عمر الشريف

حوار الأخلاق الوطنى


مؤتمر الحوار الوطنى المنعقد هذه الأيام داخل وخارج السودان سوى على المستوى العام أو الخاص من أجل أن يخرج السودان من العزلة والحصار والتفرقة والتقسيم والغلاء والفساد والاحتكار والسلطة وليجمع كلمة المعارضة والحكومة والاتفاق على نظام شمولى او ديمقراطى يرضى به الجميع لم يحدث بتلك المؤتمرات والخطط والقرارات والندوات والاجتماعات الجانبية بين بعض الاطراف ، لان من يمثلون هذا الحوار ليس هم من يمثل كافة الشعب وليس هم من ينظرون بتلك النظرات التى ينظر بها المجتمعون . الشعب السودانى فقد أهم شىء فى الفترة السابقة وهو أساس الدين والحياة والإستقرار والأمان ألا وهى الأخلاق الحسنة .
جيل اليوم أكثرهم يفقدون تلك الأخلاق العظيمة التى وصفها الله سبحانه وتعالى فى نبينا الكريم وحثنا عليها والإقتداء بها وتطبيقها . الأخلاق فى الدين والسياسة والمجتمع والتعليم والصحة والغذاء والتعامل والحكم والتسامح والكرم والمنطق والإسلوب والأخلاق فى أحترام الاخرين وحرية الرأى . الملاحظ اليوم إنعدمت تلك الأخلاق وإنعدم معها الإيمان والضمير والوطنية حتى فقد الإنسان كرامته والهدف السامى الذى خلق من أجله إلا ما رحم ربى .
الشعب السودانى محتاج لمؤتمر الحوار الأخلاقى ليسير فى الخط الصحيح والنهج القويم لان الأخلاق هى عنوان الشعوب وحثت عليها كل الديانات السماوية وهى أساس الحضارة ووسيلة المعاملة بين الناس والأخلاق فى الإسلام هى العبادة و المبادىء والقواعد المنظمة للسلوك الإنسانى وهى عامل رئيسى فى الدعوة لدين الله وتطبيق شرعه . والأخلاق هى من أهم المقاصد لبعثة النبى صل الله عليه وسلم للناس وقال تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} (الجمعة: 2) وقال تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم 4 . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ. مكارم الأخلاق 2/ 904 \” . أخرجه أحمد والبُخاري . ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : “أحسنهم أخلاقاً ” [رواه الطبراني في الأوسط ] .
حاجتنا اليوم لتجديد تلك الأخلاق أشد من حاجتنا لمؤتمر الحوار الوطنى من أجل السلطة والسياسة الذى لا يشمل الجميع وحاجتنا اليوم لمؤتمر ترسيخ تلك الأخلاق الاسلامية أكثر من حاجتنا لمكافحة الفساد بالطريقة الحالية وحاجتنا اليوم لزرع الأخلاق النبوية افضل من زرع الأراضى المروية ، الذى يريد أن يعرف الى أى درجة وصلنا بالأخلاق اليوم ينظر الى الفساد وتدنى الخدمات العامة وينظر الى المواصلات والى التعليم والصحة والانتاج والحسد والطمع وينظر الى التعالى والتكبر من بعض المسئولين وينظر الى الإحتفالات والمشاركات فى المؤتمرات والندوات وكذلك المقالات والمنشورات على وسائل التواصل ليسمع كلاما لا يليق بمسلم ولا بإنسان محترم خلقه الله ليعبده ويتقيه ولا بمواطن سودانى أشتهر بالأخلاق والأمانه وحسن التعامل بين الناس . اليوم اصبحنا بلا هدف ولا مبدأ ولا وطنية ولا مسئولين إتجاه مسئولياتنا .
علينا أن نوجه إعلامنا ومنابرنا ومؤتمراتنا وندواتنا ومؤسسات التعليم والمواقع اللإكترونية لتجديد تلك الأخلاق الحسنة التى حثنا عليها الإسلام لنتمسك بعقيدتنا ونطبق بها شرعنا ونوحد بها صفنا حتى ترفع من شأننا وتحترمنا الأمم وأهم شىء فيما نقول ونكتب . اللهم حسن خُلقنا كما حسنت خَلقنا .