تحقيقات وتقارير

(غرف الدردشة) بدلاً عن (غرف النوم) … أونلاين حتـى الصباح


بدأ الأمر مع “هناء” بعد سفر زوجها إلي واحده من دول الخليج مغترباً، قضى هناك أكثر من عامين، عاد بعدها لمواصلة عمله بالسودان، بعد انتهاء عقد عمله هناك. طوال تلك الفترة كانت “هناء” تتواصل معه عبر “الفيسبوك” أو “الواتساب”.و أثناء بقائها في غرف الدردشة تعرفت على الكثير من الصديقات و الأصدقاء، إلا أن احد هؤلاء الأصدقاء”تقدمت” العلاقة معه كثيراً. صحح أنها لم تتعد غرف الدردشة الي “غرف” اخرى، لكنها كانت عاطفة ساخنه و ملتهبة، و بعد عودة زوجها أصبحت تحمل هاتفها الذكي و تبقى في الصالون هرباً من غرفة النوم مع زوجها إلى غرفة الدردشة مع صديقها.
إبتزاز
كان في تفكير “إعتدال” و هي تضع أصابعها في أول غرف الدردشة الإلكترونية أنها تبحث عن ما يملأ وقتها و فراغها الذي كانت تصفه “بالقاتل”، فكرت في بادئ الأمر ان تصادق رجالاً متقدمين في السن يقدمون لها المشورة، و تهتدي بآرائهم، على الأقل يعوضوها عن زوجها المهاجر و انقطع خبره لسنوات. و والدها الذي رحل عنها باكراً.
و بعد عدة صداقات عابرة التقت برجل متزوج و له أبناء و تبادلا الحديث بناء على طلبها بالاحترام المتبادل و استمرت العلاقة لفترة طويلة تستشيره في عدة أمور تخص حياتها و أهلها و كان يخاطبها بـ”ابنتي العزيزة” فرأى صورها و رأت صوره حتى تطورت العلاقة للحديث عبر كاميرا الماسنجر. و حينها وقع المحظور و انقلب الحديث من “ابنتي العزيزة” الي مشتاقين، للدرجة التي طالبها فيها يوماً للالتقاء. “إعتدال” قالت بأنها كانت آخر مرة تلتق به في “غرف الدردشة” .
لكن الأمر لم ينته الي هذا الحد فقد فاجأها بامتلاكه تسجيلات فيديو للمحادثات التي كانت بينهما و بأنه سيفضحني و ينشر كل المقاطع على شبكة الأنترنت و الهواتف الخلوية النقالة، في النهاية لم تستجب لإبتزازته، و لم يحدث أمر حتى الآن، لكنها تتوقع حدوثه بين كل يوم و آخر.
المال مقابل الونسة
نزار “روميو الشات” هكذا لقبه أصحابه، منهمك ليلاً و نهاراً في الحديث مع الفتيات على الإنترنت عبر مواقع “الدردشة” أشار الي أن اكثر أصدقائه من الجنس اللطيف هن متزوجات،و عزا ذلك ضاحكاً إلي أنهن يبحثن عن الكلام الطاعم، حيث يفتقدنه منذ سنوات الحب الأولى أو الشهور الأولى للزواج، نزار قال بأنه يُكثر لمثله هذه الحالات الكثير من الحديث المعسول، و أضاف ضاحكاً “هو الكلام بقروش؟”.
“نزار” أفاد بأن علاقته بالكثير من المتزوجات تصل حد مطالبتهن بالمال، لقاء الأنس الإلكتروني معهن لساعات طوال، مضيفاً بابتسامة كبيرة على فمه “المال مقابل الونسة”، لكن في الوقت ذاته لم يستبعد أن تنحرف الأحاديث إلى ما هو غر موضوعي.
خيانة إلكترونية
في بريطانبا أكدت “وكالة ريليت” المتخصصة في حل المشاكل الزوجية و العاطفية في بريطانيا أن شبكة الأنترنت بدأت تلعب دوراً خطيراً في تحطيم العلاقات الزوجية، و تقول “أنجيلا سبسون” رئيسة الوكالة- أن كثيراً من الرجال و النساء يقضون أوقاتاً طويلة على الانترنت على حساب الوقت الذي يمكن ان يقضوه مع الزوج أو الزوجة، و أن الانترنت اصبح بواوبة امام الزوج و الزوجة لإقامة علاقات عاطفية غير مشروعة.
