أم وضاح

لو رمت من خلاقك يرضى عنك.. لأحبتك وأعداءك كُن بيضاء سنك!!


وكأننا ناقصين فتنة واختلاف ورمي للآخر بالاتهام حتى يخرج علينا المجلس الأعلى للتصوف ببيان (صادم) بعيد عن روح الدين السمحة وأخلاق المصطفى الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي ما كانت تصدر عن فمه الكريم كلمة جارحة أو حتى معنفة بقول أو فعل، لكن وفي دفاع مستميت عن شخص قتل من كتب هذا البيان كل معاني التسامح والعفو التي يدعو لها الدين الحنيف وهو يدافع عن (السيد) “الأمين عمر الأمين” عضو المجلس الأعلى للتصوف الذي تم إلقاء القبض عليه قبل فترة في دولة الإمارات العربية، ثم أفرج عنه لاحقاً في سيناريو درامي عجيب يشبه أفلام (أجاثا كريستي) حيث يظل المشاهد في حالة ترقب لأحداث الفيلم التي تتغير معطياتها مع كل مشهد حتى لحظات الختام.. المهم أن المجلس الأعلى كان يمكنه أن يصدر بياناً يهنئ فيه السيد “عمر الأمين” بسلامة العودة وما إلى ذلك من عبارات المجاملة، لكن السادة كاتبي البيان دخلوا ومن أول الخط شمال، حيث قالوا إن مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الأقلام الحاقدة المأجورة التي تريد أن تتبنى أجندة كثيرة منها الخاص ومنها خدمة أجندة وجماعات ذات أفكار منحرفة ومناهضة ومعادية للتصوف اتخذت بعض المنابر والصحف وسيلة لذلك، وهي على حد ما جاء في البيان لا تنشر إلا البغض والكراهية!! هذا ما جاء في البيان العجيب الغريب الذي استنكر أن يتناول أحد موضوع القبض على السيد “الأمين” وكأنه من بيت النبي “صلى الله عليه وسلم”، أو من الصحابة الكرام وهو شخص عام مطروح للتناول سلباً أو إيجاباً!! بعدين يا من كتب هذا البيان (الهدام) هل انتقاد السيد “الأمين” يخدم أجندة معادية ومناهضة للتصوف؟ أم أن “الأمين” نفسه وبهذه الأفعال الضبابية غير المفهومة هو من يقدم أسوأ مثال مناهض ومعادٍ للتصوف نفسه؟!
أعتقد أن من صاغ هذا البيان قد افتقر للأسف لأبسط مبادئ الحكمة، وقدم نموذجاً غير جميل للصوفية التي هي محل تقدير واحترام لدى غالبية أهل السودان، لكن للأسف ولسبب ما أراد المجلس أن يدخل في معركة من غير معترك ويتخندق مع أحد منسوبيه دون أن يتمهل أو يتروى، في اندفاع جعله ينتقد ويشجب الجهات الأمنية التي أغلقت دائرة السيد “عمر الأمين” بحي ود البنا، ويصف الأمر بأنه غير رشيد وأنه قرار جائر بحق الذكر والذاكرين.
في كل الأحوال ليست هذه هي اللغة ولا اللهجة التي تعودناها من السادة الصوفية مهما كان الظلم أو الابتلاء بحقهم، وكان الأجدى بهم كمجلس أن يستغلوا المساحة الإعلانية التي اشتروها لتفنيد الشائعات التي دارت حول أحد منسوبيه أو أن يكتفوا بالتهنئة ويتركوا التفسير لفطنة القارئ، لكن قبل كل هذا وذاك هل قام المجلس باستجواب العضو الكريم ومن ثم منحهم التوضيح الكافي لملابسات الموضوع برمته؟ أم أن أصحاب الكاش دائماً لا يخضعون للنقاش؟!
{ كلمة عزيزة
للأسف الشديد حدثني بعض الأخوة الإعلاميين الذين عادوا من مهرجان “البركل” قبل انتهاء فعالياته أن نسخة هذا العام كانت دون المستوى المطلوب لنسخة ثانية يفترض أنها تقوم على مرجعية مهرجان أول أقيم من العدم.. صحيح شهد ما شهد من أخطاء ولم يكن منزهاً، لكنه قدم نموذجاً للتحدي والإصرار وخلق كائناً اسمه مهرجان البركل!! خنق وقتل المهرجان للأسف هذا العام مع سبق الإصرار والترصد، وأنا شخصياً حاولت أن أتابع هذا الحراك من خلال الفضائيات السودانية أو حتى الخارجية، لكن لم أجد أثراً لوفود زائرة ولا معارض حاضرة ولا زخم يفترض أن يكون سمة هذا المهرجان وعنوانه.. المهرجان بهذا الشكل فقد لقب العالمي وتحول إلى مجرد تظاهرة محلية متواضعة ومملة.. لكن منو بمرق النصيحة!! ولي عودة.
{ كلمة أعز
غداً أحدثكم عن الحراك الذي يقوم به بعض أبناء مدينة أم درمان لترميم مدرسة “أم درمان الثانوية بنات”، وهي المدرسة التاريخ والأثر!!