تحقيقات وتقارير

تقانة جراحة المناظير وزراعة الكبد.. هل تعيد الكوادر الطبية من المهجر؟ الفرحة عبرت عنها دموع أحد جراحي الجهاز الهضمي + صورة


قبل عام كان الدكتور عبد المنعم الطيب، الجراح في الجهاز الهضمي واختصاصي المناظير، يذرف دموعه لترى بالعين المجردة. كانت الدموع لحظتها بسبب افتتاح مركز التدريب الخاص بالعاملين في مجال طب وجراحة المناظير في الخرطوم والولايات والدول الأفريقية المجاورة، وهو المركز الخامس في أفريقيا. منعم وبقية العاملين كانوا غارقين في فرحة توطين علاج المناظير بالداخل.
بالأمس، كانت قاعة ايديا في فندق كورنثيا بالخرطوم، مسرحا ضاق باختصاصيي المناظير بالخرطوم والولايات، وآخرين قدموا إلى البلاد من خارج حدودها، كل ذلك تم تحت راية جمعية الجهاز الهضمي السودانية في مؤتمرها الخامس، وهو مؤتمر خاص بتدريب العاملين في مجال طب المناظير، من أطباء وسسترات، كما أن المؤتمر يمثل فرصة لعرض آخر ما توصل إليه العالم في مجال علاج الجهاز الهضمي، وهو ما بدا ماثلا في القاعة التي صارت وكأنها مستشفى مجهزا بأحدث المعامل وملحقة به صيدليات.

وبحسب البروفيسور سليمان حسين سليمان، رئيس جمعية الجهاز الهضمي السودانية، فإنهم يخططون من خلال المؤتمر لإدخال زراعة الكبد في البلاد، كما أنهم يسعون حثيثا من أجل إعادة الأطباء السودانيين العاملين في الخارج، للعمل داخل السودان، وذلك عبر زيادة التقانة المستخدمة في الجراحة. يضيف سليمان أن ثمة علاقة ثقة متبادلة بينهم ووزارة الصحة، التي أصبحت تستشير الجمعية في اختيار الأماكن لمراكز المناظير في الولايات المختلفة.
وبالعودة إلى عين مستر منعم نفسها، فلا يزال نزيفها مستمرا، فالرجل الذي يشغل وظيفة السكرتير العام في الجمعية ومدير مركز التدريب الذي تم افتتاحه، يشكو من نزيف الكوادر بالهجرة، وهم أولئك الذين تم تدريبهم في أوقات سابقة، لكن رغم ذلك فإن الرجل وهو يتحرك وسط المؤتمرين، ويجادل ضيوفه، يبدو في تمام الثقة باكتمال حلم التوطين الكامل، ولعل ما يدل على ذلك هو تفرسه في ملف أحد المرضى أثناء الاستراحة، وكتابة روشتة العلاج، وإن كانت ناقصة في عمومياتها، فما زال البعض ينظر إلى مناظير الجهاز الهضمي بأنها وضعت لمن يملكون فقط، وما تزال الفيافي البعيدة ممسكة بسماعاتها.

الزين عثمان
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد