مقالات متنوعة

محمد حامد الفوز : رحيلك خلعنا


*(الخُلعة) أن تأتي من الصباح وتضع أمامك فنجان القهوة.. وتلوح في أفقك فكرة تفتح صفحة دكتور عادل بالفيسبوك.. وقبل أن (تقع عينك) على أول حرف من كلماته.. تدخل عليك الإذاعة لتحدثها عن دكتور عادل القامة.. عادل النخلة وسبيطها المشبع كما عادل يشبع نهم قرائه بسخريته.. الخلعة في أنك لم تكن مهيئاً للحديث تتلعثم مرات وتتتعتع قبل أن (يخلعك) ما سطره في صفحته على الفيسبوك، وهو يكتب عن الحب في يوم الجمعة.. إذ قال: “أن يجي زوجك حبيبك رفيق دربك، خامي أنبوبة غاز مليانة وشايلها في كتفو ويلز الباب بكراعو، وانتي في نص الحوش تقيفي تزغردتي تلات مرات وتعقبيها بي (كدا جمل الشيل) وتجري تعملي ليهو بحنان كباية شاي”… حقيقي دي خلعة من أمها كخلعتي بطلب الإذاعة للحديث عن د. عادل، وكلماتي تتقاصر أمام شموخ كلماته.
*(الخُلعة) أن تقيف (مصلوبا) منتظر المواصلات في بداية كل يوم جديد.. وأول ما تنزوي داخل (الهايس).. تتحسس جوالك علك تريد قتل الملل إلى حين نقطة الوصول.. وأول ما تفتح هاتفك (بردلم تقع) في عينك صورة دكتور عادل.. وقبل أن تقرأ (البوست) تحت الصورة.. تفرح لمجرد رؤيتك له.. ولكنك (تتخلع) حينما تعرف السبب وهو رحيله عنا دونما وداع… (شفتو الخلعة دي كيف).. تتوجّس وتتوجّم.. قبل أن تلتقط أنفاسك تلوح في الأفق (خلعة جمعة دكتور عادل) فهو يقول.. “أن تصحو من النوم وتلقى الحرامي سرق موبايلك.. وفرحة الجمعة أن تلقاهو مرق الشريحة وختاها ليك فوق نعلاتك…” ولكن! (اتخلعت بي جد المرة دي) صحيت من النوم.. وفي المواصلات لقيت الموت سرقك.. ولكن لأن الموت ليست لديه شريحة يختها لينا في نعلاتنا.. (ما فرحت) فقط (اتخلعت)..
* هي دعوة (للخلعة) حين كتب قلم دكتور عادل: في خيمة البكاء.. وهو مسطول كالعادة.. جارهم عجوز وعمره فوق التسعين اتوفى.. بعد ما شال الفاتحة قعد.. سأل (الزول الجنبو) أسمع المرحوم كان “عيان وللا شنو”؟.. واحد وراهو مباشرة كان يتكلم في التلفون “أيوا.. مغلوب أربعة صفر” .. “عليكم الله دي م خلعة” .. “دي هجمة عديل كده” أها.. رد الزول الجنبو أضانو تقيلة قال ليهو “جايبنو بس ما لاقين رغيف”.. رد عبد الرسول في دهشة “هو مش دفنوهو؟”.. رد جارو أبو اضان تقيلة: “قالو كعب دفقوهو!!” .. قال عبد الرسول وهو متأثر جداً (وعيونو رقرقرن).. “لا حول ولا قوة إلا بالله.. الناس ديل ما مسلمين وللا شنو؟” يدفقوهو كيفن؟ ما يدفنوهو زيو وزي الناس؟”، ثم قام مشى وهو ينعل الدنيا البقى ما فيها خير..!! (اتخلعتو).. شخصياً أنا لسه (متخلع) وأنا أقرأ خطابه وكلماته حين “ينده للمتآمر مع الأيام.. وكيف هو عازم على أن يكسب الرهان رقم الآلام وأسقام الأنسجة والخلايا.. نم هنيئاً، فها أنت قد كسبت رهان حب الناس”..
أيها المتآمر مع الأيام ضدي
يا من دخلتني خلسة..
واستبحت الأنسجة والخلايا
وشحذت أسلحة الآلام والأوجاع
أوعدك لن تتنصر على..
لقد عزمت أن أكسب الرهان..
ألف رحمة ومغفرة لك يا صاحب الباب البجيب الريح..
عن (اليوم التالي)
محمد حامد الفوز