و بدأنا نسمع عن ازواج يخنونون زوجاتهم مع نساء اخريات بواسطة غرف الدردشة على الانترنت، و كذلك أوضحت صحيفة “الكوزموبولتيان” الأمريكية أن غرف الدردشة تعد خيانة فعلية و انتهاكاً لقدسية العلاقة الزوجية، فلا علاقة زوجية سليمة و صحية بينما الزوج يسهر الليل على الإنترنت يحب و يعشق امرأة اخرى.
تنويع و إستمتاع
و قد أجرت باحثة لقاءات مع رجال و سيدات يستخدمون غرف الدردشة، و اكتشفت الباحثة ان اغلب من التقتهم قالوا إنهم يحبون أزواجهم، غير أن السرية التي توفرها شبكة الإنترنت تتيح مجالاً لهؤلاء الذي يسعون لعلاقات مثيرة، و قال أحد المشاركين أن كل ما عليه القيام به هو تشغيل جهاز الكمبيوتر و سيكون أمامي آلاف من السيدات للإختيار من بينهن. يدخل أغلب الاشخاص لغرف الدردشة بسبب الملل أو نقص الرغبة من الطرف الآخر أو الرغبة في التنويع الاستمتاع .
و كشفت الدراسة عن أن اغلب العلاقات بدأت بشكل ودّي ثم تحولت إلي شيء آخر أكثر جدية، و اضافت الدراسة ان ثلث الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة التقوا بعد ذلك بمن اتصلوا بهم، و انتهت كل الحالات ما عاد حالتين بعلاقة حقيقية.
حب إلكتروني
من ناحيتها تشير، نجاة عبد الله، اختصاصية التربية و السلوك بأن ما يتم في الغرف الإلكترونية المغلقة فيه عدد من التأثيرات ذات الجانبين، أولهما إيجابي و الثاني سلبي، فالجانب الإيجابي عند استخدامنا لهذه التقنية بشكل واعٍ و الاستفادة مما يقدم فيه من إرشادات و تنظيمات، او الاستفادة من الدورات التدريبية و نحوها و قد وجدت بعض المواقع و المحادثات التي ينصحون بعضهم بعضاً بمراجعة موقع او استاذ متخصص في بعض الاحصاء او الخبرات او المهارات … إلخ أما الجانب السلبي فو إساءة استخدام هذه التقنية في أحاديث الغيبة و النميمة و الشكاوي الكيدية و حض الفتيات و الفتيان.
كما نصحت بالابتعاد عن من اسمتهم “ذئاب الانترنت” الذين يستخدمون الأنترنت ليمارسوا عليه” الحب الإلكتروني” اسوأ استخدام و يعدون مرضى و غير أسوياء نفسياً، لذلك لابد من التربية الحسنة و النافعة لينشأ الطفل مميزاً بين الصحيح و الخطأ و بين المقبول و غير المقبول.
لا يجوز
من جهته أشار الشيخ آدم إبراهيم إلى أن محادثة المرأة للرجال في غرف الدردشة أو غيرها لغرض التسلية و الأنس حرام لا يجوز. و يضيف إلى أن في ذلك ما يعظم الإثم في حق المرأة المتزوجة لما فيه من انتهاك حرمة الزوج و تضييع حقة، فإن الرجل له حق ألا يتحدث أجنبي مع زوجته إلا بإذنه و علمه، و لذا نهى رسول الله أن تكلم النساء الا باذن ازواجهن، لانه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان، و مفهومة الجواز بأذنه و حمله الولي العراقي على ما اذا انتفت مع ذلك الخلوه المحرمة و الكلام في رجال غير محارم.
و ينصح الشيخ آدم النساء بموجب ترك ما هن عليه من هذه المعصية، و تذكيرهن بنعمة الله عليهن في الزواج و ان هذه النعمة ينبغي أن تقابل بالطاعة و الشكر، ثم بالمحافظة عليها، و أن افعالهن هذه لو علم بها الازواج فيوشك ان ينفرط عقد الأسر و يتصدع بنيانها، و بذا يكن قد فتحن على أنفسهن أبواب الشرور و الحرمان، فإن اصررن على ذلك فعليهن ان يخبرن بذلك بعض أرحامهن كالأب أو الأخ أو احد أعمام مثلاً ممن يملك زجرهن و فهن عن هذا، و لك كصديقة مع هذا أن تتخذي معها من الأفعال ما يشعرها ببغضك لفعلها و أنكارك عليها و ذلك بأن تهجريها حتى تنتهي عن عصيانها إذا غلب على ظنك أن الهجر سيردعها عن فعلها و لن يزيدها عناداً.

صحيفة حكايات