حوارات ولقاءات

كمال عمر: نحنا ما عميانين زي ماري انطوانيت شايفين الجاتوه وين.. وأم رقيقة وين!! .. كلمة حكومة انتقالية «عاملة ازمة نفسية للوطني»


* البشير سيخلق لنفسه وشعبه نموذج مانديلا
* الاعتقال لا زال موجوداً وازمة الحريات كذلك
* أشواقي وتمسكي بشيخ حسن نابع من فكر وليس طائفية وتخلفاً!
* الحوار يضم ناس نشيد العلم والتطبيع والدولة العلمانية وكل صاحب رأي..
* كلمة حكومة انتقالية «عاملة ازمة نفسية للوطني»
* سيلحق بنا اليسار والحركات المسلحة في هذه الحالة..
* نحنا ما عميانين زي ماري انطوانيت شايفين الجاتوه وين.. وأم رقيقة وين!!
* بعد الحوار سنعمل ببرلمان اخر غير الموجود هسه ده
* «في احزاب اخدو مليارات من الحكومة وهم خارج الحوار»
* لهذا السبب لا يوجه شيخ حسن ولا شخصي نقداً للوطني
كمال عمر إحدى الشخصيات التي عرفت بلغتها الخطابية النارية في مرحلة ما.. ثم انقلب عليها وأصبح من أكثر الناس حماسة وتبشيراً ومناداة بالخير المستفاد من الجنوح للتسامح من أجل تضميد جراح الوطن العديدة.. التقيناه في هذا الحور ونحن نحمل حزمة من التساؤلات فتلقاها بصدر رحب وأجاب بوضوح أحياناً وبلغة مفتاحية في أحايين أخرى تفضي لقراءة ما في السطور وفي الصدور معاً..
الجريدة: حاوره / عفراء فتح الرحمن
اتصالي الأول مع حضرتك لإجراء حوار حوى مقولة (إنك مثير للجدل) ردة فعلك حوت امتعاضاً للتسليم بالمقولة وليس طرحها؟
– هنالك اعتبارات لموافقتي على إجراء الحوار بعد أن قررت التوقف عن الإعلام قليلاً لأن شعرت بنمطية الحوارات المطروحة التي ربما تفضي لرتابة الإطلالة، لكن نسبة لمتابعتي للجهد الإعلامي الذي تبذلينه في الوسائط المختلفة تيقنت بأني مقبل على حوار مختلف، وذلك بدءاً من الوهلة الأولى للاتصال عندما حادثتني بوضوح حول إثارة الجدل والمسألة دي ما عاوز أقول إنها عملت لي زي عقد نفسية لكن (بقت) الكثير من المواقف «حقتي زي ما واضحة» يمكن طريقة الانتقال السريع من خط « بتاع إسقاط كنا رافعين السقف بتاعو» الى الدفاع عن الحوار الى درجة مستميتة جداً، أيضاً خلافاتي مع إخواننا في المعارضة اقترابي المؤخر مع إخوانا في الوطني كل هذه الانعطافات جعلت الناس تحتاج الى كثير من التفاسير، ولما قلتي لي في التلفون مثير للجدل أخذت لي وقفة كدا غايتو وفي النهاية (بلعتها) وأتمنى من هذا الحوار كل المواقف تصبح جلية بالنسبة للقراء.
* أثناء حديثك تفضلت بسرعة التحول (العداء مع الوطني الى سرعة الاندغام معه نموذجاً) ولعل هذه التحول من أكبر مدعمات إثارة الجدل؟
والله صحي نحن يوم من الأيام طرحنا خيار إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية، وكنا أكثر حزب صوته عالٍ في مسألة الإسقاط، وجزء من حيثيات لإسقاط أن المؤتمر الوطني دا لا يفي بالوعود، ولديه إشكاليات مثل فصل الجنوب والحرب الدائرة وتكميم الحريات ولديه دور في تعطيل التحول الديمقراطي في السودان هذه المفردات كانت موجودة وقتها فعندما جلسنا مع القوى السياسية لاتخاذ قرار الإسقاط كان مبنياً على تلك الحيثيات، وكل الحوارات المطروحة من قبل الوطني كانت لأجل تمكينه من السلطة
* طيب.. هل الحيثيات السالبة التي تفضلت بذكرها أعلاه اختفت الآن؟!
