تحقيقات وتقارير

“كوتة” معلومات من “عروة” بعد تخلي “زين” عن “سياسة الاستخدام العادل”..!!


لغط كبير دار خلال الأيام الماضية بالتزامن مع إطلاق شركة (زين) لخدمة إنترنت جديدة وتغيير سياساتها التسعيرية، صاحبته ردود أفعال متباينة من قبل المشتركين وصلت حد إعلان حملات للمقاطعة من قبل بعضهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وذلك إثر تطبيق زيادة في الأسعار عبر سياسات جديدة لاستخدام الإنترنت دون الإعلان عنها، في وقت لم يفق الناس فيه من آثار إعلان الدولة لأسعار جديدة للغاز ما دفع البعض للربط بين الحدثين رغم التباعد بينهما.
ويقر الفريق طيار الفاتح عروة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي بخطأ الشركة في عدم الإعلان عن خدماتها الجديدة، إلا أنه أعلن عن عدم تراجع الشركة عن سياستها الجديدة لخدمات الإنترنت وأسعارها، وقال عروة إن الشركة ألغت نظام “سياسة الاستخدام العادل” للإنترنت، وقررت الانتقال إلى نظام “الكوتة” والذي يتيح للمستخدم الاشتراك في حزمة بيانات محدودة ذات جودة عالية حسب الباقة التي يختارها المستخدم.

1
“سرعات مرضية للجميع”
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي حملت أنباء عن تخلي عدد كبير من المشتركين عن شركة زين والانتقال لشركات أخرى نتيجة السياسات الجديدة، لكن بالنسبة للفريق الفاتح فإن الهيئة القومية للاتصالات أعلنت سياسة الانتقال بالرقم بين شركات الاتصالات منذ ثلاثة أشهر، وأن عدد المشتركين الذين طلبوا الانتقال من زين بلغ (4584) مشتركا تحول منهم (2086) مشتركا لشبكات أخرى، فيما طلب (3617) مشتركا الانضمام لشبكة زين انتقل منهم للشبكة حوالي (1584) مشتركا خلال الشهور الثلاثة الماضية.
ويعترف عروة خلال مؤتمر صحفي عقدته (زين) أمس (الثلاثاء) برئاسة الشركة بوجود زيادات في أسعار الإنترنت للحزم المختلفة، موضحاً أن الحزم الجديدة تقدم خدمة بسرعات مرضية للجميع، لافتاً إلى أن “زين” تواجه تحديا صعبا في هذه الفترة عقب تداول السياسات التسعيرية الجديدة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن (90%) من المعلومات التي وردت غير صحيحة، مبيناً أن الأسعار الجديدة لم تطبق أسعارا عالية وان الزيادات لا تتعدى الـ(30 – 40%) ودافع عن الحزم الجديدة بأنها اتجاه عالمي في مجال استخدام الإنترنت بان يدفع كل مشترك نظير الخدمة التي يطلبها، موضحاً أن نظام الاستخدام العادل أتاح للبعض استخدام سعات إنترنت أكثر من غيرهم ما يمثل ضغطا على الشبكة، وأضاف أن السياسة الجديدة تتيح الفرص متساوية لجيمع المستخدمين.

2
“قطاع الاتصالات مفتوح”
وعن الضجة وموجة الرفض التي اجتاحت الأسافير حول سياسات الشركة الجديدة قال عروة إن الذين أحدثوا الضجة في “الواتساب” لا يتعدون الـ(10%) مبيناً أن الشركة لا تبني سياساتها الاستراتيجية على الرفض أو القبول، وزاد: قطاع الاتصالات مفتوح للمنافسة بين الشركات ونحن نقدم خدماتنا فمن رغب فيها نقدم له خدماتنا ومن رغب عنها فله الخيار باعتبار أن الشركة قطاع حر وقائم على الحرية في اختيار الخدمة ومقدمها، وأوضح العضو المنتدب أن الانتقال إلى “حزمة البيانات” بديلاً للاستخدام العادل للإنترنت نتيجة التطور الكبير في مجالات الاتصالات ومواكبة التطور تستدعي التوسع في الشبكات وسعات الإنترنت، مشيراً لأن نسبة أرباح البيانات لا تتعدى الـ(10%) وأن الشركة ما زالت تعتمد في أرباحها على المكالمات، رغم الاستخدام الكبير للإنترنت، مشيراً إلى أن مشتركي زين البالغ عددهم (12) مليون مشترك يستخدمون ما يفوق الـ(150) تيربايت بدل (20) تيربايت في السنين السابقة مع بداية استخدم الإنترنت، مبيناً أن أسعار الإنترنت بالبلاد أقل بخمسة أضعاف عن الدول المجاورة، وأوضح الفريق عروة أن السياسة الجديدة لأسعار الإنترنت لن تؤثر على أعداد مستخدمي الشبكة، مبيناً أن عدد مستخدمي الهواتف الذكية الدائمين لا يتعدي مليونين و(400) مشترك.

