تحقيقات وتقارير

التحذيـرات الأمريكيـة .. قطع طريق رفع العقوبات


تصدرت الصفحات الأولى الأيام الماضية في الصحافة السودانية تصريحات للولايات المتحدة الأمريكية تحذر فيها رعاياها من مغبة السفر للسودان تفادياً لخطر الإرهاب والجماعات المتطرفة الموجودة في السودان. جاء هذا التحذير في وقت يقود فيه الاتحاد الافريقي عبر آلياته المختلفة جهوداً ومحاولة لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية رفع قيودها وحظرها المضروب على السودان منذ زمن بعيد بحجة رعايا الخرطوم للإرهاب. وقد اعتزمت الدول الإفريقية تصعيد موقفها عبر دبلوماسيتها الخارجية، ولكن الولايات الامريكية وعبر هذا التحذير قامت بإجهاض تلك المحاولات في مهدها وقبل أن تنطلق وتتفجر لتبلغها، الشيء الذي أدى لخلق واقع مختلف على الخارطة الافريقية التي تسعى لخلق إنفراج بينها عبر العلاقات الثنائية الامريكية السودانية وبين بقية دول القارة التي تقف على نفس مسافة الخرطوم من الولايات المتحدة الامريكية.
الكثير من المتابعين لم ترتفع حواجب الدهشة عندهم جَراء سريان التحذير الامريكي لرعاياه من السفر للخرطوم وذلك بحسب الكثيرين منهم أن أمريكا عودتهم دائماً بخلق مواقف شبيهة بالذي جرى جَراء وقوفها على أية عوامل إيجابية تجتاح الساحة السودانية (سياسية ـ اقتصادية أو حتى اجتماعية). وأكد العديد منهم أن هذا هو شأن الولايات الأمريكية في تعاملها مع السودان الذي دوماً ما يسعى لتكون صفحته ناصعة وخالية من الشوائب التي تجبره للانحناء والانكسار أمام الرغبات الامريكية وكانت الأوساط السياسية والاقتصادية أصبحت من القناعة التامة بأن شبه رضا أمريكي بات يسود صفحة العلاقات الثنائية بين البلدين على عتبة قدم واحدة، ولكن هذا الموقف نسف كل تلك الآمال التي انبنت في وقت قدمت فيه الخرطوم الكثير من الأداء السلس للمضي بالعلاقات بينها وواشنطن خطوات للأمام ولكن هل تبخرت كل تلك الأماني؟.
جهود حكومية وصدود أمريكي
بدت بوادر كثيرة أفرزتها المساحات المشتركة بين الدبلوماسية السودانية وتلك التي ترتبط معها في مصالح ثنائية مشتركة من أن تقرب وجهات النظر بين السودان وأمريكا، ولكن كانت دائماً هناك فجوات في هذا الملف الشائك بسبب ما يدعى الارهاب الذي ما زالت سمته لم تغادر صفحة الخرطوم رغم جهدها وبلائها الحسن في سبيل إخلاء ساحتها من هذه الوصمة الامريكية والتي هي أمريكية كاملة الدسم والتي باتت تتخذ قبل الامريكان بحسب متابعين “حصان طروادة” لدك حصون الدبلوماسية ربقة هذا الحكم الجائر كما يراه السودانيون. ولعل السودانية أو القرارات السودانية الجاهدة للانطلاق من الإبقاء على اسم السودان في هذه القائمة من شأنه تقديم المزيد من العلاوات والقربانات المجانية لأمريكا التي لم تصل لنهاية مطالبها من السودان رغم التقدم والتطور الملحوظ في طي هذا الملف. فيما يرى متابعون للأوضاع من أن الولايات المتحدة الامريكية وحينما أقدمت على هذا القرار إنها أرادت أن ترسل رسالة لكافة الأطراف السودانية من أن محاولة الانفلات عن الإرادة الامريكية ونسف جهدها في بناء الشعوب مجرد حلم وعلى السودان ألا يحلم بأنه بلغ القمة لبناء نفسه بنفسه في وقت تسود فيه الأماني الأمريكية العالم.
هجمة مرتدة
قبل أن يصدر هذا التحذير كانت هناك جهود أفريقية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعن إزالة اسمه أيضاً من كشف العقوبات الامريكية التي أبقت على الخرطوم تحت هذه الطائلة زهاء فترة حكم الإنقاذ أو ما يبلغ الـ (26) الشيء الذي دفع بالكثيرين القول من أن ما تم يعتبر هجمة مرتدة في شباك الدول الافريقية وربما هول المفاجأة من القرار الفجائي (التحذيري) هو ما جعل تلك الجهود الراعية للحملة من أن تلتزم الصمت لأن نتيجة تلك التحركات باتت واضحة لا تحتاج لتفسير وذلك لأن القرار التحذيري من شأنه نسف كل ما سبقه من بوادر إيجابية في ذاك المنحى.
تقاطعات وسياسات مغايرة
ويقول الدكتور علي الشائب أبو دقن المحلل السياسي والقانوني النشط في قراءاته للواقع الامريكي لـ (الإنتباهة) أن التحذير ليس في محله لا في الوقت ولا الزمان المناسبين، وقال إن الساحة السياسية الداخلية والخارجية للسودان تشهد إنفراجاً كبيراً وأن الحراك السياسي اجتاح كافة مكونات المجتمع السوداني للوصول لصيغة في كيف يحكم السودان مؤكداً أن الحرب التي عرفها السودانيون لا تنتج إلا الدمار، لذلك كله يرى الشائب أن الولايات المتحدة الامريكية وكل ما تشهد أن ثمة استقرار وإنفراج نسبياً يلوح في سماء الخرطوم أفرزت سياسات مواجهة تسعى من خلالها إعاقة هذا التقدم في الساحة السودانية، والتاريخ لا يمحي المواقف الشبيهة لأمريكا في تعاملها مع السودان.
وضرب الشائب مثلاً بالتوقيع على اتفاق نيفاشا إذ سرعان ما طلبت من الخرطوم إنهاء أزمة دارفور لرفع عقوباتها التي كانت تقول إنها سترفعها إذا توصل الطرفان “متمردو الجنوب وحكومة الخرطوم” لاتفاق سلام شامل. ودمغ د. الشائب الذين يسند لهم ملف السودان في النظام الامريكي بغير الحريصين على الوصول لتقدم ملموس في هذا الجانب وليس حريصون أيضاً على استقرار العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال إن هناك مناطق وبؤر أكثر صراعاً وتردياً في الشرق الأوسط والسودان لم تكن حالته كتلك الدول.
ولكن الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عمر عبد العزيز يؤكد لـ (الإنتباهة) أن الدوافع السياسية للجانب الامريكي هي التي تحرك الملف وهذه المواقف وأضاف أن للولايات المتحدة كروت ضغط تحركها متى ما شاءت وهذه إحدى كروت ضغطها في وجه الحكومة السودانية والتي دائماً ما يبدأ التلويح بها في لحظة أن يكون هناك انفراج وانفتاح في الساحة الداخلية للسودان. بيد أن د. عمر لخص الموضوع بأنهم يريدون من ذلك كله أن يعملوا ضغوط و(شوشرة) للحكومة لمكاسب سياسية.
قطع طريق
ويضيف د. علي الشائب في مداخلته مع (الإنتباهة) إلى أن ما وراء هذا التصريح هو أن الولايات المتحدة تسعى إلى قطع الطريق من وراء أي جهود لرفع العقوبات عن السودان وهو القصد الحقيقي بحسب الشائب وراء التحذير الامريكي ولكنه قال إن الرسالة الأخرى أيضاً إنهم يريدون أن يتشدد متمردي قطاع الشمال في مواقفهم من المفاوضات الأخيرة غير الرسمية في برلين وأن الشائب يرى أن أي تقدم في هذا الإطار لا يخدم أو يصب في مصلحة الأجندة الأمريكية التي تعمل على إعاقة أي تقدم قد يطرأ على ملف الأزمات الشائكة في السودان.
ويضيف د. عمر عبد العزيز مفسراً ما وراء التحذير الامريكي لرعاياه ان الأمريكان يتفوقون علينا في المعرفة العلمية وهم ناس دقيقين بحسب عبد العزيز ويعرفون تماماً أن السودان بعيد عن الإرهاب، وأنه دولة وسطية في تعاملها وأن السودانيين في تعاملهم بعيدون كل البعد عن داعش، وقارن د. عكر بين من انضم لداعش من السودانيين وبين الأجناس الأخرى مقارنة بتعداد السودان وقال لا توجد مقارنة لأنهم قلة مقارنة بمن انضم من الجنسيات الأخرى وقلة بالنسبة لتعداد السودان الكبير، لذلك كله ينسب عمر عبد العزيز الهدف لشيء آخر غير الإرهاب.

