تحقيقات وتقارير

الموجود حالياً عبارة عن (كورس) وليس برلماناً، والكورس كما هو معروف مجموعة من الأشخاص يقفون خلف الفنان ويرددون خلفه ما يقول


* شخصياً لم أستبعد موقف البرلمان الهش تجاه أكبر قضية يواجهها المواطن بعد تصريحات رئيس الجمهورية بعدم التراجع عن زيادة أسعار الغاز، وسبب التراجع الغريب والذي جاء على لسان رئيس البرلمان الذي هاج وماج وأزبد وأرغى عقب ساعات فقط من صدور قرارالزيادة أن القرار تم بناءً على سياسة التحرير الاقتصادي المعتمدة “تدريجياً”، والتي أجازها المجلس في وقت سابق.
* وما أستغرب له واستغرب له غيري، قوة العين والبجاحة في صدرور قرارات تخص المواطن من اجتماعات لهيئة قيادة المؤتمر الوطني، ووزير المالية، وأين بقية الأحزاب المشاركة في الحكومة من اتحادي بشتى ألوانه وأمة وحركة شعبية موالية وغيرها من أحزاب الفكة؟.
* وهو ما يؤكد ما ظللنا نردده دوما بأن الجهاز التنفيذي ألغى دور البرلمان تمام، لأنه وباختصار يعرف مثله مثل أصغر طفل في السودان، الكيفية التي جاء بها نواب هذا البرلمان.
* عدم استغرابي لموقف البرلمان ناتج من قناعة شخصية أن الموجود حالياً عبارة عن (كورس) وليس برلماناً، والكورس كما هو معروف مجموعة من الأشخاص يقفون خلف الفنان ويرددون خلفه ما يقول.
* (الكورس)، أو البرلمان منذ أن تم انتخابه (بالمسرحية) البايخة المسماة (انتخابات دوائر جغرافية) والكل يعلم أنه مجرد تمومة جرتق، ولن يصادق على أي قرار لم يأتهم من جهات أعلى رغم أنه وفي كل العالم هو الجهة (الأعلى).
* برلمان السودان وبكل أسف فرط في صلاحياته وسلطاته التشريعية والرقابية على الموازنة العامة، وعلى كل ما يتعلق بحقوقه كممثل للشعب وعن الشعب أمام الأجهزة التنفيذية، ورفضه لكل ما يلحق به من ضرر ومنع حدوثه.
* ولكن، طالما كل عضو بالبرلمان، (نائم)عن دائرته، لا يرفع صوته رافضاً، ولا يشاكس، ولا يناطح، ولا يرفض، فبالتأكيد أنه اكتفى بما يأخذه باطلاً من أموال طائلة من حر مال الشعب وهي ما يسمونها مخصصات من مرتبات وحوافز ونثريات وسفريات وسيارات، ولا ندري سبباً واحداً يجعلهم ينالون مليماً أحمراً وهم بهذا الضعف والهوان، ويتهاونون في حقوق الشعب أمام صلف وجبروت الجهات العليا.
* مخصصات وأموال تخص الشعب سيعيدونها للشعب طال الزمن أم قصر، لأن الشعب جاع، وثورة الجياع ستقضي على كل ما ومن حولها، وحتماً سينتفض الشعب قريباً طالما استمر الوضع بهذا السوء.* قرارات تخص الوطن والمواطن، لا ينبغي أن تخرج من أي جهة غير الجهة الشرعية الممثلة له، وطالما أن هذه الجهة لم تأتِ بالطرق المعروفة، أو قاطعها أكثر من ثلثي الشعب فمن المتوقع أن تخرج علينا بكل ما هو ضد مصلحة المواطن، وأن تلتزم الصمت والخنوع والانكسار أمام وليَ النعمة، المؤتمر الوطني ومن لف لفه، ومن حام حوله.
* ارتفاع سعر غاز الطهي، ستعقبه زيادات في كل شئ خاصة المتعلقة بالمأكولات المتاحة للعامة والفقراء على شاكلة الفول والطعمية والحليب وغيرها.
* وارتفاع سعر الأدوية المنقذة للحياة، سيلازمه ارتفاع في ضغط الدم لأي مواطن يبحث عن الحياة الكريمة في وطنه، وقس على ذلك.
* البرلمان مجرد (كورس).. عدا قلة تحسب على أصابع اليد الواحدة.
الجريدة