تحقيقات وتقارير

عزيزتي الزوجة: لمـاذا تُفتشين هاتف زوجك؟


لا تُخفي (هيفاء) أنّها تتحين الفرصة تلو الأخرى لتبحث في هاتف زوجها بشكل دوري، تترصد من خلال هذا (التفتيش الدوري) أية محاولة للتسلل هنا و هناك من زوجها، و زوجها بدورة كان (خالي الذهن) من مناورات زوجته هذه، و لمّا سألناها لماذا تقدم على هذا العمل ؟ أجابت بأنها لا تستطيع أن تتوقف عن هذا التفتيش لأن هذا يشعرها بالراحة و الأمان بأنها في السليم، و أن زوجها ليس لديه أية تحرّكات مريبة، و لا تحوم حوله أية شكوك!!
الشيطان شاطر
علي مهدي يرد الأمر كله و هو بتحدث لـ(حكايات) لحجم الثقة، و إلى توفرها من غيابها، و إلي معرفة كل منهما بالآخر المعرفة التي تهيئ و توفر الثقة بين الطرفية، و يؤكد أن النساء لو يعرفن؛ فإن بحث أي منهن في هاتف زوجها نوع من الخيانة الواضحة، و نوع من التجسس، و جزم المهدي بأن من تفعل ذلك لا تعرف أدنى معنى للسعادة الزوجية، بل و طالب كل من تفعل ذلك باللحاق بباب التوبة المفتوح، لأنها ترتكب معصية في حق زوجها.
و في السياق ذاته تسير (هدى صديق-معلّمة) و هي تقول إن الأخلاق و الدين كليهما ينهيان عن بحث أية زوجة عن أشياء زوجها بالعكس تماماً فإن سعي الزوجة دوماً لتعرف تحركات زوجها كان ذلك عبر البحث في الهاتف او بالترصد و متابعة خطواته و احصاء انفاسه كل هذا يؤكد بجلاء أن نهاية حياتهما اقرب من استمراريتها.
و تشير هدى في حديثها لـ(حكايات) بأن المرأة دائما ما تنسى أن (الشيطان شاطر) و هو دوماً يدخل علينا من أبواو الشك و الربية من الآخر و يسعى جاهداً لإنهاء الحياة بين الزوجين، بل ويسعد إن وجد نموذجاً لامرأة تبحث في هاتف زوجها، أو تبحث في أشيائه الخاصة، أو تسعى لترصد خطواته، و تقطع هدى بأن الأساس الذي ينبغي أن تبنى عليه الحياة الزوجية هو الثقة المتبادلة ين الزوجين.
انتهاك خصوصية
(هذا إنتهاك واضح للخصوصية) هذا ما أجاب به سعد حسين و هو يرد علينا، مضيفاً بأن؛ من قال بانعدام الخصوصية في حال الزواج مخطئ فالزوج لديه خصوصياته و الزوجة كذلك، و استدرك سعد في حديثه: الخصوصة بين الأزواج ليست كالخصوصية بين الآخرين و لكن تظل هناك خصوصية يجب احترامها بينهما، و لو لم تحترم هذه الخصوصية فالباب واسع لدخول المشكلات، و حينها لن يستطيع أيٌ منهما سدّه.
أبو القاسم خليفة، الباحث الاجتماعي، يرى أن الركيزة الكبرى التي تنبني عليها أية حياة بين إثنين بشكل عامهي الثقة، و في حالة الأزواج فالوضع أكثر حساسية، إذ أن الثقة المتبادلة بين الطرفين مقوّم أساسي من مقومات بناء الأسرة، بل و استمراريتها و يؤكد خليفة أن اكثر ما يحيل الحياة بين الأزواج الي الجحيم هو الشكوك و الغيرة.
أما في تفتيش الزوجة لهاتف زوجها فيشير أبو القاسم خليفة الي أن الزوجة إن قامت بهذا الشيء فهو إنتهاك لخصوصية زوجها لا شك، و نفى أن تنتهي خصوصية أي واحد منا حال زواجه، بل لكلٍ خصوصية قائمة لا تتأثر بالزواج أو عدمه.
و يدعو خليفة في حدثة لـ(حكايات) على أية زوجة أن تبني ثقة داخلها لزوجها، و تمنحها له، و يشير إلي ان أي زوج يحس بهذه الثقة من الصعب جداً ألا يبادلها بثقة مضاعفة، مع الانتباه إلي أن ما تقوم به بعض الزوجات من تفتيش لهواتف ازواجهن هو نوع من (التجسس) و التجسس الذي نهى الله تعالى عن. و هو محرم بنص القرآن الكريم، و ختم بأن الشيطان لا محالة سيُسهّل لأي طالب عن تُهمة مفترضة كي يجدها، فإن لم يجدها فإنه يصنعها في أذهان و عقول الضعفاء، فتكبر و تكبر حتى يخيل إليه أنها حقيقة، و بالتالي يبني عليها أحكامه، و حينها لا ينفع الندم أبداً على اللبن المسكوب.

صحيفة حكايات