الاختفى منها (إنو الحوار دا بمحاوره الستة) تقويمنا له أنه حوار جاد، بمعنى أن الحوارات القديمة كل ما أتت به هو إتاحة المشاركة في السلطة فقط وما كان في اعتراف من المؤتمر الوطني بأن البلد فيها أزمة، لا يتحدث عن قضية البلد والسلام ولا عن الحريات الأساسية ولا الهوية أو كيف يحكم السودان لكن الحوار المطروح (دا) في ست قضايا وهي قضايا الأزمة التاريخية لأننا من الاستقلال قضية كيف يحكم السودان لم تثار في أي مرحلة حتى في العهود الديمقراطية التي لم ترَ حواراً يخاطب أصول الأزمة، ولذلك هنالك تحول على الأقل في قضايا الحوار من قبل الوطني.
* تفضلت في إجابتك السابقة (أن الوطني) في مرحة كان يتخذ من الحوار سبيلاً لمزيد من التمكين) البعض ينظر للحوار الدائر أنه استمرار لمزيد من التمكين ومن ذلك التهدئة التي أعقبتها الانتخابات، بل النتائج ذاتها غير مضمونة فأنتم في الأروقة تتحدثون عن الحكومة الانتقالية بينما الوطني يرفضها جملة وتفصيلاً؟!
ـ والله شوفي.. صحي الفترات السابقة كلها كانت أقرب الى تمرحل الحوار الى مرحلة الوطني عاوزها هو مثلاً الانتخابات وهي معيبة أو يسوق للناس بمشاركته في السلطة في هذه المرة عندما بدأ بالقضايا الست دخلت طوالي الانتخابت وكأنها كانت امتحاناً، لكن بالنسبة لنا في المؤتمر الشعبي كانت أمامنا قضايا الوطن أهم من الانتخابات لأنها مشاركة في السلطة والحوار من أجل حل قضايا الوطن لذلك رفضنا الانتخابات وقلنا ليهم شرعية السلام وبنية الدولة أهم لنا من الانتخابات، والانتخابات ما جابت الشرعية المطلوبة هسه البرلمان قدامنا فيه 90% من الوطني لذا لم يحل شئ لا زال الاعتقال موجوداً وأزمة الحريات موجودة وأزمة المؤسسات موجودة والحرب دائرة فمجمل القول الانتخابات كانت تأكيداً لشرعية حكومة الوطني أكثر من تحول ديمقراطي يفضي لاستقرار البلد لذلك ما اشتغلنا بالانتخابات، أما مصداقية الوطني في الإيفاء بوعوده هذه المرة في محك تاريخي لأن الواقع الدولي والإقليمي وواقع الأزمة يجعل الوطني لا يملك خياراً غي الالتزام بمخرجات الحوار أو إعادة الساحة السيايسة كلها بما فيها نحن الى مربع المصادمة مع الوطني مرة أخرى.
* تحدثت عن القضايا المهمة التي يناقشها الحوار، البعض يظن أن الحوار فيه قضايا انصرافية مثل نشيد العلم والنظر في اسم السودان عدم وجود لقمة العيش لمعظم المواطنين والحرب الدائرة وتكميم الحريات، مما يرجح لدى البعض كفة الأحزاب التي طالبت بتهئية البيئة القبلية للحوار، لأن تزامن تحجيم الحريات مع الحوار يضعكم في وضع لا تحسدون عليه؟
ـ شوفي.. نحن على قناعة بوجود مشكلة في بنية الدولة القانونية وفي الدستور لذا هناك إشكاليات حقيقية في المناخ العام الذي يحكم البلد، هنالك بعض القوى السياسية مع احترامنا لها وضعت اشتراطات قبلية للحوار، نحن خلافنا معاها ليس حول المطالب لأنها مطالب أساسية وجوهرية وكلنا في الساحة السياسية متفقين عليها، اختلافنا مع إخواننا في المعارضة أنهم جعلوها اشتراطات الدخول في الحوار، وبنفس الاشتراطات دي نحن دخلنا بيها في لجنة الحريات.
* لكن الآن الحوار يمضي نحو نهاياته ومدته الزمنية النهائية ولا زال الواقع كما هو من حيث تحجيم الحريات وغيرها من أمهات القضايا؟!
