يوسف عبد المنان

السودان وداعش


مرة أخرى عادت حركة داعش للساحة السودانية من خلال حديث لمسؤول رفيع في الدولة في ندوة بأطراف العاصمة وفي قلب الحدث.. ولم ينقضِ شهر على صدور كتاب السفير “عبد الله الأزرق” (داعش وإدارة التوحش) حتى بعث الفريق “محمد عطا المنان” مدير جهاز الأمن الأسبوع الماضي برسالة مقصودة ولجهات عديدة حينما انضم أكثر من ألف مقاتل من قوات الدعم السريع لمنظومة الجهاز القتالية التي أثبتت في عمرها القصير فاعلية في ميدان المعركة.. جعلت التمرد يخسر إلى وجود في مساحات محدودة في جبل مرة وأقاصي شمال دارفور.. وقال الفريق “محمد عطا” إن قوات جهاز الأمن التي انضمت الأسبوع الماضي يقع على عاتقها حماية حدود البلاد الغربية الشمالية ومنع تسلل تنظيم داعش للأراضي السودانية، ومدير جهاز الأمن بطبيعة وظيفته لا يتحدث مع السياسيين (طق حنك) ولكنه يختار كلماته بعناية ويصوب بصره نحو أهداف الجهاز بدقة.. ومن المعلوم أن تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بداعش.. يقاتل في دولة ليبيا الآن والتي تعيش حالة سيولة منذ رحيل “القذافي” وتنازع الجماعات السياسية حول السلطة فيها.. ونجحت داعش في السيطرة على مناطق إنتاج البترول وبالتالي أحكمت سيطرتها على عنق ليبيا.. وتعتزم قوات اللواء “خليفة حفتر” وبدعم عربي وغربي خوض معارك للإطاحة بداعش خارج حدود ليبيا.. وفي هذه الحالة قد تصبح دارفور هي الأرض التي تلوذ إليها داعش إذا لم تجد من يصدها على الحدود قبل دخولها لأرض صعبة التضاريس وتضطرب فيها الأوضاع الأمنية وتتعدد الجبهات التي تحمل السلاح.. ربما لهذا السبب أطلق الفريق “محمد عطا المولى” تحذيره المعلن بأن الحدود ستتم حراستها من خلال قوات الدعم السريع.. و(أمس) خصص منتدى اللواء “عبد الله صافي النور” ندوته الأسبوعية للحديث عن حركة داعش واستضاف المنتدى خبيراً في شؤون الجماعات الإسلامية.. وبعيداً عن ما كشفه الخبير من معلومات.. فإن منتدى اللواء “صافي النور” الذي انتقل (أمس) لمنزل رجل الأعمال “آدم عبد الرحمن حسين” الشهير بـ(أدومة) في ضاحية سوبا شرق.. يعتبر المنتدى مركزاً إستراتيجياً وعضويته يغلب عليها كبار ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة المتقاعدين والقريبين جداً من مراكز صناعة القرار أو المتصلين بقيادة الدولة.. إضافة لسفراء وصحافيين غالبهم من التيار الإسلامي، وحينما يبحث المنتدى خلال شهرين قضية واحدة.. فإن ذلك دليل على أهمية تلك القضية ألا وهي (داعش والسودان).. وكانت جلسة (أمس) قد حضرها الدكتور “التجاني سيسي” مساعد الرئيس ورئيس السلطة الإقليمية بدارفور.. إضافة لعضو المنتدى الدكتور “فضل عبد الله” الذي احتفى به رجل الأعمال (أدومة) بطريقته البدوية.. والرجل رغم مغادرته لدارفور منذ سنوات لكنه احتفظ بتراثها وفنونها.. وحتى تربية النياق لم يتخلَ عنها.. الأستاذ “النور أحمد النور” قال إن داعش ستبدأ تجنيداً في دارفور خلال الأيام القادمة طبقاً لمعلومات وردت من هناك.. ولكن الخبير الذي تحدث في المنتدى عن تمدد داعش داخل القارة الأفريقية.. لم يستبعد أن تلوذ بالأراضي السودانية في حالة تعرضها لضغوط في ليبيا، ولكن (داعش) حتى اليوم لا تعتبر السودان دولة (عدواً) ولا تضعها في أولوياتها الآن.. بيد أن حركة التواصل بين دارفور وليبيا قد تدفع (الداعشيين) للبحث عن (ملاذات) آمنة لهم في أقرب البلدان إلى ليبيا.
الدكتور “فضل عبد الله” الذي احتفى بتعيينه منتدى “صافي النور” هو ثالث عضو يرتقي لمنصب أعلى ويحظى بالتكريم وقد سبقه “الصادق الرزيقي” والوالي د.”عبد الحميد موسى كاشا” والأستاذ الوزير “يحيى” (قماري).. إلا أن أعضاء المنتدى ممن يترجلون عن السلطة لا يحتفي بهم أحد مثل الفريق “الهادي عبد الله” الذي كان فاعلاً وهو والٍ بنهر النيل وأصبح اليوم مواطناً يمشي في الأسواق.