مصطفى الآغا

المنطقة الرمادية؟


لن أتبرأ من صداقتي لعبدالله النابودة، ولن أقول، إن شهادتي بهذا الرجل غير «مجروحة»، والسبب ليس لأنه صديق عزيز، بل لأنني أعرفه عن قرب، وأتحدث معه بعيداً عن التصريحات الرسمية والميكروفونات والشاشات، حيث يكون الحديث «الفضائي أو الهوائي» مختلفاً عن الحديث الودي والخاص، ولكن مع بوسعيد صدقوني أن الأمر واحد إلى حد كبير، ولا أقول إلى حد التطابق.

الرجل شئنا أم أبينا أضاف بُعداً تنافسياً جديداً في الكرة الإماراتية، ودخل على خط انتقاد اتحاد كرة القدم «ولو بشكل مبطن»، وتمنى مشاركة اللاعب الخليجي مواطناً، كما يحدث في البطولات الأوروبية، ووضع الأهلي والعين والجزيرة في كفة من ناحية الصرف، وبقية الأندية في كفة أخرى، وقال إن مهر الدوري هو ربع مليار درهم، وهو بالنسبة لي، وربما لكم مبلغ مهول قد لا يتناسب مع الدوري نفسه، ولكن النابودة يقول، إن يدفعه هو دفعه غيره.
وحسناً فعل صديقي الآخر محمد البادع بتخصيص صفحات دورية لصناع القرار في الوسط الرياضي، كي يكونوا ضيوفاً على القارئ الذي يشارك أيضاً في صياغة الأسئلة والحوار، وهو ما فعلته أنا شخصياً قبل 35 سنة في صحيفة «الاتحاد ولكن السورية»، حيث بدأت حياتي المهنية، وكان لدي صفحة شهرية تحمل اسم «ضيف الشهر»، وأتمنى من كل الضيوف أن يتحدثوا بالشفافية نفسها والوضوح الذي قرأته في إجابات النابودة، وبعضهم فعل، وبعضهم يؤثر البقاء في المنتصف، وقناعتي أن البقاء في المناطق الرمادية لن يطور الرياضة في أي دولة، وليس في الإمارات وحدها، ولن يطور حتى البلد كلها، فالدولة قامت على الإبداع والفكر المتجدد والتخطيط المميز والمحاسبة الصارمة للخطأ والروح القيادية والميدانية لأصحاب القرار، وبالتالي فمثل هذا الوطن يحتاج من العاملين في معظم أوساطه أن يتحلوا بالشفافية والوضوح، وعدم الوقوع في فخ المنطقة الرمادية، رغم أن الحياة ليست أبيض وأسود، ولكن القيادة والأسلوب القيادي لا يتحملان مناطق رمادية يتوه فيها القرار، وتضيع فيها التفاصيل، وتختفي في شعابها الحقيقة والمسؤولية.

نعم من كلام النابودة نستشف أن الإنفاق الأكبر مقتصر على ثلاثة، والتنافس على اثنين، وهو ما لا أراه في مصلحة الكرة الإماراتية على المدى الطويل، ويجب أن تكون قاعدة الصرف التي تقود لقاعدة التنافس أكبر من ذلك وبكثير.