د. عبير صالح

صحة الرئة


لعل الكثيرين قد سمعوا عن تليف الأعضاء منها الكبد.. إلخ، ولكن في الآونة الأخيرة أيضاً كثرت حالات تليف الرئة، ذلك العضو المهم في حياة الإنسان، ومن الملاحظ أن تليف الأعضاء يؤثر على وظائفها وفي نمط الخلايا وتوزيعها ووظائفها.
وتليف الرئة من الأمراض التي قد لا يكون فيها السبب محدداً وهذا النوع يصيب كبار السن عادة من عمر «50- 70 عاماً» وهو الأكثر شيوعاً.
هذا إلى غير الكثير من الحالات التي تم رصدها وقد تؤدي إلى تليف الرئة مثل التهاب الأنسجة الضامة مثل مضاعفات التهاب الروماتيزم المزمن والزئبة الحمراء.. إلخ
الاستنشاق المزمن لبعض المواد العضوية مثل هواة تربية الطيور مثل الحمام، وبعض المواد غير العضوية مثل حبيبات الفحم للعاملين في مناجم الفحم والاسبستوس وحبيبات السليكا للعاملين في الأتربة والصخور.
. العلاج بالإشعاع.
. بعض الأدوية الكيميائية للأورام إلخ.
ماذا يحدث حتى تصل الرئة للتليف؟
يحدث التهاب مزمن يصيب الخلايا التي تبطن الحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية وهذا الالتهاب يتطور تدريجياً إلى تحطم في الحويصلات ومن ثم نقص مزمن في مستوى الأكسجين في الدم إذا لم يتم علاجه.
لقد وجد أن هذا المرض يكثر عند المدخنين ولكنه الحمد لله غير شائع في وسط الشباب أو متوسطي العمر ولكن إن وجد يكون غالباً السبب غير معروف.
الأعراض: تبدأ الأعراض بضيق في التنفس في البدء يكون مع بذل المجهود إلى أن يكون في فترة الراحة أيضاً ثم تبدأ أعراض أخرى مثل السعال الجاف وضيق في الصدر وضعف عام مع نقص الوزن بالإضافة لأعراض الأمراض الأخرى المؤدية إليه.
التشخيص: تشخيص المرض يحتاج إلى طول بال لأن اختصاصي الصدر قد يطلب عدداً من الفحوصات حتى يصل إلى التشخيص المناسب منها فحوصات الدم عامة خاصة إذا كان هناك التهاب روماتيزم مزمن وفحص لوظائف الرئة وتقييم قدرة الرئة على العمل وكفاءتها لأننا كما أسلفنا أن التليف يؤثر على وظيفة العضو وقياس نسبة الأكسجين في الدم بالإضافة إلى الأشعة البسيطة والمقطعية لمعرفة نوع التليف، وكذلك قد يطلب منظار الرئة وأخذ عينة من الرئة صغيرة من خلال التدخل الجراحي لمعرفة نوع التليّف ومدى استجابته للعلاج «فقد تكون الاستجابة جيّدة أو ضعيفة أو في بعض الحالات لا توجد استجابة».
العلاج:
إذا كان سبب التليف معروفاً وناتجاً من الأمراض أو الحالات السابقة الذكر فيجب الابتعاد عن العوامل الخارجية وإعطاء العلاج المناسب.
أما إذا كان من النوع غير معروف السبب فهذا يؤدي إلى فشل التنفس ويجعل صاحبه معتمداً على الكورتيزون وموسعات الشُعب الهوائية وهذا ليس بمثابة العلاج ولكن يخفف من حدة الأعراض مثل الكحة وضيق التنفس إلخ.
هذا بالإضافة لاستخدام الأكسجين، فقد يحتاجه البعض معهم في المنزل طوال اليوم للحفاظ على مستوى الأكسجين في الدم وتجنب مضاعفات نقص الأكسجين.
– تختلف استجابة كل شخص عن الآخر من حيث عمر المريض ونوع التليّف.
– أما إذا انتشر التليف وشمل الرئتين وأصبح المريض لا يستجيب للعلاجات سابقة الذكر فإن العلاج الوحيد هو زراعة الرئة وهو علاج مكلف جداً في مستشفيات معينة وله شروط خاصة بصحة المريض من حيث عمره وخلوه من الأمراض الأخرى.. إلخ.
وأخيراً: القراء الأعزاء: عليكم بكثرة الاستغفار ولا تنسى كلما دعوت الله تعالى أن تقول كما قال أيوب عليه السلام «وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين» الأنبياء «83» وكما قال يونس عليه السلام: «وذا النون إذ ذهب مُغاضِباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» الأنبياء «87». وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله تعالى عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه».