مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : إعلام التمرد.. التلاعب بسمعة الوطن


> الرسالة الى من؟.. حينما يتحدث بعص المتمردين في قطاع الشمال عن أن بعص محليات ولاية جنوب كردفان وقعت فيها حالات اغتصاب.. ولا يجد الناس هنا أثراً لهذا الاتهام.. وأصحاب الاتهام يعرفون هذا.. فإن الرسالة إذن موجهة الى حيث يريد صاحب الرسالة جلب الدعم لحركته.
> هكذا هو التسويق بسمعة الوطن.. ولا نريد هنا أن نورد ما اطلقته الناشطة العائدة من مشروع التمرد المكرر.. لكنها طبعاً ستستفيد من هذه الاساليب التي تتبعها قيادات الحركة الشعبية لتجميل صورتها على حساب سمعة الوطن.
> وقطاع الشمال هل تعرف كل قياداته ماذا كان قد وقع من فظائع رهيبة على فتيات من منطقة مندي بمحلية تلودي من قبل بعص قوات الحركة الشعبية.
> كانت فظائع رهيبة لو ارتكبها جنود حكوميون لكان موضوعها مشتعلاً حتى الآن.. ولكان قطاع الشمال حسبه استثماراً ممتازاً.
> لكن الجاني هو قطاع الشمال اوقطاع الجنوب في الحركة الشعبية.. فكلاهما سيان.. وكلاهما تقودهما قيادة واحدة.
> الآن قطاع الشمال اذا عاود الالتقاء بوفد الحكومة لن يفتح امامه موضوع وقوع حالة اغتصاب لان هذا كذب يثار للاستهلاك الاعلامي.
> لكن للاسف على حساب سمعة الوطن.. وتبقى الحركة الشعبية مخطئة اذا ظنت أن المجتمع الدولي سيكون اغبى منها.. ويمكن أن يتجاوب مع مزاعمها هذي.
> المجتمع الدولي ممثلاً بواشنطن وحلفائها في مشاريع التآمر ضد دول العالم الثالث يحتاج طبعاً لتصميم المزاعم والاكاذيب .. لكن لا يقبلها بالصورة غير الذكية التي يقدمها بها قيادات قطاع الشمال.
> و لن ننسى تلك الافلام التي كانت تصورها في جبال النوبة البارونة البريطانية كارولين كوكس.. لحبكة مزاعم تجارة الرق باشراف حكومي.
> كانت مزاعم مضحكة طبعاً غاية الاضحاك. فحتى لو كانت البارونة كارولين لا تتهم الحكومة فهي لم تبلغها بذلك. وعادت الى بلادها لتدعو هناك الى مشاهدة الفيلم الكدوب.
> لكنها انهزمت أمام الحقائق التي ظهرت لاحقاً..وتوج في تلك الفترة انتصار الحكومة على مزاعم البارونة الضالة بقرار قضائي كان قد اصدرته المحكمة العليا البريطانية لصالح احد موظفي السفارة السودانية في لندن.
> فقد كان تآمراً غريباً.. لكن البارونة الحقيرة لم تستحِ.. فقد أرادت أن تجني من ثمار قانون المناطق المقفولة الذي كان قد سنه اجدادها مجرمو الحرب ومرتكبو الفظائع ضد الانسانية بعد أن احتلوا البلاد.
> كانت مصر منطلقاً لاحتلال السودان وقتها وكانت أرض اقليم النوبيين الممتدة الآن بين مصر والسودان معبراً سهلاً جداً لقوات الاحتلال التي تعبر منها دون مقاومة.. وكانت جبال النوبة ضمن المناطق المقفولة.
> كانت البارونة كوكس تريد أن تستثمر في المناطق التي همشتها الامبراطورية البريطانية.. مثل جبال النوبة ودارفور وجنوب السودان.
> لكن سكان هذه المناطق الآن ليس جميعهم مخدوعين.. فهم يقرأون التاريخ ويجدون أن الاحتلال البريطاني هو الذي همشهم وليس الحكومات التي جاءت بعد رفع علم الاستقلال والتي واجهت كلها الحروب في المناطق المقفولة ايام الاحتلال البريطاني.
> هذه المناطق همشتها سلطات الاحتلال في وقت مضى وأشعلت فيها الحروب للجهات التي استفادت من ميراث الاحتلال في نفوس الكثير.
> المعركة الحقيقية مع تلك الجهات الأجنبية أما قادة الحركات المتمردة فحسمهم لا يعني بالضرورة حسم المشكلة الأمنية نهائياً.. فشخصيات مثل عقار والحلو ومبارك اردول يمكن أن تأتي بعدهم شخصيات أخرى.. فهم خلف لسلف طبعاً وسيأتي من سيكون خلفاً لهم.. فهم غداً السلف.
> لذلك لا داعي طبعاً لاطلاق الاتهامات لأية جهة بأنها ارتكبت جرائم اغتصاب في أية منطقة سودانية.
> ومن كان قد اتهم من أبناء جنوب كردفان أحد موظفي السفارة السودانية في لندن بأنه متورط في استرقاق مواطنة سودانية.. مازال حتى الآن يتجرع حنظل الهزيمة.
> غداً سيجد من أطلقوا الاتهامات بالاغتصاب في إحدى محليات جنوب كردفان على طريقة إشاعة )تابت(، إنهم لم يحترموا المرأة السودنية التي يتاجرون بسمعتها ولم يحترموا أنفسهم.
> الاتهام بالاغتصاب يعني أن التمرد لا يملك حجة سياسية يمكن أن يقدمها ضد خصومه. وقيادات التمرد هي خصوم لبعضها البعص.
> (ستثمارات أمريكية في السودن..( غداً حديثنا إن شاء الله حولها.
غداً نلتقي بإذن الله…