تحقيقات وتقارير

نائب الرئيس في إدارة الحج.. رفض المتاجرة


ظل موسم الحج خصباً للجدال والنقاش طيلة السنوات الماضية، ويجد هذا الموسم الكثير من الحملات منها السلبية وغيرها الإيجابي لتصب جميعها في مصلحة إدارة الحج والعمرة التي ظلت تتلقى تلك السهام وتطويعها لمصلحة هذه الشعيرة الهامة والتي تعتبر من الأركان الأساسية حتى يتم تطويرها لخدمة عباد الله في كل موسم، وما أن انتهى موسم هذا العام 1436م حتى جمعت الإدارة أطرافها لتشرح عملها بكل شفافية ووضوح من أجل التقويم والتقييم ليجد حجاج العام المقبل معالجة لكافة السلبيات التي كانت في هذا العام، فكانت الورشة الرئيسة التي تسعي من خلالها الإدارة تطبيق شعارها الذي وضعته (خدمة الحاج والمعتمر شرف لنا)، وبدأت قيادة الدولة تنظر لأمر هذه الإدارة بعين ثاقبة من أجل توفير كافة وسائل الراحة لحجاج بيت الله من السودان، ولذا كانت مشاركة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن خلال تلك الورشة وخاطبها معلناً عن العديد من المطالبات والإشادات.

المطالبة والتربية الروحية
قبل أن يسمع أهل إدارة الحج عبارات الإشادة والشكر تفاجأوا بمطالبة نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن بالغاء الحج الخاص مؤكداً أن الحج ليس للتجارة وإنما تربية روحية وأداء لركن من أركان الإسلام. مشيداً بدور الحجيج السوداني لما قدموه من شهامة وتضحيات في الحج السابق..
وأشاد حسبو بجهد إدارة الحج والعمرة في تطوير الأداء لأعمال الحج الماضي، مطالباً بالمزيد من التجويد والتحسين والتنسيق في الأداء بانشاء مركز إعلامي متخصص لعكس ادائها وانشاء موقع الكتروني للاستماع إلى آراء الناس بالقطاعات المختلفة في جميع الولايات، فيما أكد نائب الرئيس ضرورة وضع سياسات توقف حج البيزنس وأولئك الذين يحجون بمبلغ 500 مليون كما حدث وذلك في إشارة منه للوكالات التي تسعي للربح من خلال الحج والعمرة وأضاف لا بد من مراجعة الوكالات التي تعمل في هذا المجال وأن يحجوا زي الناس العاديين، وقال إن حج الـ 500 مليون ليس به أجر لأنه مباهاة ولا بد من تمكين الدين بالحق وليس بالمباهاة وزاد مخاطباً الوكالات (الماعجبو سنسحب منه الرخصة)، وأضاف (سأتابع هذا العمل بنفسي الحج القادم)، مشيراً في ذات الوقت إلى عدم طلق ادعاءات جزافية في الهواء ليست مقبولة وليست مبنية على بينات وتؤدي إلى تشويه صورتنا، وقال إذا وجدنا بينات سنحاسب وإلا فإنها ادعاءات، وحيا وزير الإرشاد والأوقاف السابق الذي ترك لنا أدب الاستقالة، وزاد بالقول (الفك أثرك يفك أثرنا)، وقال للوزير الشاب عمار نقول هذا العمل تكافلي، ودعا أيضاً إلى وضع معايير لاختيار الامراء مؤكداً منع أي من الحجيج أن يحج من قروش الحكومة.
الوقوف على جوانب القصور
أجمع عدد من الحضور ان حج هذا العام شهد تطوراً كبيراً، واتفق وزير الإرشاد والأوقاف الدكتور عمار ميرغني حسين مع هؤلاء، وقال إن الحج شهد تطوراً وتقدماً كبيراً مؤكداً أنه سيقف على كل جوانب القصور وذلك بالتخطيط والتفكير السليم، مشيراً أنه سيعمل بكل توصيات الورشة لمزيد من التطور وراحة الحجيج، موضحاً أن الحج يعد جهاداً يحتاج إلى عزيمة وإيمان لكل الشركاء، وأكد خطتهم لتعزيز الإيجابيات وتوطينها ومعالجة السلبيات.
فيما أوضح المطيع محمد أحمد المدير العام لإدارة الحج والعمرة أن مسيرة الحج تمضي على حسب خطة الدولة للارتقاء بها وتحسين أدائها وذلك عبر استخدام النظام الالكتروني لتعزيز تطبيق نظام الحكومة الاكترونية التي تسعي إليه الدولة في تطبيقها، وأكد أن حج العام 1436هـ كان مميزاً حيث بلغت نسبة الأداء 89% معدداً الخطوات الإيجابية التي تمت والتي وجدت الإشادة من قبل رئاسة الجمهورية والتي كان على رأسها التقديم الالكتروني والمسار الالكتروني، موضحاً أنهم في الادارة يعملون بشفافية وروح العمل الواحد، وأكد الالتزام بتنفيذ مخرجات وتوصيات الورشة وتكثيف التوعية الإرشادية والتوسع في استخدام الإجراءات الالكترونية لتسهيل مهمة الحجاج.
التأكيد على اهتمام الدولة
فيما أكد السفير السعودي السيد فيصل بن حامد المعلا أن انعقاد الورشة يدل على اهتمام الدولة بأمر الحج والعمرة، مثمناً دور السودان وباختياره افضل الدول في اعمال الحج للعام السابق، مشيراً ان حكومة المملكة السعودية حريصة كل الحرص على راحة الحجاج وتسهيل كل الاجراءات لهم، وقال ان السودان حاز على المرتبة الاولى على مستوى الدول الاسلامية في حج الماضي، كما تم اختيار السودان ليكون انموذجاً للحج والعمرة والذي وجد الإشادة من الجميع، فيما قدم مدير وحدة القياس والتقويم الدكتور عبد الوهاب عثمان تقييماً لأداء حج العام الماضي، مؤكداً أن نسبة النجاح بلغت 89%، وعزا ذلك للتحضير الجيد والمبكر والتخطيط المحكم للخطة التشغيلية في جميع القطاعات للحج.
التقرير الختامي والإنجازات
وشهدت الورشة من خلال جلساتها تقديم التقرير الختامي وتوصيات الورشة عرضها بسلاسة المدير العام لإدارة الحج والعمرة المطيع محمد أحمد، وشمل التقرير كل مراحل الخطة التشغيلية لأداء أعمال حج العام الماضي، واستعرض المطيع الخطة التي قدمتها القطاعات المتخصصة بجميع ولايات البلاد، مؤكداً أن أهم الإنجازات تتمثل في تأهيل النواقل الجوية والبحرية وتطبيق الخدمة الالكترونية للتقديم واختيار القرعة للحجاج عبر الحاسب الآلي..
وتضمنت توصيات الورشة التأكيد على ضرورة البداية المبكرة للتقديم وتطبيق وتجويد النافذة الواحدة لجميع الإجراءات، وإلزام بنك السودان بالتحويلات المبكرة وأن يخضع الأمراء والمرشدين إلى معايير حقيقية لتنفيذ أدوارهم على الوجه الأكمل. ومعالجة ما ورد من سلبيات في حج العام السابق.
وقد شارك في الورشة قيادات الإدارة العامة للحج والعمرة والقطاعات المتخصصة وشركاء أعمال إدارة الحج والعمرة السودانية.

الانتباهة