حيدر المكاشفي

أين اختفى مولانا الصغير


لا شك أنكم أعزائي القراء قد لاحظتم مثلي، أن مولانا الصغير الحسن الميرغني مساعد أول رئيس الجمهورية مختفٍ منذ نحو ستة أو سبعة أشهر أو أكثر، ومن وقتها لم يظهر في أي منشط أو نشاط رسمي أو شعبي، ولو كان ظهوراً تشريفياً بروتوكولياً مراسمياً، كما لم يصدر عنه أي تصريح أو تلميح حول أيٍّ من القضايا الساخنة التي تمور بها البلاد، وكان آخر ظهور له بلغة السوشيال ميديا في تلك الجلسة التي جمع إليها لفيفاً من الصحافيين ليبثهم شكواه المريرة من أنه في الحكومة (قاعد ساكت) لا يفعل شيئاً؛ لأن الرئيس لم يحدث أن كلفه بشيء أو أوكل إليه أي ملف، رغم أنه كما قال يتحرّق شوقاً لأداء ضريبة الوطن والعمل العام، ويملك الكثير من الأفكار والمشروعات، ومن يومها غادر في رحلة خارجية قيل أنها للاستشفاء من علة في رجله (شفاه الله)، ولم يعد حتى لحظة مطالعتكم لهذا العمود، ولعل هذه الغيبة الطويلة لرجل يحتل هذا الموقع السيادي المرموق، هي ما يجعلنا نتسقط أخباره وأحواله، فأين هو الآن يا تُرى وماذا يفعل ولماذا يهجر منصبه الكبير ولا يعود لبلاده وحزبه الذي تولى فيه القيادة والزعامة بوضع اليد بعد غياب والده المتطاول…
آخر ما علمنا من أخبار مولانا الصغير خلال الأيام القليلة الماضية، تقول إنه في دولة الإمارات التي عقد فيها اجتماعاً مع الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ناقشا خلاله موضوع الإرهاب، ولكم أن تتخيلوا غياب شخص يحتل هذا الموقع السيادي الكبير في بلاد تنوء بالكثير من القضايا الملحة والمشكلات المزمنة لأكثر من نصف عام عن واجهة الأحداث الكبيرة التي تعايشها والمخاض العسير الذي تواجهه، خاصةً وأنه قد أخذ على نفسه بالأصالة وبالوكالة عن الحزب الذي يمثله بُعيد أدائه القسم مباشرةً، أن يأخذ بيد البلاد ويخرجها إلى بر الأمان عهداً ووعداً منه ومن حزبه، بعد قبوله المشاركة في الحكم مشاركة فاعلة ومسؤولة وفعلية ونافذة، وليست صورية أو ديكورية أو فلكلورية أو هامشية كما ادعى، وأن حزبه لم يقبل المشاركة وهو شخصياً لم يقبل المنصب إلا من أجل التصدي للقضايا الكبيرة التي تأخذ بخناق البلاد والسعي لحلحلتها، وبعد كل هذا الكلام الكبار عندما يظهر مولانا بعد هذه الغيبة الطويلة يأتي ظهوره في دولة أخرى ليناقش مع أحد مسؤوليها الأمنيين قضية الإرهاب الدولية، وظني أن سيادة المساعد الأول لم ينصرف إلى الشؤون الدولية إلا بعد أن تأكد له أنه في موقعه السيادي لم يكن سوى «تمامة عدد أو جرتق»، ولن يكون له أي أثر أو تأثير على مجريات الأحداث والسياسات الداخلية، ورأى أن من الأفضل له أن يجوس خلال الأقطار لمناقشة قضية الإرهاب الدولية…


تعليق واحد

  1. نسأل الله أن يشفيه و كل آل الميرغني و ان يمنوا علينا ببقائهم خارج البلاد و نحن على استعداد لارسال مصاريفهم حيثما شاؤوا , بس يكرمونا و يفضلوا بره .
    بالنسبة لموضوع ال180 يوم فنحن مسامحين و زي كأنو ما سمعناها 🙂 🙂