تحقيقات وتقارير

الإمارات والسودان.. سباق الهجن عطاء بلا حدود


بعث سباق الهجن في السودان، رسائل مهمة إلى الشعب والحكومة تعبر عن العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية. وقال رئيس اتحاد الهجن السوداني سعد العمدة والأستاذ الصادق الرزيقي، ان الإمارات تمثل الداعم الأول للسودان في كل المناحي، وان علاقة الاتحادين الإماراتي والسوداني للهجن متطورة.
السفير يبتدر الحديث
العلاقات الأخوية بين البلدين ، وهذه الشارة تقام منذ سنوات بالسودان بدعم من الإمارات وما زالت مستمرة، وهذا الموسم بدأ في السودان منذ سبتمبر من العام الماضي، وما زال يقام شهرياً في مختلف ميادين السباق في مختلف ولايات السودان للسنة الرابعة على التوالي، وإقامة هذه السباقات لفتة إماراتية لتعزيز التعاون الثنائي، وهناك مبادرات كثيرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منها تشييد محطات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية في المناطق التي تعاني شحاً في المياه، قصد منها الوصول إلى المواطن السوداني في مختلف بقاع السودان وتم توزيع جوائز نقدية قيمة للمتسابقين الفائزين في أشواط السباق المختلفة. وقال كانت السباقات قديماً تقام في المناسبات والمهرجانات، وأيضاً كانت الجوائز بسيطة جداً، ولكن تطورت السباقات الى ان وصلت المرحلة الحالية. واليوم الإمارات شعباً وحكومة مهتمين بالسباقات التي لها دورها الاقتصادي المهم، ونبع الاهتمام برياضة الهجن بالسودان لامتلاكه ثروة حيوانية كبيرة في مجال الإبل والمواشي بالاضافة إلى الكادر البشري.
الإبل سلالات متنوعة
هنالك سلالات متعددة للأبل بدولة الإمارات، منها إبل محلية وهي للسباق، وأخرى للجمال، وإبل اللحوم. وأشهر أنواع الإبل سلالة الشاهلية، ومن السلالات المحلية الإبل ذات الأصول السودانية، ومن أشهر الفحول «مقاصة من أرض البطانة منطقة أبودليق اشتراه الشيخ زائد». لافتاً الى إنشاء اتحاد الإمارات، وبعدها ظهرت وانتشرت الميادين في كل مناطق الإمارات، والآن أصبح كل المواطنين متعلقين بالرياضة، وأصبحت مصدر دخل ثابت للكثيرين. والإخوة السودانيون شاركوا في حوالي «20» سباقاً مؤخراً وكانت الجوائز قيمة مباشرة من محمد بني زائد ووصلت مبيعات الإبل الى سبعة آلاف دولار، والجوائز مليون دولار و«14» سيارة والإشارات مليون دولار. وهنالك لجنة مختصة للهجن برئاسة سلطان بن حمدان آل نهيان، وولي عهد أبو ظبي ينظر نظرة خاصة الى السودان في مجال الهجن، وحريص على الاستمرار مع السودان، والآن في مدينة كسلا وأبودليق سباق هجن مميزاً جداً، ويوجد بالمنطقة مربون تربطهم علاقة بالخليج وهنالك رابط بينهم ومعظم الملاك المشاركين في السباقات وضعهم جيد الي حد ما. والدعم من قبل الإمارات موجه للمنتجين وهنالك جوائز مباشرة والـ 20 شخصاً الذين فازوا في سباق الهجن بالسودان أخذوا جوائز قيمة وتمليكهم سيارات من أبوظبي قيمة الواحدة «200» مليون أتت في طائرة خاصة من ديوان سمو محمد بن زائد ومن اتحاد سباق الهجن معالي الشيخ السلطان بن حمدان تابع لشؤون الرئاسة. وهذا دعم من الحكومة الاماراتية. وهنالك تجار مقتدرون يذهبون الى الإمارات بغرض المشاركة في السباقات، ولكن القصد من إقامة سباق بالسودان الوصول الى المنتجين في مناطقهم بكل من كسلا والدامر وأبودليق وأم درمان.
السودان والإمارت تربطهما علاقات أزلية
بدأت العلاقة بين اتحاد الهجن السوداني والإماراتي منذ تأسيس الاتحاد ورئيس اتحاد الهجن السوداني لديه علاقات وخبرات قوية جدا في الإمارات وله دور كبير جداً وفعال، والديوان الإماراتي أعلن شارة شهرية الى السودان. وهنالك أفراد يشاركون في السباق بالإمارات. والسودان يأتي بعد دول الخليج مباشرة في سباق الهجن. وبمرور الزمن أصبحت هنالك ممارسات سالبة واستغلت الرياضة بطريقة غير صحيحة، وكل من تثبت عليه تلك الممارسات يتم إبعاده وتغريمه في الإمارات، وهنالك رعاية صحية للهجن ولجان منظمة لتنفيذ خطط وبرامج طموحة في مجال رياضة سباق الهجن في المستقبل وتوفير الرعاية لها ببرامج كثيرة في هذا الجانب ورياضة سباق الهجن لها إيجابيات كثيرة وتعلم الصبر والقدرة والخبرة، ويقع على عاتق الاتحاد السوداني مهمة كبيرة لتوسيع قاعدة رياضة سباق الهجن بالسودان. حيث ان سباق الهجن فيه خير كبير جداً ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، وأهل السودان يعرفون بالعادات والخصال الكريمة ولديهم