حوارات ولقاءات

د. قطبي المهدي يبادر بتشريح حال (الوطني)


قال القيادي بحزب المؤتمر الوطني، د. قطبي المهدي، إنه كان يتوقع أن يقود تنحي علي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع من مناصبهم التنفيذية لاضفاء نوع من الحيوية على حزب المؤتمر الوطني، مشيراً إلى أن ذلك لم يحدث حيث لا تزال المبادرات تصل من الأجهزة التنفيذية.

وأقر قطبي في حواره مع “الصيحة” بأن الوطني وأسوة ببقية الأحزاب السياسية يضيق بعض أفراده بالآراء المخالفة، بيد أنه عاد وقال: (بشكل عام لا يزال المؤتمر الوطني في مؤسساته الشورية وأجهزته التنفيذية يتيح الفرصة لعضويته
أكثر من أي حزب أخر).

هل صحيح أن المؤتمر الوطني حزب يضيق بالأصوات الإصلاحية؟
– هذه الظاهرة موجودة بكل أسف. صحيح متاح للناس المناقشة والحوار لكن في بعض الأحيان يضيق الناس ببعض الآراء المخالفة ويلجأ بعضهم لتصنيف الناس وعدم الصبر عليهم وتقبل النقد، لكن بشكل عام لا يزال المؤتمر الوطني في مؤسساته الشورية وأجهزته التنفيذية يتيح الفرصة لعضويته
أكثر من أي حزب أخر.

البعض يرى أن المؤتمر الوطني بات خارج دائرة اتخاذ القرار ومن يذهب لذلك يسوق من الأدلة حادثة طرد السفير الإيراني وحادثة زيادة أسعار “غاز الطهي”؟
– نعم، بعض القرارت تتخذها قيادات بشكل فردي، ومع ذلك لا بدّ من الاعتراف أن القطاع الاقتصادي يناقش مجمل السياسة الاقتصادية، لكن هناك قرارات لا تجد حظها من النقاش في الأجهزة الحزبية.

د. أمين حسن عمر قال إن الوطني لم يعد حزباً مبادراً ويستقي أفكاره من رئيس الجمهورية واستخدم مفردة (الحزب في إجازة) .. فما تعليقك؟
– ليس الرئيس تحديداً، فهنالك أكثر من جهة بخلاف الرئيس. حقيقة أن المبادرة تأتي عادة من قيادات وفي بعض الأحيان لا تأتي حتى يبادر بها عدد من المسؤولين باتخاذهم لقرارات دون الرجوع إلى المؤسسة كما أوردت في الأمثلة آنفاً.

هل الوطني حزب محنط كما ورد في مقولة محمد شيخ إدريس؟
– كنت أتمنى إن وجدت القيادات الجديدة فرصتها من البداية لتشارك مشاركة حقيقة في المبادرات وصنع القرار بما يجعل المؤتمر الوطني أكثر حيوية. لكن حينما ترتدي قيادات جلباب من سبق في العمل التنفيذي على وجه الخصوص فهذه عمليه تحنيط بلا شك للمواقع القيادية. كذلك فإن من يجري المقارنة بين فعالية القيادة الحالية وفعالية من سبقهم يحكم بأن هذه المواقع باتت (محنطة). عموماً؛ أرجو أن يكون هذا الكلام انطباعاً أولياً، تكشف الأيام خطأه بإظهار القيادات الجديدة لفعاليتها وقدرتها على المبادرة.

أيمكن تفسير حال الوطني كنتاج لإبعاد قيادات بحجم علي عثمان ونافع؟
– ابتداءً لا أوافق على مفردة إبعاد فمنذ اليوم الأول قلت لأجهزة الإعلام أن هؤلاء القيادات لم يبعدوا وإنما تركوا العمل التنفيذي فيما لا يزالون أنفسهم القيادات الأساسية في اتخاذ القرار ويشكلون قيادة عليا مع الأخ الرئيس إلى وقتنا الحالي ويلعبون أدواراً كبيرة في اتخاذ القرار.

وأين هي المبادرات؟
– توقعت أن يقود خروج هؤلاء النفر الكريم من المواقع التنفيذية نواحي المكتب القيادي والشورى والقطاعات المختلفة؛ إلى دعم المبادرة داخل الأجهزة عوضاً عن أن تأتي من الجهاز التنفيذي، وذلك لما لهم من خبرة طويلة.

يربط بعضهم حالة التكلس في مفاصل الوطني مع وصول المهندس إبراهيم محمود حامد؟
– إبراهيم لا تدعمه مجموعة بعينها، أو (شلة)، ولا يملك سنداً ممن يطلقون عليهم “مراكز القوى”. لكن في تقديري هو سياسي ذكي جداً، وتدرج في العمل من المعتمد فالوزير الولائي ثم والي فوزير اتحادي وكونه لم يتسنم مواقع مهمة في الحزب قبل ذلك فلا يقدح في شخصه، ولا ينفي عنه صفة الخبرة السياسية المكتسبة كما ذكرت بالتدرج. وعودة إلى صميم سؤالك أقول إن الحكم على الرجل لا يزال مبكراً.

هل يدفع الوطني فاتورة التضيق على الأصوات الإصلاحية داخله؟
– الإصلاح الحقيقي يكون في التفكير والرؤى الجديدة التي يمكن أن يعتمدها المؤتمر الوطني في مخاطبة المشكلات والتحديات الوطنية، وهذا للأسف لم يحدث حيث لم ألحظ تغييراً كبيراً، فسياسة إبدال الوجوه القديمة بأخرى شابة قد لا تكون بالضرورة مسألة إيجابية –على الأقل في بدايتها- إذ يمكن أن تكون خبرة الشخص الجديد أقل من سابقه وربما أحتاج وقتاً ليضطلع بدوره كقيادي.

 

حوار: ناجي الكرشابي
صحيفة الصيحة