الانتباهة


‫3 تعليقات

  1. امريكا بتلعب بالبيضة والحجر وهدفها تقسيم السودان علي اساس مناطقي وجهوي وعرقي ….امريكا لاتريد استقرارا للسودان اطلاقا ياخي بتكلمو عن الارهاب وامريكا اكبر دولة راعية للارهاب والجماعات الارهابية في العالم اجمع …انا بعتقد انو امريكا دوافعها دوافع سياسية …يعني زي الزول اللي كلو ماتخلص ليهو مهمة يطلع ليك بحاجة تانية وهكذا دواليك…فعلا صدق الله العظيم ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم…امريكا امريكا ياخي طز في امريكا ويلعن ابو اوباما ذاتو

  2. السبب ان حكومة السودان تهتم بالقضية الفلسككينية اكتر من الفلسكينيين انفسهم

    والعرب كلهم بما فيهم الحكومة الفلسكينية بايعين القضية ولهم صداقة مع اسرائيل والعندو شكوك يروح اليوتيوب حايشوف المسؤولين الاسرائيليين وبنيامين نتنياهو بقول في شنو

    سبب دمارنا القضية الفلسكينية متي تفهم الحكومة هذا الدرس

    وقعوا اتفاقية مع اسرائيل انكم ستمنعون ايران وحماس وغيرها من تهريب السلاح عبر حدود السودان

    قولوا لهم بملء الفم بعنا القضية الفلسكينية ولم تعد تهمنا

    السودان الان هو الدولة العربية والافريقية الوحيدة العدوة لاسرائيل

    حتي ايران رفعوا عنها العقوبات وكوبا

    وعنكم فرصة الان في التصويت في موقع البيت الابيض لو ضيعتوها بعد اوباما دا مافي رئيس امريكي برفع العقوبات العليكم دي

    اعلام الحكومة غير مهتم بامر التصويت

    https://petitions.whitehouse.gov/petition/lift-sudan-sanctions-they-are-oppressing-poor-and-killing-innocent-people