مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : إقالة ولاة


٭ طرفة على (واتساب) تقول إن رجلاً تقدم لخطبة فتاة، أهلها سألوه شغال شنو ؟ قال: الصباح مع أخوي، وبالمساء مركلس .. سألوه طيب أخوك شغال شنو؟ أجابهم بالصباح مركلس وبالمساء معاي؟ وقريباً من ذلك الخطيب حال (بعض) الولاة، رغم أن المظهر العام لا يوجد واحداً منهم (مركلس) والإيحاء العام أن جميعهم (شغالين) و(مشغولين).
٭ أياماً معدودات تفصلنا عن ثمانية أشهر بالتمام والكمال هي عمر الولاة الحاليين في الحكم، وفي تقديري إنها فترة لا بأس بها، وجديرة أن يتم من خلالها تقييم العمل الذي قام به الولاة، وقد تبقى الربع الأخير ليكملوا عامهم الأول.
٭ المتتبع لمسيرة عدد من الولاة يلحظ بطء إيقاع حركتهم وتفاعلهم مع قضايا الولاية، رغم أن المواطنين بكل الولايات تفاءلوا خيراً بالترشيحات الجديدة، لجهة أن الولاة من خارج ولاياتهم عدا ولايات (شمال كردفان، وسط دارفور، والنيل الأزرق).
٭ لم يقدم عدد من الولاة أفكاراً جديدة، بل لم يطور بعضهم القديم، ناهيك عن تقديم مبادرات وأفكاراً خلاقة من الممكن أن تضفي حيوية في الولاية المعنية .. عدد من الولايات توقفت فيها المشروعات، ولايغرنك ياعزيزي ما تسمع به من افتتاح مشروعات جلها لا ترقي لأن يقص (شريطها) الوالي نفسه.
٭ مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الولاة ، و(بعضهم) لا يستشعر عظمتها وحجمها، كنا نتعشم أن يعلن والياً أن ولايته ستركز على محصول أو منتج أو صناعة بعينها، أو يقدم خطة صريحة بذلك الخصوص.. قلما تسمع والياً يطرح فكرة زيادة المواعين الإيرادية عبر مشروعات واستثمارات وليس (جبايات).
٭ كثير من المشروعات متكررة ومستنسخة، ويحاول بعضهم أن يطبقها في ولايته (كسر رقبة)، حتى وإن كانت لا تتلاءم مع ثقافة وطقس ومجتمع الولاية المعنية .. كما أن واحدة من المشاكل الحقيقية في الولايات هو إنفراد الولاة بالقرار.
٭ ومن أسباب تمدد الولاة على حساب المؤسسية هو الشعور الذي تملكهم كونهم معينين بواسطة رئيس الجمهورية، فجاءت عدد من حكومات بعضهم ضعيفة وهشة في تكوينها، وضمت عناصر أسهمت في إضعاف الوالي نفسه.
٭ لا بد من وسيلة تكبح جماح الولاة وبسرعة، ولا يقول لي أحدكم أن المجالس التشريعية عينها على حكومة الولاية، فحتى الأصوات بداخلها عندما تحاول أن تُقوِّم مسار الحكومة يتهمونها بموالاة الوالي السابق، ولدي نموذج لولايتين لاداع لذكرهما، بل إن واليان مشغولان بسلفهما أكثر من إنشغالهما بتسيير شؤون الولاية.
٭ لا نريد ولاة يكثرون من الحضور للخرطوم ، لأنهم (عزابة) في ولاياتهم ، فهذة مشكلتهم الشخصية ولا ذنب لأهل الولاية فيها، وسبق أن وجه النائب الأول السابق أحد الولاة بعدم الإكثار من القدوم للعاصمة.
٭ لكن التنبيه الحقيقي الذي نريده أن يفهم الولاة أن إقالتهم أسهل من رفع الدعم عن أي سلعة.