ـ ما أنا جاييك في الكلام، أفتكر أن هنالك بعض القضايا التي طرحت في الإعلام مثل نشيد العلم وبعض الكلام عن حاجات رأيي أنو ما دام فتحت فرصاً للناس فعلينا أن نستعد لسماع من يتكلم عن العلم وعن التطبيع مع إسرائيل والدولة العلمانية والدولة الإسلامية «دا حوار حر» الناس كلهم يقولوا آراءهم فيه، لكن حقو ما نظلم الحوار بالتركيز على أقوال دون الأخرى نحن في لجنة الحريات أجرينا تصنيفاً لكل القضايا التي تصادر الحريات، من قانون الأمن للصحافة والمطبوعات لقانون النقابات لقانون تسجيل الأحزاب كلها وضعنا فيها تصوراً لحرية كاملة وتحدثنا عن تصور للدستور ينبع من إرادة الشعب، صحيح الكلام دا ما مرقناهو لأنو في مرحلة صياغة لتقديمه كتوصيات، وبصراحة الذي خرج للإعلام هو نشيد العلم والصراع حول النثريات والعلاقة مع إسرائيل وهذا لا يمثل أصول الحوار الدائر ولذلك أفتكر أن الحوار ظلم في كثير من قضاياه والإعلام ينقل الطالع ليه، وأفتكر أن هناك قضايا الحكومة الانتقالية هنالك نفي لها، لكن في ذات الوقت البرنامج «الجاي دا» ما برنامج المؤتمر الوطني الذي يدير به الوطن الآن، إنما هو برنامج انتقالي كامل، وأعتقد أن الوطني معترض على كلمة انتقالية وعاملة ليهو أزمة نفسية، المهم نحن ما مأزومين بالأسماء كان هم قصة انتقالية دي عاملة ليهم هاجس نقول دا برنامج وفاق سياسي يجمع الناس كلهم لمرحلة قادمة.
* إذا انتقلنا بالحديث من مربع الحماسة السيايسة الى مربع الواقع، أنت تتحدث وكأن الحوار يستمد قوة تفعيل مخرجاته من الشعب والواقع يقول إن الحوار بكل مراحله في يد الوطني؟
ـ طيب.. إذا كانت بداية الحوار نابعة من الوطني، وهو ذات الجهة التي تضع تكميمهم على حرية التعبير بالكلمة فقط مثل إيقاف الصحف والكتاب، هل تعلم بأن يشركك فعلياً في السلطة؟!
ما هو أصلاً الأزمة موجودة والقوانين المكبلة للحريات موجودة، والوطني مسيطر على أجهزة الدولة دا موجود، وبالتالي عندما تظهر بعض النواشز فهذا هو الطبيعي لأننا لم نصل الى نهاية الحوار، سير الحوار لا يعني توقف الوطني عن ذلك (ما نحن قاعدين) اعتقلوا الإمام الصادق المهدي وإبراهيم الشيخ ومريم الصادق وأوقفوا الصيحة والتيار نحن متيقنين بوجود مشكلة حقيقية لكن كيف تحل؟! في اعتقادي لا سبيل غير الحوار الذي سيفضي الى كف يد المؤتمر الوطني عن الممارسات الموجودة، ونحن الآن قطعنا 85% من الحوار ولا سبيل أمام الوطني غير الالتزام بمخرجاتنا هذه وإذا هو عاوز يمشي في طريقته للاعتقالات ووقف الصحف وتكبيل الحريات، سيجد نفسه أمام تيار جامح من الشعب، الآن أهم ما يميز الحوار الآن أننا استطعنا إيصال فكرة الحوار لمشاعر الناس نحن وعيناهم، إذا حدثت ردة في مفاهيم الحوار أو مخرجاته، فالثورة لن تكون ثورة الأحزاب وإنما ثورة الشعب، فعلى الوطني أن يقرأ الأحداث بشكل موضوعي وإذا فشل الحوار لا قدر الله أعتقد أنه سيكون في..
* لكن البعض يرى عدم وجود تفاعل شعبي بالقدر الذي نشر اليه، لأن الناس مهمومون بلقمة العيش وغاز الطبخ، ولم تتنزل لهم أي من الشعارات الى الأرض على سبيل البشرى وحتى بعض الأحزاب الكبيرة لم تشارك أصلاً؟!
ـ شوفي يا أختي عفراء.. نحن أتيحت لنا فرص إجراء ندوات في عدد من الولايات وعملنا صوالين ضخمة جداً نحن في (الشعبي) داخل الأحياء كل تساؤلاتك دي طرحتها القواعد، وشرحنا لهم أن دخول الحوار بغية إيقاف الحرب ونزيف الدماء، ونعلم أن حياة الناس والوضع الاقتصادي وصل (ياتو) مرحلة لكن كأني بكرر لا توجد نتائج ملموسة لأننا لم نصل الى النهايات بعد والتالي لم نوقف الحرب ولم نوسع الحريات ولم نقم بمشروع تحول و..
* أنتم ليست لديكم آلية لفعل كل هذا، البعض يراكم مجرد (صالونيين) يتحثون دون ضمانات حقيقية لإنقاذ أقوالهم؟!
