تحقيقات وتقارير

آخرهم إشراقه سيد محمود.. الإصلاحيون في الأحزاب وغضبة الكراسي الضائعة


متكئة على إرث أسرة الشريف زين العابدين الهندي، تخوض القيادية في الحزب الاتحادي إشراقه سيد محمود معركة طاحنة مع رئيس الحزب جلال يوسف الدقير، بعد أن قام الأخير بإعفاء إشراقه من منصبها لترد إشراقه بأنها لا تتشرف بالعمل في شركة الدقير الخاصة.
الحزب الإتحادي الديموقراطي الذي يحوز حالياً على 15 مقعداً في المجلس لوطني بأصوات بلغت 114.806 للقائمة الحسبية النسبية وهو ما جعله في المركز الخامس في الانتخابات الاخيرة بعد الوطني والأصل والمستقلين والامة القيادة الجماعية، وقد ادت النتيجة الي تقليص حصته في المناصب التنفيذية ليحصل على وزارتين قوميتين (الإعلام والبيئة والموارد الطبيعية) بدلا عن ثلاث كما كان الوضع في التشكيل السابق، وقد تضررت إشراقة التي انتزعت مقعدا مباشرا في عاصمة الحديد والنار من هذا التقليص الوزاري لتحرم من المنصب التنفيذي وهو ما دفع البعض لاعتباره السبب المباشر لثورتها الاخيرة في وجه الدقير.
في المقابل تنفي النائبة البرلمانية اشراقة عن الدائرة القومية 3 عطبرة عن الاتحادي بـ10.408 صوت ان يكون صراعها الاخير بسبب عدم حصولها على مقعد وزاري وتقول اشراقة التي سبق لها ان تولت وزارة التعاون الدولي ووزارة تنمية الموارد البشرية و العمل في تشكيلات وزارية سابقة ان مثل هذه الاحاديث مجرد اتهامات ساذجة تقليدية لاعتبارات تتعلق بانها جزء من تيار ظل يطالب باصلاحات تنظيمية محددة على رأسها انعقاد المؤتمر العام للحزب.
وبمعل عن حقيقة الخلاف بين اشراقة والدقير فان الساحة السياسية شهدت تخلي العديد من القيادات عن أحزابها بحثا عن مناصب ومصالح اقتصادية في ظل مؤسسات حزبية ضعيفة ونظام سياسي مضطرب، وايضاً الخروج العكسي وحالة السخط التي تظهر على عدد من قيادات الوطني بعد تقليص صلاحياتهم او انحسار ظل المنصب عنهم.
ويقول المحلل السياسي د.الحاج حمد أن ثمة فئة من السياسين النفعيين ولاؤها الأساسي للمناصب التنفيذية والمصالح المالية ويلفت حمد الي ان هذه المجموعة باتت منتشرة في الساحة السياسية من اقصى اليمين لاقصى اليسار ويلفت حمد الي ان هذه المجموعة لا تستطيع العيش خارج جهاز الدولة، ويختتم: “السياسيين الانتهازيين المتطفلين على السلطة من السهولة ان يخرجوا على احزابهم وينشئوا أحزاباً بديلة”.
بينما يقول الباحث مدني عباس ان القضية ترتبط بطبيعة الانتماء للحزب ويضيف: “هناك العديد من السياسيين في السودان لم يلجوا ابواب العمل السياسي لتحقيق افكارهم بل التحقوا لتحقيق مجد وفخر شخصي ومكانة اجتماعية، هؤلاء يظلون في أحزابهم وفي انسجام مع قياداتهم السياسية طالما يحققون اهدافهم” وفي حالة تم اقصاء او ابعاد لهذه المجموعة فان صوتها سيرتفع للحديث عن غياب الديموقراطية والمؤسسية ويشير الباحث في مجال علم الاجتماع السياسي الي ان هذا النموذج بات يتكرر بشدة في الاونة الاخيرة لاسيما في من تولوا وظائف تنفيذية مرموقة، ويقول: “المؤسسية فعلا غائبة لكنه يتعامى عنها حتى يتم ابعاده عن المنصب وهذا امر غير جدير بالاحترام”.
يرى الصحفي عبد الماجد عبد الحميد ان انتماء بعض القيادات السياسية لاحزابها اصبح رهيناً بمكاسب تنفيذية ويلفت عبد الحميد الي جملة من الشواهد التي تعضد حديثه ويشير الي ما يثار حول خروج وزير الارشاد والاوقاف عصام أحمد البشير من جماعة الاخوان المسلمين الي الوطني، بجانب تخلي عدد من قيادات الامة عن مبارك الفاضل بعد خروجه من السلطة وانشائها لاحزاب خاصة لضمان مصالحها بعيداً عن سطوة الفاضل، ويعود الباحث مدني عباس ليقول: “في السودان يتم إختيار الوزراء داخل الاحزاب بعملية مركزية غير ديموقراطية لا تلتفت للمؤهلات وتفتقد للمحاسبة من قبل القواعد واجهزة الدولة التشريعية”. ويلفت عباس الي ان هذا السستم يجعل من الاستوزار غاية الاقالة مصيبة تستدعي الانشقاق ورمي القيادات بالإقصاء وغياب الشفافية.
بينما يخلص عبد الحميد الي ان الامر اصبح ظاهرة مرضية تعكس هشاشة المؤسسات الحزبية، ويضيف: “المناصب التنفيذية قصمت ظهر العمل السياسي وخلقت كوادر غير مبدئية يسيل لعابها وتسيل دموعها عند مغادرته”.

محمد عبد العزيز
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. بمناسبة انتقال عصام احمد البشير الي الموءتمر الوطني من اجل الاستوزار ، ىقتضي الإنصاف الاشادةً بموقف الفاتح تاج السر وزير الإرشاد

    والأوقاف السابق الذي استقال بطوعه رغم. الإلحاح ،وهذه من. النوادر هذه الأيام !!!!!!!!!!!