منوعات

كرسي الحلاق “المقدس”.. موطن أسرار الرجال.. الحلاقون يسجلون نسبة 69% على مقياس الثقة متخطين بذلك رجال الشرطة (68%) ورجال الدين (65%)


تبدأ الجلسة باستفسار عن الشكل المرغوب لقصة الشعر أو الذقن، ثم ما تلبث أن تتطور لجلسة مكاشفة حافلة بالأحداث الشيقة، جميعها على كرسي الحلاق. يختبر معظم الرجال هذا النوع من الجلسات التجميلية/العلاجية ولكن ما هو السبب؟.

مؤخراً كشف بحث أجرته مؤسسة Ipsos MORI للأبحاث، أن الحلاقين يتمتعون بثقة الزبائن أكثر من الأطباء والقضاة والمعلمين وحتى رجال الشرطة والدين.

وسجل الحلاقون نسبة 69% على مقياس الثقة متخطين بذلك رجال الشرطة (68%) ورجال الدين (65%).

يقول أحد الحلاقين المخضرمين لصحيفة “تلغراف”، إن هناك عدة أسباب لهذا النوع من العلاقة والثقة، ويعدد آدم برايدي الأسباب كما يلي:

يشارك الرجال ما يدور في ذهنهم مع الحلاقين لأنهم خارج دائرة المعرفة، فهم لا يعرفون بقية أفراد العائلة والأصدقاء، لذا لا خطر من معرفتهم بعضا من أحداث تلك الدوائر وحتى الأسرار الدفينة.

وهناك أيضا عامل الثقة، فبمجرد جلوس الرجل على كرسي الحلاق يعتبر وكأنه سلم مظهره لأيدي الحلاق، وهو أمر حساس جداً لدى الرجال بطبيعة الحال، فلا مانع من أن تتطور هذه الثقة الجسدية إلى عاطفية وعندها ينطلق اللسان.

ويوضح برايدي إن الحلاقة أمر شخصي بطبيعته، فهي علاقة بين اثنين فقط ولا يمكن لأي شخص ثالث أن يتواجد في المنتصف، بعكس بقية المواقف التي تمر على الرجل خلال نهاره.

ولأن مكان الحلاقة ذكوري جدا، تحمل القصص بعض المبالغات والإثارة، الأمر الذي يتطابق مع طبيعة الرجل التنافسية والحماسية.

لكن هذه الثقة بحاجة لأكثر من جلسة، ولا بد أن تكون ثنائية الاتجاه، فلا ينفع أن يتحدث الزبون مع تحفظ الحلاق عن بعض أخباره.

ويوضح آبرايدي، أن بعض الزبائن يتميزون بطبيعة كتومة وهادئة، لكن الحلاق الذكي يعرف متى يفتح حديثا قصيرًا هنا أو هناك، ليكسر الجليد وتبدأ علاقة الثقة بالنمو.

وكشف آدم، الذي يملك صالوناً في وسط مدينة لندن، إنه يطلع بشكل يومي على خفايا وأسرار أضيق الدوائر الاجتماعية، لكنه لن يكشف مطلقا هذه الأسرار.

وقال هناك نوع من الشيفرة السرية في عالم الحلاقين، ألا وهي السرية لتوطيد العلاقة مع الزبائن وما يقال على كرسي الحلاق يبقى هناك.

لكنه أوضح في المقابل، أن معظم الأسرار تتمحور حول السيدات سواء الزوجات أو العشيقات أو حتى العلاقات العابرة مع العاهرات.

واختتم آدامز حديثه بالقول، إن كرسي الحلاق هو كرسي اعتراف بطريقة أو بأخرى، والسرية المطلقة هي المفتاح.

هافنغتون بوست