ـ لكن نحن ما عندنا (قضايا الحكم وإنفاذ مخرجات الحوار والآليات دي بنسويها نحن في خواتيم الحوار، واتكاءً على خارطة الطريق التي وقع عليها رئيس الجمهورية… واكد ان الحوار بالنسبة له بمثابة الأمر المقضي، نحن داخل لجنة الحوار سنفعل الآليات والمؤسسات ذاتها ستجري التحول، ولن نعتمد على المجلس الوطني الموجود دا، الذي يجيز قانون الشغب دا، نحن حنعمل مجلس جديد بتصور جديد، ومنظومة حكم اقترحنا فيها رئيس لمجلس الوزراء، وعملنا ترتيبات السلطة ذاتا ما حتكون السلطة (بتاعة الرئيس الآن موجودة دي) نزلناها لمجلس الوزراء والمؤسسات (صحي شكلنا صفوي ونحن بنتحاور) لكن الصفوية القاعدة دي هي التي تصمم للمرحلة القادمة ونحن ما عميانين ولا بمقولة ماري أنطوانيت وشايفين الناس جيعانين ونقول لهم امشوا أكلوا جاتوه (لا) نحن شايفين الجاتوه وين و»ملاح أم رقيقة وين لذلك لدينا آليات ومؤسسات لإدارة المرحلة الجاية.
* ما زالت الأحزاب الكبيرة بعيدة عن طاولة الحوار ومن ذلك ابتعاد عراب الحوار الإمام الصادق ومجافاة اليسار السوداني الحوار، والبعض يرى في تمديد أجل الحوار إقرار ضمني بأنه لم يأتِ أكله؟!
ـ الحوار دا شامل لكل القضايا الكبيرة لأزمة السودان بموضوعاته وقضاياه، مشاركة الأحزاب الكبيرة زي (الأمة القومي) أفتكر مع احترامي الشديد جداً للإمام الصادق المهدي ولموقفه رغم أنه كان يذكرنا دائماً (بالفشّ غبينتو خرب مدينتو) وعندما حاور المؤتمر الوطني في التراضي ما سمعنا بالقضايا الست دي، الإمام دا لما دخل الحوار في خطابه الأول ما سمعنا بالقضايا الست، ما سمعنا بقضايا الحريات، وكيف يحكم السودان، كان معانا وطلع لأسباب متعلقة بخلافه مع المؤتمر الوطني هذا بالضبط ما قاده للتحدث عن حوارات تحت الفصل السابع وعن المادة (539). «دا كلو كوم» ومشاركته معانا في الحوار بالنقل الذي يملك مهمة، لكن «أقول ليك حاجة» لو الحوار مشى معانا بالطريقة النحن عاوزنها في مخرجات القضايا الست لا الإمام ولا القوى المقاطعة ستؤثر وهسة معظمهم تحول حديثهم الى ضمانات الإنقاذ بدلاً عن حديثهم السابق الذي يصف الحوار بأنه حوار الذات وحوار مع النفس.. إذاً الشك انتقل من موضوعية وفاعلية الحوار الى مصداقية المؤتمر الوطني، أعتقد أن الجسم الغائب المهم في معادلة الحوار هو اليسار «الحزب الشيوعي والبعثيين» وهذه المنظومات لديها شقين، الأول تفكيري لأن الحوار كان يتيح لهم التخلص من أحزاب الإسلام السياسي نهائياً (ما ديل أصحابي وأنا بعرفهم)، ثم تبلور لديهم شق ثاني أن المؤتمر الوطني (حيدخلكم ويطلعكم) زي كنانة وأبوها ونيفاشا فإذا استطعنا نحن والمؤتمر الوطني إثبات جدية إنفاذ مخرجات الحوار المجموعة المقاطعة دي كلها حتدخل بما فيها الحركات المسلحة الهسه بحاور فيها المؤتمر الوطني دي، وما عاوز أقول إنو إيماني بحضورها في هذه المرحلة ضعيف، لكن حتى لو قدر أنها لم تأتِ وخلصنا من الحوار الى المخرجات الأساسية التي تخاطب أزمة البلد عندها يصبح من السهل جداً أن تأتي القوى الممانعة لمخرجات الحوار لأنها في نهاية قوى وطنية مع استقرار البلاد وفي ذات الوقت لديها مشكلات مع الحزب الحاكم.
* تطرقت في حديثك لمسألة (حوار) الإسلاميين وحوار الذات هل زيادة د. الترابي لقطر كانت من أجل إنفاذ وعدكم بانضمام الحركات المسلحة للحوار؟!
