تحقيقات وتقارير

قبل أن يتحول لسوق بكين.. السوق المركزي بالخرطوم … حنين للماضي وأنين من الأوساخ


يشهد السوق المركزي الخرطوم هذه الأيام حركة أعمار دؤوبة حيث نهضة صفوف من (الدكاكين) الجديدة تقوم على إنشائها شركة صينية، ما جعل رواد السوق يطلقون عليها (سوق بكين) تيمناً بالصين العظيمة، السوق المركزي يرجع تاريخ إنشائه حسب التاج الأمين عبد الله محمد إلى تسعينات القرن العشرين وقال لـ(ناس واسواق): (كان عبارة عن رواكيب وطبالي وفريشين)، وعن أوائل الذين عملوا بالسوق كانوا من معاقي القوات النظامية، وان عدد الفريشين بلغ (200) تاجراً في بدايات السوق يعرضون بضاته على الترابيز المتناثرة فيه.
مع اشتهار السوق واقبال الناس عليه من مناطق “جبرة والصحافات ومايو والسلمة والكلاكلات” والاخيرة صاحبة أول موقف مواصلات بالسوق تطور السوق من ترابيز الي خيام والدكاكين الثابتة، وحكى التاجر صديق أحمد (الباشا) عن فترة انتعاش السوق وقال رغم عدم وجود الكهرباء بالسوق في بدايته الا ان القوة الشرائية كانت تمثل نسبة عالية جداً من حيث الدخل بالنسبة للتجار بالسوق وكان يحج الي السوق معزم المواطنين من مختلف مناطق الخرطوم المجاورة وبع ان توسع السوق حاليا أصبحت القوة الشرائية ضئيلة نسبة لوجود أسواق مجاورة وأسواق متحركة.
التاجر الامين عبد الله يعد من كبار تجار السوق المركزي الخرطوم، قال ان السوق كان منتعشاً والإقبال عليه كبيراً بعكس ما هو عليه الآن، وقال ان القوة الشرائية الموجودة في السوق الآن تمثل (50%) مما كانت عليه في السابق؛ واعتبر الآمين إغلاق السوق من اجل إنشاء الدكاكين الجديدة تسبب في تراكم الأوساخ وأدى الي اختلال النظام بالسوق نسبة لضيق المساحة واحدث تأثيرات سلبية انعكست على حركة النشاط التجاري بالإضافة للجوانب النفسية للزبون.
رئيس لجنة السوق المركزي عبد الله صوصل عبد الكريم قال لـ(ناس وأسواق) إن رواد السوق المركزي واقدم التجار هم الذين يمثلون إدارة السوق حالياً، وهم معاقو الحرب من القوات النظامية، حيث بدأوا عملهم بالسوق عبارة عن فريشين ومن ثم كونوا جمعية وهي التي تشرف حاليا على ادارة السوق، وأضاف صوصل بعد مرور ثماني سنوات من مزاولة النشاط التجاري على الترابيز بدأ تطوير السوق من خيم وترابيز الي أكشاك صغيرة عبارة عن زنكي ومن ثم انتقاله الي منشآت نموذجية وفق الخريطة المعمارية للسوق، وأكد أن محلية الخرطوم في عهد اللواء عمر نمر لها الفضل في التطور العمراني الحالي والذي باكتماله قد يصبح السوق المركزي الخرطوم شبيهاً بسوق بكين كما يطلق عليه الآن.
التاجر أحمد محمد قال لـ(ناس وأسواق) يحدث ارتفاع طفيف في الطلب على الخضروات والفاكهة والسلع الأساسية وارجع ارتفاع الأسعار لارتفاع سعر الجملة من الموردين الذين يمدون السوق بالخضر والفاكهة من مناطق الانتاج بولايات السودان المختلفة، وعن المشاكل التي تواجه السوق، قال التاجر عبد الرحمن عامر، إن انقطاع التيار الكهربائي في فترة الأعياد والمناسبات وتراكم الأوساخ وضيق الممرات داخل السوق تعد من المشاكل التي تحتاج لحلول جذرية قبل اكتمال المنشآت الجديدة وفتح السوق.

يوسف على يوسف
صحيفة حكايات