبر نفسه ومن كثرة تكراره قلت فيه الدهشة وربما ما عاد يجد ما كان يجده من الاستغراب وكم المفاجأة.. وعلى فكرة كلما ازداد عدد “المقبوض” من كميات المخدرات فإن هذا بالتأكيد يجعلنا نتساءل طيب كم وكم الذي استطاع أن يجد فرقة ويصل إلى أيدي الشباب والشابات المقصودين بهذا التدمير والتغييب عن الحاضر والانفصال من المستقبل؟!
اعتقد أن تكرار ضبط هذه الشحنات يدق ناقوس الخطر عالياً ويؤكد فرضية أننا أمة مستهدفة وهناك من يحرص على أن يطعنها في صميم فؤادها بتدمير الشباب وتحويل طاقات الإنتاج فيهم إلى خلايا ساكنة لن تصحو إلا على إيقاع الشر والجريمة وانحطاط الأخلاق، وكم من جريمة أخلاقية أو جنائية ارتكبها صاحبها تحت تأثير المخدر وحالة اللا وعي التي يعيش فيها!! وكم من أسرة فجعت بأن ابنها أو ابنتها من المتعاطين الذين دخلوا مرحلة اللا عودة وهي مرحلة الموت البطيء للمتعاطي ولأسرته!!
لكل ذلك أقول إن المتغيرات التي أصابت المجتمع السوداني وحالة الانفتاح التي أصابته تجعلنا نقول إنه تقع على الأسر أدوار مهمة وعظيمة في مراقبة أبنائها، ويقع على المؤسسات التعليمية الدور الأكبر في مراقبة المنتسبين إليها، لا سيما وأن مؤسسات تعليمية بالاسم أصبحت سيئة السمعة بسبب ارتفاع معدلات المحششين والمخرشين فيها، ولا أحسب أن إدارة هذه الجامعات غافلة عن ما يدور بداخلها لا سيما وأن خصوصية البيئة الجامعية تجعلها السوق الأمثل لجر بناتنا وأولادنا إلى هذا الفخ القاتل، لكن ليس معنى أن الطالب ملتزم بدفع رسومه المليونية أن تغض إدارة الجامعة الطرف عنه خشية ألا تفقد زبوناً يدفع حتى لو كان هذا الزبون الطالب بدرجة مجرم ينشر الموت بين زملائه الأبرياء.. أما الأخوة في الأجهزة الأمنية فيقع على عاتقهم الدور الأكبر في مراقبة ومتابعة الثغور من عديمي الضمير الذين جعلوا من المخدرات سلعة في سوق الله أكبر، ونشروا بذلك الفواحش والانحطاط، فمات الطموح والأمل في شباب أخضر ننتظر منه الكثير.
{ كلمة عزيزة
بشر السيد “عبد الرحمن الخضر” والي الخرطوم السابق ببدء خطوط المواصلات النهرية ودعا لرحلة تعريفية عدداً من الزملاء الصحفيين، وبعد ذهاب “الخضر” لم نعد نسمع عن الموضوع رغم أن المرسى الذي دفعت فيه الملايين موجود وجاهز للعمل.. السؤال المهم: هل كانت الفكرة أصلاً غير مدروسة وغير عملية أو قابلة للتنفيذ؟؟ أم أن عهد كل والٍ يجبّ ما قبله وما قام به الوالي السابق رغم أنف ما دفع وأنفق من دراسات وتنفيذ؟ ما الذي أوقف هذا المشروع الخدمي والسياحي الذي دفعت تكاليفه من حر مال الشعب السوداني الذي سئم التجريب والتخريب؟!
{ كلمة أعز
شنو الفائدة من البرنامج الذي تقدمه الشروق باللغة الإنجليزية والفرنسية؟ ما هي الشريحة المستهدفة لهذا البرنامج؟ ولمن توجه المواضيع المطروحة فيه؟! بطلوا المجاملة.. وإن كان من إشادة فيستحقها الأستاذ “ضياء الدين بلال” الذي يقدم برنامجاً فعلاً هو فوق العادة.


تعليق واحد

  1. لا تجاملى يا ام وضاح ونحن نستمتع بعمودىك و نبشك للمواضيع التى تلامس معاش الناس اما ضياء الدين و امثالو ديل طباليين وبرنامجه لا يسمن ولايغنى من جوع وهو عباره عن سيرة ذاتية لا اكثر والا اقل اما البرنامج الناجح هو عندما تكتمل الصورة الطاهر التوم او برنامج حنين سابقا