الناس اجتهدت كثيراً في زيارة شيخ حسن لقطر وهذه الرحلة كانت متعلقة بأغراض مراجعة صحية دورية كان من المفترض تتم في فرنسا ولكن للأحداث الأخيرة التي تعلمونها في فرنسا قدرنا تحويل الرحلة الصحية الى قطر، لكن لا أنفي أن شيخ حسن في قطر التقى بكل القيادات الإسلامية هناك بالإضافة للقطريين وذلك لأنه رجل مهموم بقضايا السودان مع العلم أن القطريين يضعون لشيخ حسن اعتباراً أكثر من اعتبارهم للحكومة السودانية، وزيارة آل محمود والحماسة نحو قضايا دارفور هي جزء من علاقتهم بنا في المؤتمر الشعبي وكذلك لا أود الربط المباشر ولكن تاريخ علاقتنا مع القطريين يسمح بلعب دور أكبر في قضايا سلام وتنمية دارفور.
* هذه الزيارة هل أسهمت مباشرة بلقاء باريس وبرلين بغض النظر عن النتائج البعدية؟!
ـ والله نحن ما اشتغلنا فيها كدا (شان ما ننسب لينا حاجة وما حقتنا ساي) ما حصلت وساطة مباشرة صحي عندنا علاقة مع القطريين وعلاقة مع قادة الحركات، أفتكر القطريين هم من فعل الدور الإيجابي في المرحلة.
* يرى البعض أن فشل الحوار في استقطاب أحزاب ذات ثقل جماهيري وتاريخي جعل أنظاراً معلقة ببعض الظواهر الصوتية والمناضلين الإسفيريين بصراحة هل يملكون فاعلية حقيقية أم مجرد أصوات عالية؟
في المرحلة دي لا تستطيع التحديد لأننا منذ فترة طويلة جداً لم نستطع إجراء ديمقراطية حقيقية لتحديد أوزان الأحزاب على الأرض، وهنالك أشخاص لهم تأثير صوتي في المواقع الإسفيرية أو خارج السودان، ولأن هذا الحوار مفتوح وللكافة كان لابد من فتح الباب للجيع، لذا أفتكر حتى السودانيين الموجودين في المنافي كان (ناس تراجي ولا الحركات التي انضمت للحوار، والناس يعتبرونها حركات غير معروفة، أعتقد أن الإطار المفتوح للحوار أتى بالجميع وهذه محمدة، (والرسول صلى الله عليه وسلم، كان موجوداً ويلهج بالدعاء اللهم انصر الإسلام بأحد العمرين، وكان ينظر الى عمر بن الخطاب وعمر الآخر الذي استمر في الضلال) لذا فإن دعوة الحوار مفتوحة للكل، وليس لدى تقديم سالب للمشاركين في الحوار، بل أقول بصدق كامل بعض المشاركين المؤتمر الوطني ليس لديه أي تأثير سالب عليهم بمعنى أن مستوى التطرف لديهم لا يقل عن القوى الممانعة والكلام عن أن الحوار الوطني حوار مطبوخ ومجموعة المؤتمر الوطني اشتراها أو دفع ليها (أنا قاعد كل يوم في الحوار دا) من الساعة العاشرة وأخرج في الخامسة المقولات المتداولة غير صحيحة هذه مجموعات مخلصة ومؤمنة بقضاياها، عشان كدا لما ظهرت مشكلة النثريات كان رأيي أنو الناس ديل شفافين لأن هؤلاء الناس أتوا من مناطق بعيدة والدولة مثلما تصرف على الحرب من باب أولى تصرف على الحوار، ما في أحزاب يا عفراء أخذوا مليارات من الحكومة ومعروفين لدى الجميع والآن هم خارج الحوار.
* وعود من الشعبي بدخول حركات مسلحة للحوار (أبرزها إسلامية المنشأ) والوعود يتلقاها الوطني بطبيعة الحال.. إن كنت مراقباً وخارج إطار الحدث، كيف تقرأ الصورة؟!
ـ خارج الإطار إذا نظرت للمسميات فقط قد تقول (والله ديل إسلاميين بيتحاوروا مع بعض) لكن إذا نظرت للقضايا المطروحة ستجد أنهم إسلاميين يتحاورون حول قضايا البلد، معناها هناك اختلاف أساسي بين الإسلاميين في القضايا الوطنية هنالك جناح إسلامي في السلطة وجناح آخر ارتضى المعارضة لأكثر من 16 سنة تكلم عن الحريات وقضية الهوية، وكيف يحكم السودان والأخير اختار الوسيلة الحسنى وهذا هو المؤتمر الشعبي، هنالك أشخاص يروجون بأن خلافنا مع الوطني كان لأجل الكرسي، ولو كان صحيحاً لماذا لم نقاتلهم ونصادمهم والجميع يعلم أنه لدينا كوادر مدربة في الجيش والشرطة والمؤسسات الأخرى والعقائديين لم يختلفوا بيقتلوا بعض ولكن الخلاف حقيقي وليس كما يتصورون.