المقدرة وتتوافر لهم ثروة حيوانية كبيرة جداً في نواحي الإبل والكرة الآن في ملعب اتحاد الهجن السوداني. وأضاف ان الجوائز التي تقدم لسباق الهجن أكثر بكثير من الجوائز التي تقدم في مجال كرة القدم بدولة الإمارات. مشيراً الى تطور الرياضة في دولة الإمارات والتي قررت الاستغناء عن الركيب البشري لما فيه من مخاطر. وهناك ثلاثة أنواع من الإبل منها إبل للسباق والجري السباق وإبل المزيان وهذه لنواحي الجمال واخرى للحوم ليس للون اية علاقة بتميز الإبل وهنالك مواصفات اخرى لإبل السباق في إعداد السباقات التي تجري بالسودان، وهناك دور مشترك مع الاتحاد السوداني. حيث ان دولة الإمارات مهتمة لكل ما يحدث في مجال رياضة الهجن، والأخرى دعم السودان في المجال. ونحن سعداء بالتعاون المشترك بين البلدين.
السعي لاتحاد عربي وآخر عالمي
وقال رئيس اتحاد الهجن السوداني سعد العمدة إن دولة الإمارات تبنت خطاً لقيام الاتحاد العالمي وفي حال تم الأمر سوف يكون للاتحاد حظ كبير باعتبار أن الإمارات تمثل الدولة الرائدة في المجال وأكبر الداعمين للسودان. وكشف عن تقدمهم بطلب الى دولة الإمارات لرعاية الاتحاد المحلي مع وضع الضوابط اللازمة. وأشار سعد إلى أن الشهرين السابقين تم بيع عدد من الإبل وصلت مبلغ «2» مليار، ومليار ونصف تم شراؤها من أشخاص بسيطين جداً ومنتجين في مناطق الإنتاج المتعددة. وأشار سعد الى وجود كلمتين مهمتين في مجال رياضة سباق الهجن وهي «الناموس والشارة»، وتعني الاولى معنى الفرحة والفوز. والثانية بمعنى الجوائز. وأضاف العمدة أن السفارة قامت بدور كبير في تنسيق فرص السباق وتوزيعها بين الناس والآن يتم الاتصال باتحاد الهجن لإعلان المسابقة لكل السودانيين. وأضاف العمدة ان سباق الهجن الأخير تم في مدينة شندي دفعة كبيرة للمشاركين، مؤكدا السعي الى تأسيس اتحاد عربي. ونأمل ان تقود الإمارات معنا هذا الخط. معبراً عن امتنانهم وشكرهم للإمارات لمساهمتها في إحياء رياضة سباقات الهجن التي قال انها تمثل الإسلام والعروبة، بعد أن كادت تندثر، وقال إن شعب السودان يتوجه بأسمى آيات العرفان لسمو الشيخ محمد بن زايد، لتوجيهاته الكريمة في مجال الأعمال الإنسانية التي ظل عطاؤه فيها متصلاً، الى جانب إحياء الرياضات التراثية التي تنم عن أصالة وحرص على بعث القيم الأصيلة. وأشار الى ان الاتحاد نجح في توفير مضماير لسباق الهجن بعدد من ولايات السودان منها كسلا والخرطوم ونهر النيل.
دعوة لتكثيف الاعلام
ومن ناحيته اكد الأستاذ الصادق الرزيقي ان مهرجان سباق الهجن يمثل ملاذاً آمناً لكثير من أبناء الجيل الحالي، وعرفهم على تراث الأمة الإسلامية والعربية، وحال توسعت ثقافة سباقات الهجن بلا شك سوف تسهم في إبعاد الشباب من ممارسات سالبة كثيرة جداً. ومن واجب الاتحاد تعزيز قدرات الشباب خاصة وان الاتحاد لا تعترضه اية مشكلات. داعياً الاتحادين الإماراتي والسوداني الى توفير القنوات وتكثيف الإعلام ودوره لنقل أحداث السباقات التي تتم في المجال. ونحن كاتحاد نتبنى تدريب بعض المذيعين في الاذاعة من أجل سباق الهجن ويكونوا من لهم علاقة بالبدو والهجن. وأضاف الرزيقي انه توجد مناطق في السودان بها ابل تصلح للسباق ولكن للأسف لم يتم اكتشافها حتى الآن. وطالب اتحاد الهجن بتكثيف الإعلام وتفعيل دوره من أجل توضيح الفكرة.
النائب الأول للرئيس يشرف سباق الهجن بشندي
شهد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح بحضور سعادة سفير دولة الإمارات بالسودان سعادة حمد محمد الجنيبي، سباق الهجن الذي يقام بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة- حفظه الله- وذلك بميدان شندي لسباقات الهجن، ويأتي هذا السباق متزامناً مع مهرجان النيل المقام بولاية نهر النيل بمدينة شندي، وشهد هذا السباق تفاعلاً كبيراً ومشاركة فاعلة من ملاك الهجن، حيث بلغ عدد الهجن المشاركة أكثر من ألف مطية، تتنافس على مدى «15» شوطاً لكافة فئات الهجن من سن المفاريد وسن الحقايق، واللقايا، الإيذاع، الثنايا، والحول، والزمول، وقد شهد هذا السباق احتفالية كبيرة سادتها أجواء الفرح والتنافس الرياضي الشريف. وأشاد الفريق بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية، بالعلاقات الثنائية التي تربط بين السودان والامارات، متوجهاً بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على اهتمامه بهذه الرياضة، واهتمامه بدعم السودان في مختلف المجالات.

الانتباهة