الهندي عز الدين

“شيخ الأمين” .. بعيداً عن التجني


{تربطني علاقة معرفة واحترام متبادل مع شيخ “الأمين عمر”، فنحن أبناء حي واحد هو “بيت المال” جهة “ودارو” في قلب أم درمان العريقة. تباعد سكني خلال السنوات الأخيرة قليلاً عن هذه البقعة (مسقط رأسي)، ولكنني ما زلت في أعماقها وجدانياً، أمر بها يومياً في طريقي إلى الخرطوم عبر الحبيبة “بحري”.
{لقد ثار جدل عنيف وغبار كثيف حول شيخ “الأمين” مؤخراً، قبل وبعد توقيفه ما بين “أبو ظبي” و”الخرطوم” تحت طائلة اتهامات لم تثبت أي واحدة منها، وإلا لما أطلق سراحه بعد التحقيق معه، ولم يحل إلى أقسام الشرطة والنيابات لتدوين بلاغات جنائية تحت مواد محددة ضده .
{بمعرفتي القديمة للرجل والبيئة المحيطة به، وما يزال يتواصل معي، ويشاورني في بعض القضايا، وقد كنت أول صحفي يجري معه حواراً لصالح صحيفة (الحياة والناس) في العام 1997م، أستطيع أن أؤكد أنه لا يتعاطى أساليب (الدجل والشعوذة) التي يمارسها بعض المحتالين والمنتحلين صفة  التصوف في بلادنا وبلدان أفريقية أخرى، فلا هو كاتب(بخرات ومحايات) ولا هو (بتاع تنزيل أموال)، ولا بقول ليك: (جيب لي كباية فاضية وبملاها ليك عسل)، ولا بطلب منك (تيس) أو (ديك) أو (خروف أسود) لإتمام العلاج !
{قد يختلف البعض كثروا أو قلوا مع شيخ “الأمين” في طريقته ودعوته للتصوف، فأطلقوا عليه عبارات وأوصافاً من شاكلة: (شيخ الجكسي .. المحايتو بيبسي) في إشارة إلى تنعمه وحيرانه وظهوره اللافت المختلف. وقد كتبت قبل سنوات عن هذا المظهر، من حقهم أن يروا ما يرون، وقد يكون من حق بعض أهل “بيت المال” والحي المقابل “ود البنا” أن يحتجوا متضررين من ارتفاع أصوات مكبرات الصوت من زاوية الشيخ أيام الذكر والمناسبات الدينية، لكن ما نعرفه أن هذا الرجل ليس دجالاً ولا محتالاً .
{وهو يمارس (البزنس) بطرق مباشرة وعلنية ودون تخفٍ، ويظهر في احتفالات وبرامج توقيع العقود لشركاته مع شركات أو جهات حكومية، وإن كان ذلك قد أضر به كثيراً، فلم يكن في حاجة ماسة إلى كل هذا (الظهور) اللافت .
{وبالتالي فإن الرجل ليس من عصابات (تنزيل الأموال) أو الوعود بتمكين “زيد” على حساب “عبيد” في السلطة بأي بلد من بلدان العالم، ولهذا فإنه ليس من العدل ولا الأخلاق في شيء أن نتجنى على الناس ونطلق عليهم الاتهامات الجزافية دون سند أو تثبت .
{أنا أصدق ما قاله شيخ “الأمين” عن أن منافسين في المجال التجاري هم من أوشوا به كذباً وبهتاناً للسلطات الإماراتية، أقول هذا وأنا لست من حيرانه، ولا بالضرورة آن أعتقد في طريقته ومنهجه للتصوف، فلي طريقة ومنهج ورؤية مختلفة في الحياة، تحتمل الخطأ وتسعى للصواب .
{غير أنني أدعو شيخ “الأمين” وله أتباع كثر، إلى تخير مكان بسعة أكبر وساحات أرحب على أطراف المدينة لإقامة مسجد جامع ومسيد شاسع يقدم (اللقمة) للفقراء في محيطه، وينشر الضياء على المدى بحلقات تحفيظ القرآن، وذكر الله، والصلاة على الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم .
{فلم تعد هذه المساحة المحدودة في “بيت المال” تناسب العدد المتنامي لحيران “الأمين”، فلتنتقل ساحة الذكر، ويبقى مكان إقامته القديم لسكناه واستقبال ضيوفه من الأصدقاء والمحبين. وليحتسب ما تعرض له من إساءات من الذين يعرفونه والذين لا يعرفون، فالرجل متاح للقذف بكل الحجارة!