* طيب.. ما جزء من أوراق الضغط الضيقةالتي استخدمتموها ضد الوطني تفرغ الحركات المسلحة الدارفورية وإذا كان الوطني فصل الجنوب أنتم فعلتم بدارفور؟!
الحركات المسلحة جزء من خروجهم وحملهم للسلاح أن الوطني جعل عقوبة التظاهر الاعتقال والتنكيل، فاضطروا لحمل السلاح، دا الحصل وليس تبريراً لحمل السلاح الذي أنا ضده جملة وتفصيلاً لكن في القضايا هم يتحدثون «اي الحركات» عن القضايا الست التي تحدثنا عنها نحن مع اختلاف الوسائل.
* بالرجوع الى الأسافير ووسائط التواصل الاجتماعي نجد مقاطع صوتية وفيديوهات تذكي الاختلافات الإثنية والعنصرية بين الحكومة وأبناء دارفور من قبل قيادة الشعبي، لماذا أنتم تختلفون والدولة تدمر جراء اختلافاتكم؟!
أي كلمة اتقالت من شيخ حسن أو إبراهيم السنوسي أو قلتها أنا أو أي زول من ناسنا ديل كانت صادقة وتعبر عن حقيقة محضة وواقع موجود في البلد فهي ليست افتراء على أحد أو غبناً شخصياً.. و..
*.. حتى الكلام الذي يحوي إشارات عنصرية.؟!
نعم فقد كانت إشارة لفعل عنصري مرفوض من قبلنا، قيلت في مناسبات ومخاطبة لواقع موجود، وإذا كنا قد غيرنا لغة الخطاب الآن فهذا تم لمصلحة الحوار ومراعاة لمصير ومستقبل السودان من مصير (الصوملة) في ظل السلاح المنتشر، ولتعاظم الحروب الأهلية والجهوية التي تمت في اليمن وليبيا، نحن في المرحلة دي نتحدث تحت شعار (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) فلغة السلم مختلفة عن لغة الإسقاط وغيرها، ولذلك الآن شيخ حسن لا يوجه انتقادات للمؤتمر الوطني ولا أنا، لأن مناخ الحوار يتطلب ذلك و..
* أثناء إعدادي لهذا الحوار تحدثت مع أحد الإخوة بأن أ. كمال عمر أصبح أقرب الى البشير منه الى الترابي فعلق، بل أنه أقرب الى البشير من البشير نفسه؟!
ضاحكاً.. قد أكون في لغتي أقرب للبشير من نفسه أو الى الترابي من نفسه، لكني في نهاية الأمر ملتزم بتصريف خط الحزب السياسي، ولعلمك أنا كمال عمر دا عوملت أسوأ معاملة من المؤتمر الوطني في المعتقل و ما راعوا حقوقي كمحامي ولا سياسي، وبعض الناس المقربين لي في القوى السياسية قالوا لي مواقف الحزب من الحوار مضرة بك وبالكل، لأنك رفعت سقف الإسقاط عالياً وممكن تبقى زي فاروق أبو عيسى (دا) رمز دون أن تسقط الأسلحة التي في يدك، لكن أنا يا عفراء قاعد لي في حزب إسلامي والرسول في صلح الحديبية نسي لكفار مكة كل أفعالهم ناهيك عن الشق الآخر الذي كنا يوماً ما جماعة واحدة فلو تمكنا من وفاق سياسي يقود البلد للأمام هذا هو الأفضل، وقناعتي كالآتي لو قدر والتزم البشير بمخرجات الحوار فإنه سيكون في مصاف.
* بمناسبة نضالاتك التي أشرت لها في الاعتقالات وغيرها هل تعتقد أن نتيجتها الطبيعية هي حصولك على منصب كبير بعد الحوار؟!
دي أزمة السياسيين في السودان، الواحد فيهم يدخل السياسية من باب العين على الكرسي، أما أنا عن نفسي فربنا محصني عن فتنة السلعة، وأحمد الله وأشكر الحركة الإسلامية دي لا قرتني ولا زوجت لي زي ما عارفة في ناس (عرسوا ليهم وعملوا ليهم بيوت، وفتنة البيرق البكون فيها عربيتك ماشه وأمامها الموتر بالبيرق دي أكبر فتنة بعدين الناس الكانوا معانا ونطوا مشوا للوطني ليه في نظرك؟ لأن غلبهم الصبر على زوال السلطة و…
* جايز ركنوا الى علو كعب المؤتمر الوطني على الشعبي من ناحية الفكر والممارسة السياسية؟
ـ والله يا خي ما أعتقد لأنهم عارفين منذ البداية أين الفكرة وما أظن السلطان يتحول الى قرآن و..
