تحقيقات وتقارير

وفد سوداني في واشنطن: الزيارات البرلمانية بين السودان وأمريكا .. هل تنجح ولو لمرة واحدة ؟


“وفد أمريكي يزور الخرطوم” أو “وفد سوداني يزور واشنطن لتطبيع العلاقات” ما عادت تشكل هذه الأخبار عناوين بارزة لدي أهل الصحافة والسياسة ليس لتكرارها وانما لفقدان الامل بإمكانية إحداث تغيير حقيقي في علاقة السودان والولايات المتحدة الأمريكية المتجمدة منذ فترة طويلة.
المبعوث أو وزارتا الخارجية السودانية والامريكية لم تتمكنا من تطبيع العلائق بالشكل المطلوب منذ أكثر من 20 عاماً فبدأت وفود الكونغرس تحضر الي الخرطوم في زيارات متقطعة للتعرف على الأوضاع بصورة أقرب باعتبارها أحد العناصر الأساسية في اتخاذ أي قرار إيجابي نحو علاقة واشنطن بالخرطوم غير أن اللافت دخول القطاع الخاص في ترتيب زيارات تصوف بحسب مراقبين “بالمبهمة”.
أمس الأول فوجئ البعض بأن وفداً برلمانياً سودانياً اتجه الي واشنطن في زيارة غير معلنة لعقد لقاءات مع عدة جهات أمريكية بهدف تحسين العلاقات والتطبيع مع الولايات المتحدة. الوفد يقوده رئيس البرلمان بروفيسير إبراهيم احمد عمر يرافقه رئيس البرلمان الأسبق إبراهيم الطاهر ومعهما رئيس لجنة العلاقات الخارجية محمد مصطفى بترتيب من ذات المعهد الذي كان قد رتب زيارة وفد الكونغرس الأمريكي الي الخرطوم.
والآن يلتقي هذا الوفد بمراكز قرار مهمة في الولايات المتحدة ولكن هل من نتيجة؟
رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان محمد مصطفى قال لـ(السوداني)ان لقاءاتهم ستتواصل حتى العاشر من فبراير وان زيارة الوفد البرلماني تأتي في إطار خطة مع عدد من أعضاء الكونغرس “ستستمر الي حين وصول الطرفين لتفهمات” مضيفاً انها استكمال لجهود سابقة تمت تهدف لتوضيح رؤى السودان حول بعض القضايا المهمة وقال انهم اوضحوا موقف السودان حول بعض المواضيع بهدف اعادة رسم صورة جديدة للعلاقات لافتاً الي انهم خاضوا في بعض القضايا الاقتصادية ومدى تأثر السودان من الحظر المفروض. الزيارة ليست في واشنطن فقط بل تمتد الي نيويورك مما يدل على ما قاله مصطفى ان البرنامج واسع ويشتمل قطاعات مختلفة.
وفد الكونغرس الأمريكي الذي زار الخرطوم نوفمبر الماضي رفض الإدلاء باي تصريحات صحفية في نهاية زيارته، كان قد استفسر وزارة الخارجية بشأن العلاقة مع جمهورية السودان، والحوار الوطني والعقوبات الاقتصادية، كما ان الخارجية نقلت للوفد الامريكي تعرض السودان لتشويه صورته في الصحافة لعالمية بابراز السلبيات والتغاضي عن الإيجابيات والانجازات المحققة، وأكدت له انها لا تمانع من زيارتهم الي المناطق التي يرغبون في الاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها.
رغم ما يراه البعض من ان التطبيع بين البلدين مستبعد في ظل الظروف الحالية الا ان البعض الاخر يرى في تحريك البركة الساكنة امرا ايجابيا.
فرغم التجديد السنوي بوضع السودان ضمن القائمة السوداء الخاصة بالدول الراعية للإرهاب الا ان هناك مؤشرات ايجابية تتمثل في استثناء بعض الآلات والمعدات والأجهزة من الحظر المفروض وبروز أخبار إيجابيه تتمثل في خروج السودان من قائمة الدول المهددة بحروبات لعام 2016م وهي من القوائم النادرة التي يُستثنى فيها اسم السودان من القوائم السيئة التصنيف، إبراهيم أحمد عمر الذي كان قد ابدى في وقت سابق ان زيارته الي الولايات المتحدة ليست ناجحة يبدو انه اكثر تفاؤلاً هذه المرة، فالوفد التقى أمس برئيس اللجنة المناوبة للجنة الشؤون الخارجية كار باس وتناول اللقاء موضوعات أكثر تحديداً.

لينا يعقوب
صحيفة السوداني