 

 

 


‫4 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا استاذ الهندي فقد نطقت حقا …
    علي المسلم ان يظن باخيه خيرا فإن كان ظنه حقيقيا فقد اصاب الحق .. والا فله اجر الظن الحسن .

    1. نظن خيرا بكل المسلمين يا أبو الفداء. أما أنت يا الهندي اترك البزنس و الشركات بتاعت شيخ الامين فهل تعتقد انه يمكن ان يستفاد منه في تعلم أمور الدين مع انه غير قادر على تلاوة آية صحيحا. و انا سمعته في التلفاز . أرجو أن نسمي الاسماء بمسمياتها. أرجو عدم تضليل الناس و نشر الدعاية لمن لا تستحق ان يكون شيخا

  2. يفهم من المقال ان الاستاذ الامين له (طريقه صوفيه) تختلف في اسلوب دعوتها عن غيرها بحيث يمكن ابعادها و شيخها عن صفات ممارسه الدجل والشعوذه وخداع المريدين والباحثين للعلاج !! كانما تكيه الشيح مصحه نفسيه او مستشفي يقصدها الناس للعلاج !! وهنا اود ان افصل بين عده اشياء:
    *في عالم اليوم للعلاج النفسي والعقلي مراكز ومستشفيات متخصصه واطباء اخصائيون مؤهلون بدرجات علميه وخبرات عمليه ولديهم ادويه
    ووصفات طبيه لعلاج هذه الامراض ليس تكيات الطرق الصوفبه من بينها.
    *لاعلم لنا بادعاء شيخ الامين علاج الامراض النفسيه والعقليه تحديدا , لذلك لم يتم اتهامه بالممارسه, وانما كان الاتهام بممارسه الدجل والشعوذه والاحتيال من جهات خارجيه وداخليه نحن لاشان لنا بها !! فالقانون ياخذ مجراه بصوره منفرده عن حديثنا وكتاباتنا وسوف يدين المتهم ويخلي ساحه البرئ.ونحن نتمني السلامه للجميع.
    *خلافاتنا مع اصحاب الطرق الصوفيه (عقديه) من ناحيه اساسيه , ومن شبهه ممارسه الدحل والشعوذه لفريق منهم من ناحيه فرعيه !! فالخلاف المبدئ ينحصر في شبهه ارتكابهم وتضليل مريدهم بالوقوع في خطيئه (الشرك الخفي) حين يدعون ويطلوبون من اصحاب القباب الاموات قضاء حوائحهم و الحي الذي لابموت ابوابه مشرعه مفتوحه ليلا نهارا !!
    والوقوع في ذنب (الشفاعه الكفريه) عندما يطلوبون من شيوخ الطرق الاحياء والاموات التوسط لهم عند الله لقضاء الحوائج وشفاء الامراض وكتابه (البخره) و(المحايه) لذلك !! والله يقول (ولله الشفاعه جميعا ) وفي موضع ثان(من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه) والسائل بنفسه والمريد يستطيع ان يكون اقرب مايكون الي ربه وهو ساجد ثم يسال حاجته من الله القريب المجيب مباشره !!واذا كان يظن بان شيخه اولي واتقي منه فما عليه الا بالتقرب الي الله بما افترضه عليه من فروض وسنه له رسوله من سنن رواتب ليصل الي الولايه التي يريد بدلا عن الولوج في شبهه (الشفاعه الكفريه) المنهي عنها وترفض شفاعه السيخ.
    * في مقال ذكر كاتبه بانه زار تكيه الشيخ في ود البنا عند الازمه وسال امام مسجد او زاويه التكيه عن الشيخ ففال له (شيخ الامين يلحقنا )!!! وفي فيدو اخر يقول شيخ الامين نفسه عن شيخه الاكبر (نحنا ماشين بي جاهه نحن ماشين بي نفسه.وفي صور الشباب المططا الرؤس الذي يقبّل ويبوس ايادي الشيخ !!! والشيخ يحني لنساء مايكفي .
    *واذا كانت طريقه الشيخ ومريديه تفعل وتمارس وتبيح مثل هذه الشبهات فكيف يحق لك المناصره ودفع الشبهات عن صديقك الشيخ ومريديه في حي بيت المال وود البنا الذي كان مكان الولاده والطفوله والشباب
    والله من وراء القصد…. ودنبق