* خروج بعضهم من الوطني في وقت لاحق ينفي عنهم وصمة السعي للسلطة فقط ـ د. غازي نموذجاً؟
ـ والله غازي دا بالذات فصلوه ناس الوطني ولو ما فصلوه ما كان مشى، لكن كلامي عن الناس الطلعوا مننا نحن ديل بعدت عليهم الشقة وفتنة السلعة الحمدلله إنتي جيتي مكتبي دا أنا مرتاح جداً جداً (والبدخلوا لي القاعدين في الوزارات ما لاقنو)، فأنا محصن، وكل طموحي الآن يصل الحوار الى مآلاته ونمنع بلدنا من التشظي وربنا يثبتني على لم شمل السودانيين وأفضل قاعد في مكتبي دا.
* كل أحزاب الحوار أصبحت متوحدة مع الخط السياسي للحكومة بما في ذلك عاصفة الحزم وطرد السفير الإيراني؟!
ـ هذا الكلام ليس في مطلقه، أرجع ليك لورا مثل التعديلات الدستورية الأخيرة التي حصرت السلطة في يد الرئيس نحن في الشعبي كان لدينا موقف خرجنا من جلسة التصويت وأقمنا مؤتمراً صحفياً ضد التعديلات الدستورية، فتعيين الولاة من الرئيس هذا خط يقضي لتكريس السلطة في يد شخ واحد وهذه هزيمة للمشروع الفيدرالي و..
* نتيجة الصدح برأيكم كانت شنو؟!
صحي مافي نتيجة وهم ما استجابوا لينا، ودا الخلا ناس يقولوا لينا هم ما استجابوا ليكم في التعديلات الدستورية ولا الانتخابات فكيف يستجيبوا ليكم في حكومة انتقالية أو وفاقية، الدستور الحالي يضع السلطة في يد الرئيس وما نوده وضع السلطة في يد الشعب السوداني، لذلك نحن ننظر للقضية الكبرى.
* الأحزاب المشاركة في الحوار مرت بالعديد من التجارب المختبرية التي لا تحسد عليها من ذلك ظهور حالة استغلال نفوذ على السطح، كيف كنتم تتناولونها داخل أروقة الحوار ولو بشكل غير رسمي؟
ـ لكنا عارفين أنو في أزمة في البلد وبعض حالات استغلال النفوذ والمحسوبيات، القوانين الموجودة حالياً هي السبب الى حد كبير في وضع المسؤولين بعيداً عن المساءلة فلدينا الآن قاعدة حصانات لشاغلي الوظائف الدستورية والسياسية والأمن والجيش والشرطة مما يعطل الأجهزة العدلية في الوصول الى مساءلة ومن ثم إعمال حكم القانون أو لا تطلع حاجة تانية اسمها التحلل دي أخطاء مخجلة وتتنافى مع أصول الأخلاقيات والمثل التي يجب تقديمها في قضية الحكم الراشد.
* لماذا لم نسمع أصوات المتحاورين في قضايا شغلت الرأي العام السوداني؟!
ـ والله يا جماعة حقو ما نحمل المتحاورين ولا الحوار فوق طاقته لأنه لا يتعامل إلا مع القضايا المطروحة أمامه صحيح بتطرأ من حين الى آخر قضايا راهنة لكن فكرة الحوار لم تكتمل حتى الآن ليشكل ردة فعل حقيقية، هذه الأحداث تحفزنا للوصول الى نهايات توقف هذا العبث.
* نتوقف عن مصطلح المنظومة الخالفة قليلاً؟!
