تحقيقات وتقارير

20% من الأطفال في البلاد خارج المدارس.. (دكوك) الطلاب هل ستنتهي (الظاهرة) ؟


طالب رئيس الجمهورية خلال خطابه الجماهيري عند افتتاح مصنع (سور) للغزل و النسيج بالحصاحيصا أمس الأول بالاهتمام بالتعليم و إدخال كل من يصل سن الست سنوات المدرسة مضيفاً: “أي زول ما يودي ولدو المدرسة بنوديهو المحكمة”، بالمقابل هناك عدد كبير من الطلاب يضعون التعليم هدفاً نصب أعينهم وهم يسعون لنيل درجات كبيرة في تحصيلهم الأكاديمي، فيما توجد فئة متمردة و هي فئة الطلاب الذين يرفضون التعليم و يفضلون الهروب من مدارسهم، وعبر سياق التقرير التالي نحاول إلقاء الضوء على أبرز الأسباب التي تفدع الأبناء لرفض الدراسة و الهروب من المدارس.
اعتاد الطالب (م.ح) الذي يدرس بالمرحلة الثانوية على الغياب المتكرر عن الحصص اليومية و لم ينكشف أمره إلا في ذلك اليوم عندما خرج من منزلهم و هو يرتدي أزياء ملونه تحت الزي المدرسي و في الطريق عرج قليلاً نحو شارع صغير حيث ينتظره أربعة من زملائه بالمدرسة و هم يرتدون الزي الرسمي ومن تحته زي آخر ليتوجهوا سريعاً إلى محطة المواصلات و من ثم الي احد مولات الخرطوم متجولين بداخله، ولم تمر لحظات حتى صادف وجود (عم) الطالب (م.ح) بالمكان وعندما لمح ابن شقيقه برفقة أصدقائه اندهش لوجودهم في ذلك الوقت فقام بإخراج هاتفه الجوال و اتصل بالطالب ابن شقيقه و بعد التحية سأله: “انت في المدرسة؟”.. فأجابه سريعاً: “اااي في المدرسة” فما كان من العم إلا أن اتصل بوالدة الطالب التي أكدت له بان ابنها ذهب إلى المدرسة في الصباح الباكر فما كان من العم إلا أن اخبرها الحقيقة لتُفاجأ الأم بعد بصحة الخبر بعد أن اتقاده العم من وسط زملائه موبخاً له وذهب به إلى المنزل لينكشف أمره أمام الجميع.
إشتكى عدد من معلمي مرحلة الأساس و الثانوية من تغيّب بعض التلاميذ من المدارس أثناء الحصص المدرسية و هو ما أكدته الأستاذة رحاب عبد الله قائلة: “حقيقي اصبحنا نعاني معاناة حقيقية و تحديداً من الطلاب الذكور الذين لا ينصاعون لأوامر الأستاذ من أجل الحصيل الأكاديمي و ذلك بتغيّبهم عن المدرسة دون علم أسرهم ليقضوا وقتهم في مالا يجدي، وهو ما كان له الأثر السالب على تحصيلهم الأكاديمي”.
مير مدرسة ثانوية بنين تحدث قائلاً: “لقد ضبطنا عدداً من طلاب المدرسة من فصول مختلفة وهم أبناء شخصيات معروفة يتغيبون من المدرسة ويقضون وقتهم في البحر يتناولون حبوب الهلوسة اضافة لآخرين في ملات الشيشة وذلك بعد أن يقوموا بتبديل ملابسهم في غرفة (خفير المدرسة) الذي كشف لنا أمرهم فأخبرنا أسرهم حتى يجدو لهم حلاً بعد أن أصاب الإحباط إدارة المدرسة”. و ختم: “نحن كإدارة مدرسة نفعل ما بوسعنا و آخر الحلول لدينا هو إنذار الطالب ثم فصله”.
في الوقت الذي كشف فيه ممثل اليونيسيف في السودان (جيرت كابيليري) عن وجود 20% من الأطفال في البلاد خارج المدارس ووصف الأمر بالمقلق و أضاف: “نحتاج الي بعض الوقت لمنع تسربهم من المدارس”، مؤكداً أن مليوني طفل لا يصلون الي الجودة العالية في التعليم، وكشف جيرت في مؤتمر صحفي عن وضعهم لخطة مع وزارة التربية والتعليم لمساعدة الأطفال على القراءة باستخدام أجهزة الحاسوب (تابلت) التي تحتوي المنهج الدراسي.

محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني