مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : عبد العظيم صالح


٭ في الإنترنت «حايمة» قصة الممثل الأمريكي الشهير «ريتشارد غير» الذي دخل في تجربة عملية أبرز من خلالها الإحساس بمعاناة الآخرين!
٭ قام ريتشارد بالتنكر كمتشرد يتسكع في مدينة «ضخمة» و «صاخبة» كنيويورك!! أمضى الرجل سحابة يومه في داخل هذا العالم الذي لا يتمناه أي منا!! ولا يتمناه أي منا كذلك «لحبيب ليهو»!!
٭ قال بكل المرارة: شعرت ماذا يعني أن تكون متشرداً!! كان الناس يمرون بي وينظرون لي باحتقار.. فقط سيدة واحدة كانت «لطيفة» قدمت لي بعض الطعام، هي تجربة لن أنساها أبداً..! يقول: من عاش تجربة الحرمان والقسوة ليوم واحد في كثير من الأوقات ينسى النعمة التي نحن فيها!! وكأنها لن تزول.. إن كنا نستطيع مساعدة محتاج فلنفعل.
٭ يواصل الممثل حديثه: لذا بعدها قدمت طعاماً و (001) دولار لكل متشرد صادفته!! كانوا يبكون من الامتنان لي!! كن التغيير الذي ننشده في العالم!
٭ تعالوا نسقط هذه التجربة على واقعنا الماثل ومجتمعنا والذي نحمد الله ـ ولا يحمد على مكروه سواه ـ يعج بالمتشردين والنازحين واللاجئين وفقراء المدن وأصحاب الحاجات والضعفاء و «اللقطاء» كمان!!
٭ ماذا فعل كل منا لتغيير هذا الواقع؟!
٭ أنا شخصياً أمر يومياً في طريقي لمكان عملي بمعسكر «نازحين» من أبناء الجنوب جوار «سوق الأحد» بالدروشاب شمال.. تقطعت بهم الأسباب في هذا المكان! لا هم ذهبوا لجنوب السودان ولا هم عاشوا حياة يتوفر فيها الحد الأدنى من الراحة وقليل من الإنسانية وشيء من حقوق الإنسان..!!
٭ كنت أسأل نفسي كل يوم ـ هل ينسى هؤلاء الأطفال ـ التنشئة الأولى في هذا المكان؟! وأقارن كل ذلك بأحاديث السياسة وتصريحات «باقان أموم» ووسخ الخرطوم والدولة الفاشلة!! وغير ذلك من أوهام السياسة وادعاءات البطولة.. وربما سألت نفسي كالممثل الأمريكي «غير»: هل نحس بمعاناة هؤلاء؟ وما هو دورنا في حده الأدنى، دور «العاجزين» عن التمام!
٭ واليوم أسأل نفسي وأنا أطالع ما كتبته الزميلة «مي علي آدم» في غير هذا المكان والسلطات تزيل رواكيب (005) شخص من هذا المعسكر في عز هذا البرد والزمهرير!!
٭ قالت مي إن الإزالة سببها مشاجرات، وراءها شكاوى من مواطنين في الحي يشكون من خمور ومن تواجد شباب دون الـ (81) في المعسكر!!
٭ كل هذا مقبول وممكن.. والمعسكر ليس كمخيمات «الفلسطينيين» في بيروت ودمشق وبغداد بنايات من طوابق وبها الماء والكهرباء!!
٭ الحكاية هنا رواكيب!! وحياة في حدها الأدنى من «الكفاف» والضعف!!
٭ قالت مي: إن المواطنين أبدوا تعاطفاً مع سكان المعسكر من الجنوبيين الذين لاذوا بالأشجار وفي العراء ولا يعرفون أين ستكون وجهتهم!!
٭ نعم تعاطف الجيران معهم وهم يحسون بالبرد وقسوة الليل و الزمهرير وهم داخل الغرف فما بال بأصحاب الراوكيب؟!
٭ تنفيذ القانون أمر مهم وعلى الرأس والعين.. وتبقى النظرة الإنسانية هي الأهم.. وليس من العدل والإنصاف أخذ الجميع بجريرة سكران أو موتور..!!
«قصر نظر» السلطات المحلية «يهزم بعد نظر» السلطات السياسية..
موظف «صغير» في محلية بحري يتخذ قراراً يجعل أنظار العالم تتجه للدروشاب وهو الذي تابع بكل إعجاب قرار البشير «الكبير» والإنساني بفتح الحدود مع الجنوب.
٭ كثير من القرارات «متوحشة» وتفتقد شيئاً من الإنسانية وبعض الحكمة.