تحقيقات وتقارير

حسبو في مسيد الشيخ البرعي ومنطقتي أم قريقير وأم عدارة حريصاً على إبراز اهتمام الدولة بالطرق الصوفية وخلاوى القرآن الكريم باعتبارها مؤسسات للتربية ومحاربة الظواهر السالبة


في زيارة تتسربل بالعالم الصوفي وصوت إيقاع الطبول، وقف نائب رئيس الجمهورية حسبو عبد الرحمن مطلع الأسبوع الجاري عند محطتين صوفيتين في فيافي كردفان، الأولى في منطقة أم عدارة حيث مسيد الشيخ دفع الله الشايقي، وهناك كان الاستقبال حاشدا من ممثلين للطرق الصوفية من مختلف بقاع السودان.. المحتفون بالنائب نحروا خمسة من الجمال مع هبوط طائرة الوفد بسلام، المناسبة تخللها احتفال بإحياء ذكرى الشيخ الشايقي في مسيده العامر بالذكر والقرآن والعبادة.. وفي نهار (السبت) احتشد الآلاف من محبي الشيخ البرعي عبر أكثر من (400) سيارة كانت تقل المريدين، المشهد حفز النائب على أن يطوف حول حلقة الذكر.

ولم يكتف الشيخ الشايقي بتأسيس خلوة أم عدارة بل أسس خلاوي أخرى تعلم أبناء المسلمين القرآن وتعمل على نشر الدين في المجتمع فأنشأ خلوة في قرية مويلح ريف الرهد وشيخها الشيخ عبد الباقي عبد الرحمن، وافتتح خلوة في قرية “الفيلية” وشيخها الشيخ عجبنا نور الدين، وخلوة في أم كرانك ريفي بارا وشيخها الشيخ محمد علي، وخلوة في قرية قرية جراد وشيخها الشيخ عبد الرؤوف. ومن مزايا الشيخ الشايقي أنه كان يرعى الطلاب بعد تخرجهم ويصرف عليهم من ماله. وكان للشيخ اهتمام كبير بربط النسيج الاجتماعي وتأليف القلوب وتوحيد الصف، وكان دائماً يربط التصوف بالكتاب والسنة.
وقال نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، في كلمته في ذكرى الشيخ الشايقي، إن الدولة تهتم بالطرق الصوفية وخلاوى القرآن الكريم باعتبارها مؤسسات للتربية ونشر الدعوة الإسلامية، وإفشاء روح الإخاء والسلام الاجتماعي ومحاربة الظواهر السالبة في المجتمع، وقال إن الدولة تسعى لتطوير الخلاوى والمسايد، وإضافة مراكز حرفية وتعليمية لها حتى يحصل حافظ القرآن الكريم على مهنة تعينه على العيش الكريم.
وطالب حسبو الجميع بالمشاركة في الحوار السياسي والمجتمعي للوصول لوفاق وطني يتراضى عليه الجميع. وقال إن الحوار حقق نتيجة مهمة وهي نقل ثقل العملية السياسية للداخل دون أي تدخل أجنبي.
ووجه نائب رئيس الجمهورية، بإكمال مستشفى أم عدارة، وإنشاء معهد لعلوم القرآن الكريم بمسيد الشيخ الشايقي، وتأسيس مدرسة تاج الحافظين بالمنطقة.

وفي زريبة البرعي قال نائب الرئيس إن الدولة متمسكة بنهجها القائم على تمكين دين الله في الأرض، وأوضح أن زيارة الوفد لمسيد الشيخ البرعي ومنطقتي أم قريقير وأم عدارة، محبة في الله، ورسالة من قائد الأمة الرئيس البشير. وقال إنه سعيد بأن يسمع من الخليفة الفاتح أن هناك من أتوا من دارفور للمشاركة في الزيارة والسبب هو الرابط الديني، ليس لتجارة ولا منفعة، ربطتهم (لا اله إلا الله والله أكبر)، وأكد نائب رئيس الجمهورية تبني الدولة لنهج الوسطية، وقال: (ديننا وسط ما بنعرف الغلو ولا التطرف ولا داعش ولا التشيع، نحنا دولة سنية وسطية)، ونوه إلى أن الحوار الوطني حقق نتيجة مهمة وهي نقل العملية السياسية للداخل دون أي تأثير أو تدخل أجنبي ليصبح حواراً سودانياً خالصاً. وأضاف أن الحوار الوطني بالخرطوم يحظى بمشاركة 160 حزباً وحركة بالإضافة لبعض القيادات والأفراد. وأن الحوار المجتمعي يهدف لمعالجة آثار العنف، وإرساء منهج وسلوك جديد في التعامل المتسامح بين الناس جميعاً. وأشاد برجالات الطرق الصوفية لقيادتهم المجتمع للإصلاح والتعاون وقبول الآخر.

وطالب نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، في كلماته بمسيد الشيخ الشايقي بأم عدارة وبمنطقة أم قريقير ومسيد الشيخ البرعي بالزريبة، طالب أحباب ومريدي الطرق الصوفية وطلاب العلم والقرآن بالتضرع والدعاء للسودان، ليرفع الله البلاء والغلاء، مؤكدا أن قيادة الدولة مع تمكين الدين.
وفي حديث يؤكد أن الصوفية جزء من الهم العام جدد خليفة الشيخ الشايقي، الشيخ دفع الله، دعمهم للحوار الوطني، وسأل الله أن تفضي توصياته لسلام ومحبة ووئام ونهضة للسودان، مؤكدا دعم مسيد الشيخ الشايقي لنفير نهضة كردفان الذي يقوده الوالي أحمد هارون، وقال في كلمته: (نحنا مع الشعار المرفوع: موية طريق مستشفى والنهضة خيار الشعب).

والى ولاية شمال كردفان، مولانا أحمد محمد هارون، قال في مخاطبته للحفل إن مسيد الشيخ الشايقي يعد منارة من منارات العلم والقرآن في كردفان بل في السودان، وثمن جهود خليفة الشايقي الشيخ دفع الله في إنجاح الدورة المدرسية، وقال إن الخليفة كان أول من قدم سهمه في قدح ضيوف طلاب السودان. مشيداً بمشاركة الطرق الصوفية في نفير كردفان، وإسهامها في رتق النسيج الاجتماعي بالولاية وقال إن السلم الاجتماعي الذي تتسم به الولاية يرجع الفضل فيه من بعد الله، لخلاوي القرآن والطرق الصوفية.

صحيفة اليوم التالي