(الأجاويد)… تفاصيل (انقراض) مفاجئ !!
(الأجاويد) … مجموعة من الناس عرفت بالحكمة و الاتزان ينتشرون داخل المجتمع السوداني بنماذج و أشكال مختلفة غرض واحد- هدفه الأساسي هو أعاده رتق ما يمكن في نسيج العلاقات المجتمعية المتهتك، حيث مثلوا (حلاً سحرياً) لكثير من المشاكل المستعصية، لكن مؤخراً تغيرت الصورة، و بدأ أولئك (الأجاويد) في الاختفاء تدريجياً من الخارطة العامة للمجتمع السوداني الأمر الذي دفعنا للتساؤل: “هل انقرض هؤلاء الأجاويد؟”.
الحاج يوسف السيد إبتدر الحديث قائلاً: “قديماً كان كبار السن او ما يسمون بالأجاويد بمثابة قادة الرأي في المجتمع و هم الذين يملكون الكلمة الألى و الأخيرة، و من منظور آخر يمكن القول أنهم ي بعض الأحيان أصحاب قرارات ذات طابع ديكتاتوري، خصوصاً في مسائل الزواج و الطلاق، فالسائد قديماً هو زواج البنت لأبن عمها قسرياً بأمر كبارات العائلة، أما الجيل الحالي فهو يرفض هذا الأمر و ربما مثل هذه الخلافات تكون السبب المباشر في تلاشي وجودهم في المجتمع نسبة لإختلاف الأجيال و طريقة تفكيرها.
الموظف بابكر الحسن تحدث عن الموضوع بشيء من الحزن عن غياب الأجاويد قائلاً: “الأجاويد و كبار القبيلة هم أكثر الناس خبرة في المجتمع و أكثرهم معرفة و حكمة في إدارة الأسر، و قديماً كالأجاويد دور كبير في إعادة توازن الأسر و حل الخلافات (وإرجاع المياه لمجاريها)، و يختتم :”اختلاف الأجيال و تطور المجتمع هو السبب المباشر في ابتعاد هؤلاء الناس عن الساحة ولكن هذا البعد لا يعني الاختفاء الكلي لهم فهناك بعض القبائل و الأسر في المجتمعات الريفية ما زالت متمسكة بهذا النظام و ما زال العمدة و نظام الحكم الأهلي متوفر فيها”.
من جانبها تقول الحاجة خديجة يوسف: “نحن عاصرنا عهد الأجاويد بشيء من الواقعية، فقد كان أجدادنا حاضرين في كل المواقف، و كانوا هم قادة الرأي و أصحاب المشورة و من دونهم لا تقوم للمجتمع قائمة”، و تواصل: “كانت لهم كلمة لا ترد و لهم الحق في إقامة و إلغاء كل القرارات و لم يكن احد يمتلك الجرأة لتجاوزهم أو تخطيهم، كما كانت على عاتقهم مهمة كبيرة في إعادة ترتيب الأجندة و الحسابات في المجتمع و ذلك على النطاق العام و الخاص، و هكذا هم الأجاويد فهم عقل المجتمع الحكيم و بفقدانهم يفقد المجتمع توازنه و حكمته”.
أما المهندسة عطيات يوسف الزين فهي تقول: “أنا من سكان الريف الذي يحتكم بصورة مباشرة للنظام الأهلي و الأجاويد هؤلاء أشخاص يمتلكون ملكات خاصة في التعامل و أسلوب (وسطي) يستطيعون من خلاله حل جميع الإشكاليات و تهدئة النفوس و تطييبها، و من واقع مجتمعاتنا الريفية فان للأجاويد دور واضح في حل كل النزاعات و الخلافات الأسرية خاصة، و المشكلات العامة بين الأسر الكبيرة”، و تختتم: “هنالك كثير من المشكلات العامة بين القبائل لم تحل إلا عن طريق مجالس الشورى و لغة الحوار و تدخل الأجاويد، و بغيابهم يبقى واقع المجتمع كما نراه اليوم”.
صحيفة السوداني
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة