الطاهر ساتي

أما الحوافز، فعاجلاً ..!!


:: يوم الأحد الفائت، وتحت عنوان (قصة ولايتين)، كتبت مقدمة هذه الزاوية بالنص الآتي .. قبل أربعة أشهر، وبعد أن تفقدت بعض المشافي المتهالكة والمراكز المهجورة بمحليات دنقلا والدبة والقولد، تبرعت وزارة الصحة الإتحادية ببعض الأجهزة و المعدات لتلك المشافي والمراكز، ثم أرسلتها لحكومة الولاية الشمالية في ذات أسبوع التبرع، ليتم تخزينها في مخازن معتمد دنقلا إلى يومنا هذا..ومنذ أربعة أشهر، و إلى يومنا هذا، ينتظرون مصطفى عثمان إسماعيل ليرعى مهرجان توزيع تلك الأجهزة والمعدات..!!
:: وجاء تعقيب مصطفى عثمان بأخبار الزميلة (آخر لحظة)، بالنص الآتي..كذب نائب الدائرة (3) القولد بالولاية الشمالية، مصطفى عثمان اسماعيل، ما أثاره أحد الكتاب الصحفيين بشأن وجود أدوية مخزنة بمدينة دنقلا في إنتظار مصطفى عثمان إسماعيل للإفراج عنها كدعاية سياسية وأن هذه الأدوية كادت أن تنتهي صلاحيتها، وقال إسماعيل – لآخر لحظة – أنا أؤكد لا علم لي بوجود مثل هذه الأدوية في مخازن دنقلا، وأتحدى الكاتب الصحفي في أن يمتلك أي مستند يثبت مثل هذا الحديث ..!!
:: وعليه، لقد صدق أبو الطيب المتنبي عندما أنشد قائلاً قبل عقود : هم نسبوا عني الذي لم أفُه به و(ما آفة الأخبار إلا رواتها)..ولو عاش هذا المتنبي إلى يومنا هذا، ربما أحدث تعديلاً جوهريا ً في شطر هذا البيت الشعري بحيث يقول : وما آفة الأخبار إلا قسم الأخبار بآخر لحظة.. فليعد القارئ بصره كرتين – أو أكثر – إلى تلك المقدمة المفتى عليها، ثم يضع أصابعه على كلمات (الأدوية) و (فترة ) و (صلاحية)، إن وجدها.. ولن يجد هذه الكلمات إلا في مخيلة مصطفى وقسم الأخبار بآخر لحظة.. فالأجهزة والمعدات (شئ)، والأدوية ذات فترة الصلاحية (شئ آخر).. وإن كان مصطفى لايقرأ، فالمهنة تٌلزم قسم الأخبار بآخر لحظة بالقراءة قبل الكتابة..!!
:: والمهم، تأكيداً لما عجز مصطفى وأخبار آخر لحظة عن نقلها، وناهيكم عن نفيها، أحكى الحدث (كما هو).. قبل أشهر، وبرفقة بعض نواب دوائر الشمالية الإنتخابية، زارت وزيرة الدولة بالصحة سمية أكد كل محليات الشمالية..وتفقدوا مشافي ومراكز بالدبة والقولد ودنقلا وعبري و دلقو وغرب المحس، فوجدت بعض المراكز الصحية محض جدران بلا أجهزة و بلا معدات حتى تلك البدائية التي تفحص الملاريا، وتعاطفت الوزيرة مع الحال الأعوج، وهو بعض ثمار سوء وضعف الإدارة بالشمالية، ثم تبرعت بأجهزة ومعدات لكل المرافق التي زارتها، ومنها مشافي ومراكز أرياف محلية دنقلا ..!!
:: وإلتزمت وزارة الصحة بما وعدت، وفي ذات أسبوع الزيارة أخطرت حكومة الولاية ونواب الدوائر بجاهزية الأجهزة والمعدات..وبواسطة نواب الدوائر، تم شحن وإرسال أجهزة ومعدات المراكز الصحية بدنقلا ..ولأن معتمد دنقلا هو من يجب أن يكون المسؤول الأول عن تلك المراكز، تم تسليمه مع نصيحة مفادها ( وزعها)، وليس ( خزنها).. مضى الشهر ثم الثاني والثال، وسألوا الوالي والمعتمد عن مصير الأجهزة، ومن سألتهم هي الوزيرة ونواب دوائر، فأجابا بالنص ( قلنا احسن نجيب مصطفى ونعمل بيها احتفال ونوزعها)..!!
:: ولاتزال – أي حتى هذه اللحظة – كل تلك الأجهزة والمعدات في مخازن معتمد دنقلا.. فالسؤال، هل يتأخر الوالي والمعتمد – وكل من نسميهم بالمسؤولين بالشمالية – عن صرف حوافزهم ونثرياتهم لفترة أربعة أشهر أو أكثر؟..بالتأكيد (لا)..عليه، اقترح بيع تلك الأجهزة والمعدات وتحويل قيمتها إلى بنود حوافز المعتمد ونثريات الوالي، لنكتب عن (النشاط والهمة)..!!