رأي ومقالات

أجساد في سوق النخاسة !!..


> الناظر الى الشارع العام، بل في كل شبر من بلادي، يلحظ تلكم المناظر القميئة لبعض النساء والفتيات، وحالة السفور الفاضح، والفجور الواضح في اللبس، حيث يتسربلن بأزياء تصف كل مقاطع الجسد، بل تشف عما تحتها، والواحدة تكشف عن صدرها حتى تبدو ثدييها (المزورتين بحقن التكبير)، وهي تعلم أن هذا منكر بدليل أنها عندما تقابل شخصاً يبدو عليه الوقار تحاول تغطية صدرها بالخمار. ونقول طالما أنك تعلمين أن فعلك هذا (فضيحة) لماذا لا تسترين جسدك من أصله؟.
> وهناك نوع آخر من التبرج بأن (تلفح) الواحدة الخمار على عنقها أو تغطي جزء من رأسها وتدع شعرها منسدلاً، وهو تبرج الجاهلية الأولى. إذن.. ما فائدة الخمار، أم هو للموضة فقط على سبيل (الإستايل)؟!
> فالخمار يجب أن يكون غير شفاف وكبير في حجمه حتى يغطي الرأس مع العنق ثم يُسدل على الصدر ويكون الوجه كاشفاً ولا أصل في الشرع لما نراه من نقاب يضرب على الوجوه، ومن المفارقات تجد إحداهن تغطي وجهها وتترك قدميها كاشفتين. فإن الله أمر النساء في قوله تعالى«وليضربن بخُمرهن على جيوبهن» (النور- 31) . والخمار في اللغة هو غطاء الرأس فقط وليس مع الوجه، وهو غير النقاب. والجيوب هي فتحات القميص عند الرقبة، أي التي يُدخل منها الرأس. وفي تفسير قوله تعالى «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها»، قال ابن عباس «حبر الأمة» في سنن البيهقي ما ظهر منها هي الوجه والكفين. وبه قال الإمام أنس ابن مالك والسيدة عائشة «رضي الله عنها»، وكذا ابن عمر.
> وقال ابن جرير الطبري إن الصواب في تفسير «ما ظهر منها»، المراد الوجه والكفان، إذ تستر جميع جسدها في الصلاة لأنه عورة، ما عدا الوجه والكفين. ولو كانت عورة لجاء الأمر بسترها. ونقول في الحج عند بيت الله الحرام، يحرم على المرأة تغطية وجهها، فهل هناك قداسة أشد من بيت الله؟!.
> والأدلة في كشف الوجه والكفين تفوق المائة وثلاثين أشهرها حديث السيدة إسماء والخثعمية. وأجمع عليه جمهور الفقهاء الإمام مالك والشافعي وأبو حنبفة والظاهرية، واستثنوا تغطية الوجه الفاتن الذي يفتتن به الرجال.
> والأصل في احتجاب المرأة عن غير المحارم بألا تراه ولا يراها، وذلك لحديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة، والذي ذكرت فيه أنها والسيدة ميمونة كانتا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل ابن أم مكتوم الأعمى، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم «احتجبا منه»، فقالت أم سلمة ولكنه أعمى يا رسول الله! فقال «أوعمياوان أنتما ألستما تبصرانه»؟أو كما أخبر عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
> فلنأتي الى مواصفات زي المرأة الشرعي، ويجب أن تتوفر فيه ستة شروط هي: أن يكون غير واصف، ولا كاشف، ولا شفاف، ولا يشبه أزياء اليهود والنصارى، ولا يشبه زي الرجال، ويكون له ذيل من الخلف يجر بطول ذراع. ورحم الله أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، حينما حدد رسول الله ذيل لباس المرأة بشبر، قالت «إذن فينكشف عنها يا رسول الله» أي إذا أرادت رفع رجلها على دابة ونحوه، تكشف ساقيها. ونحن اليوم نشهد ملابس إلى الركبة وأخرى أكمامها عند الكتفين، وفتحات جيوبها إلى الثديين، هذا حال لبس بعض النساء في الشارع العام وفي الأسواق، على مسمع ومرأى من الأزواج والآباء والإخوان، وهم لا يحركون ساكناً في غياب الرقابة من سلطات الدولة. فهل صارت الدياثة صفة ملازمة لبعض ولاة الأمور، خاصة ترى الزوج يسير مع زوجته وهي حاسرة الرأس وبملابس تشف وتصف كل تقاطيع الجسد، وكذلك الآباء والإخوان يسيرون في الشارع العام وهم ممسكون بأيادي بناتهم وأخواتهم وهن في ثياب خليعة، خاصة موضة البنطال المحذق الذي ترتديه الفتيات مع «التي شيرت» في منظر قميء، بل والذي نفسي بيده، إن بعضهن تحشوه أي «تشُك شورط»!.
> فإذا توجهنا بسؤال الى أولئك الكاسيات العاريات، ماذا ترجو الواحدة منهن من هذا السفور والابتذال؟ هل يرغبن في جلب العرسان؟ فبئس الوسيلة، إذ أن الذي يريد الزواج لايختار مثل هؤلاء المتبرجات، بل ينتقي المحتشمات. ولكن الذين يتهافتون وراء الخليعات، هم أصحاب الأهواء والأغراض الدنيئة من الذئاب البشرية. وإذا سلمنا جدلاً لتبرير العازبات، فما بال النسوة المتزوجات يعرضن مفاتنهن في سوق النخاسة؟!. هدى الله نساءنا وبناتنا لاتباع شرع الله الحنيف.
> عندما نتحدث عن الفتيات، لا يعني هذا أن الشباب مبرؤون من خلاعة اللبس وبعض العادات الدخيلة السيئة. إذ هم يلبسون ما يُعرف بالسستم والكباية وجيب البندقية، ويعلقون السلاسل على رقابهم، بل بعضهم يتخذ أقراطاً على أذنيه، ماذا تبقى غير لبس الطرحة؟!
وخزة أخيرة:
أختاه يا أمل البلاد تحشمي ** لا ترفعي عنك الخمار فتندمي
لا ترسلي الشعر الحرير مرجلاً ** فالناس حولك كالذئاب الحوم
صوني جمالك إن أردت كرامة** كيلا يصول عليك أدنى ضيغم
لا تعرضي هذا الجمال على الورى ** إلا لزوج أو قريب محرم
حلل التبرج إن أردت رخيصة ** أما العفاف فدونه سفك الدم
ولا تعرضي عن هدي ربك ساعة ** عضي عليه مدى الحياة لتغنمي
ما كان ربك جائراً في حكمه ** فاستمسكي بعراه حتى تسلمي
ودعي هراء القائلين سفاهة ** إن التقدم في السفور الأعجمي
إن الذين تبرأوا عن دينهم ** فهم يبيعون العفاف بدرهم

حمَّاد حمد محمد
الانتباهة


تعليق واحد

  1. جزاك الله خيرا ( علي المرأة تكشف من جسدها بقدر ما تتحمله من النار)