ـ المنظومة تعريف فكري لإطار يستصحب كل قضايا الأزمة الموجودة الآن وهو معالجة لمجمل اوضاع أحزاب بعضها يعمل بالتوريث والولاء الطائفي واخر تشده نزعات عقائدية، الآن هنالك أكثر من 126 حزباً وفي طريقها الى الزيادة والاحزاب هي وسيلة للسلطة وليست للفكرة الراسخة، ولأجل أن تصبح الديمقراطية القادمة ديمقراطية راسخة لابد من خلال هذه المنظومة أن يتم التعامل مع الأحزاب الكثيرة الموجودة في الساحة، ولعلمك هدفنا ليس تجميع الإسلاميين ولا نود تكرار الخطأ التاريخي، نحن الآن نطمح لتجميع كل العناصر الوطنية، الآن نحن معنا عدد من الطرق الصوفية والقادة الإقليميين و…
* ظاهرة الانشطارات الأميبية) التي أصابت الأحزاب السودانية كانت وليداً شرعياً لسياسات العصا والجزرة؟
ـ الجبروت وانعدام الحريات يجعل حالة من انعدام الأحزاب الحقيقية التي يحكم عليها الشعب، نحن جزء من صراعنا القديم في الشعبي كوننا نادينا بإتيان الأحزاب وظهرت مقولة (العذاب ولا الأحزاب) وعموماً بعض الاحزاب المعارضة وقعت مع الحكومة وجاءت السلطة وانقسمت (جوة الخرطوم) وهنالك أحزاب قائمة على بيوت أخرى او على أشخاص وهذه لا تضع اعتبار لاستقرار ديمقراطي، في المنظومة الخالفة سنستدعي نموذج مؤتمر الخريجين الذي حاول خلق نظام يجمع كل الناس، فقط فكرتنا ليست خريجين فقط وإنما كل من لديه تفكير والآن معنا شيوعيون وبعثيين وناصريين وطرق صوفية.
* هل فكرة المنظومة الخالفة التجديدية متواتية مع المزاج السياسي السوداني الذي يتعامل مع القائد الحزبي بقدسية شيخ الطريقة؟!
ـ نحن عارفين في ناس ما بقدروا يتخلوا عن الزعامة ديل عارفنهم، والتطور دا يشمل الحزب الذي أنتمي له فالمرحلة القادمة لن يأتي فيها الترابي رئيساً ولا كمال عمر.. المجموعة هي التي تختار أجهزتها و..
* أياً كان شكل المسرح، تظل الزعامات القديمة هي الممسكة بالخيوط والمحركة للمشهد؟!
ـ أتفق معاك.. لكن لو قصدك شيخ حسن، فالرجل بعطائه الفكري والتاريخي وغير المحدود في كل قضايا المجتمع لا يحتاج أبداً الى قيادة حزب وفي تقديري هو أكبر من مجرد قائد لحزب، لأنه قائد فكري لحركة تطور كبيرة جداً، أقول ليك سر.. نحن طوال الفترة الفائتة ظللنا نعاني من تمرد شيخ حسن نحن كإسلاميين بالاستنارة الواسعة التي طرحها شيخ حسن نعتقد أنه مهم بالنسبة لنا في هذه المرحلة ومرحلة ما بعد المنظومة.
* إذاً لا داعي لفكرة المنظومة الخالفة لأن ذات المشاعر والأشواق الوجدانية التي تنتابك هي بالمثل لكوادر وقادة الأحزاب الأخرى نحو زعاماتهم التاريخية؟
ـ الأشواق يا أختي عندما تربط بفطرة وتطور تصبح طاقة إيجابية عكس الأشواق المربوطة بطائفية وبيوت، تختلف، لكن أنا على قناعة فكرة المنظومة الخالفة ستأتي بشكل تطوري جديد، ولعلمك شيخ حسن متحمس لهذا الشكل الجديد أكثر منا.
* قبل أن نختم معك لابد من إعادة طرح ملف العلاقات الخارجية داخل آليات الحوار، أولاً البعض يردد أن التطبيع مع إسرائيل خرج من أروقتكم.
ـ صحيح بعض المنتمين للحوار طرحوا التطبيع مع إسرائيل ودا من حقهم الكامل مثل المنادين بالدولة الإسلامية أو العلمانية أو غيرها، فقط هذا لا يمثل الجميع ولا أبرز القضايا المطروحة ولا كل آراء المتحاورين.
* وماذا عن طرد السفير الإيراني وعاصفة الحزم، لقد أجبتني بكثير اقتضاب على هذا السؤال سابقاً؟!
ـ المملكة العربية السعودية تمثل رمزية دينية عالية جداً لدى كل المسلمين، وأمنها وكرامتها تهم كل الأمة الإسلامية فقط هذا لا يعني إلغاء استقلال القرارات الداخلية والتماهي الكلي مع ما يرضيها (يعني أنا ما ممكن أعمل ليك البريحك فقط) وطرد السفير الإيراني كان يحتاج لقليل من التروي لأن الإمارات الأقرب للسعودية من حيث الجغرافيا والعلاقات مع العلم لها مشاكلها مع إيران في الجزر قامت فقط بتخفيض الوجود الدبلوماسي ولم ترد عليه.
* شكراً على الصبر وسعة الصدر..
ـ شكراً لك وأعتقد أن هذا الحوار يستحق (إنو الزول يجيهو يوم الجمعة).
الجريدة