3
“إلغاء السحب التلقائي”
ويشير عروة إلى أن أسعار الإنترنت في الحزم “الكوتة” بلغت (8) جنيهات شاملة الضريبة لـ(200) ميقابايت التي كانت بواحد جنيه في سياسة الاستخدام العادل، لكنه قطع بمراعاة الأسعار الجديدة لوائح والضوابط المعلنة من قبل الهيئة القومية للاتصالات، وأضاف أن أرباح الشركة أغلبها تأتي من المكالمات، مضيفاً: المكالمات الخارجية لا تدر على الشركة أرباحا لكنها خدمة تقدمها لمشتركيها، فيما أشار إلى إلغاء السحب التلقائي “للرصيد” دون الاشتراك في حزمة بيانات معينة، وأضاف: إذا تم سحب أي رصيد عن طريق الخطأ فسيتم إرجاعه للمشترك، واستبعد عروة أن تكون سياسات الشركة الجديدة مربوطة بالزيادة التي أقرتها الدولة في ضريبة الاتصالات، مبيناً أن: “زين” هي أكبر دافع للضرائب بالبلاد وما ندفعه للحكومة أكثر مما يذهب للمستثمرين.
يقول عروة إن “زين” تملك (2500) برج اتصالات في جميع الولايات، بالإضافة إلى (252) محطة طاقة تستخدم في بعضها الطاقة الشمسية، وأوضح أن الشركة تملك أكبر مركز معلومات في أفريقيا، حيث تغطي (80%) من المناطق بخدمة الجيل الثاني والثالث، كما لفت إلى استخدام الألياف الضوئية في عدد من الولايات من بينها الخرطوم وولايات دارفور، وأعلن عروة عن اكتمال تحديث جميع الشبكات في الولايات المختلفة نهاية مارس القادم بنسبة (100%)، مشيراً إلى جاهزية “زين” لإطلاق خدمة الجيل الرابع من الاتصالات، ورهن إطلاقها بموافقة الهيئة القومية للاتصالات وتوقع العقد، وأشار إلى أن خدمة الـ(4G) تغطي ولاية الخرطوم الآن وحسب العقد مطلوب أن تغطي عددا من المناطق بالبلاد، مشيراً إلى جاهزية الشركة لتغطية جميع المناطق لكن عقب التوقيع على الاتفاق، وقال إن جميع البلاد مغطاة بـ(3G) و(2G) وستستمر الخدمتان حال إطلاق خدمة الـ(4G)، باعتبار أن خدمة (3G) تشمل بالإضافة لسعات الإنترنت المكالمات الصوتية، ولن يتم التخلي عنها خاصة وأن عدد الهواتف التي تستخدم خدمة الـ(4G) داخل شبكة “زين” لا يتعدى الـ(400) ألف هاتف، وهناك مليون و(800) مشترك يستخدمون الإنترنت من جملة مشتركي الشبكة البالغ (12) مليونا.

4
“جاهزون للخدمة”
وعن سياسة الدفع بالموبايل قال عروة إن البلاد تأخرت أربع سنوات عن العالم بعد إعلانها للخدمة وإيقافها، مبيناً أن سبب إيقافها يعود لبيروقراطية الأجهزة المعنية وأن النظام المركزي لديه خلاف حول الخدمة وقال: حتى تتضح الرؤية نحن كشركة جاهزون للخدمة، مشيراً إلى أنها ستستهم في دخل البلاد القومي خاصة من ناحية تحويلات المغتربين التي تعود على الاقتصاد بالعملة الصعبة.

5
استثمار الأرباح في الداخل
وحول الشركة الكويتية المالك لأسهم “زين” يقول عروة: الاستثمار الكويتي في السودان من أكبر الاستثمارات العربية، وعن تحويلات الأرباح قال عروة إن أرباح زين لا تتعدى الـ(18%) مبيناً أنه منذ العام 2008م لم تحول الشركة دولاراً واحداً خارج البلاد، مشيراً إلى أن جميع الأرباح يتم استثمارها في الداخل من أجل تطوير الشركة ولم تتم أي تحويلات خلال السنين الماضية، وأضاف: ما قاله وزير المالية عن أن شركات الاتصالات تقوم بتحويل الأموال للخارج لا ينطبق على “زين”.

خضر مسعود
صحيفة اليوم التالي