جمال علي حسن

ملء فراغ العطلة الصيفية.. ليس ترفاً


نهاية هذا الشهر ومنتصف الشهر المقبل تقريباً تبدأ عطلة المدارس الصيفية.. وهي من ناحية تربوية فترة راحة مهمة لطلاب المدارس من رهق التعليم و(تنشنة القراية) لكن سرعان ما يتحول الفراغ بعد أسبوع الراحة الأول إلى مصدر انزعاج للكثير من الأسر بسبب شعور أبنائهم بالملل، و(عدم الموضوع) مع غياب تام لاهتمام الوزارة والدولة بطلاب المدارس في فترة العطلة الصيفية في واقع تتزاحم فيه شباك الصيد لاستغلال واستثمار فراغ الشباب والطلاب خاصة المراهقين منهم من طلاب الثانويات بواسطة برامج انحراف سلوكي وإخلاقي يبدأ بديناميت الإنترنت وينتهي بقذائف الحشيش وعوالم (الكبتاجون) و(الشاشمندي) ..
رسالة في بريد جنة الشوك قبل أسبوعين من العم قسم الله محمد علي – كما وصف نفسه – يطلب مني مناقشة قضية العطلة الصيفية وحث الدولة على استثمار طاقات الطلاب في برامج أو حملات تكون مدرجة أصلاً ضمن ميزانية الدولة مثل حملات إصحاح البيئة وتحويل الميزانيات المخصصة لها كمكافآت للطلاب الذين يقومون بتنفيذها، وقد أشار في رسالته إلى تجربة صينية قال إنها تمت في ثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضي بعد أن انتشر الذباب في بلادهم بصورة هددت صحة المواطنين، فما كان من الحكومة الصينية إلا أن أطلقت إعلانا بأن من يحضر عشر ذبابات ميتة يمنح مبلغا من المال، وفي أقل من شهر تم القضاء علي اكثر من 90% من الذباب دون استعمال مبيدات أو تعيين عمالة وسيارات وكل ما يتبع حملات المكافحة من بنود صرف.
ونقول لعمنا قسم الله وبغض النظر عن طريقة الصينيين في معالجة المشكلة والتي أشرت إليها في رسالتك لكن المبدأ صحيح ومطلوب.. مبدأ تخصيص جزء من ميزانيات الحملات كحملات إصحاح البيئة مثلاً ومواجهة فصل الخريف وموسم فيضان النيل أو أي عمل آخر في مشاريع إنتاجية زراعية أو غيرها وتوجيه هذه الميزانيات المرصودة أصلا ًفي برامج عمل صيفي لشرائح من الطلاب حسب رغبتهم بشرط إنجازهم للعمل المطلوب مما يحقق هدفاً مشتركاً بين الدولة والمجتمع بحيث يساعد مثل هذا العمل هؤلاء الطلاب في تخفيف العبء عن أسرهم في ظل الضغوط المعيشية وفي نفس الوقت يكون بمثابة استثمار جيد لطاقاتهم في العمل مع تعميق إحساسهم وانتمائهم الوطني وتربيتهم على العمل والانتاج .
استثمار العطلة الصيفية لا يجب أن تعتبره الحكومة موضوعاً مترفاً بل يجب رعاية هذا التوجه من القيادة العليا للبلاد من باب أداء دورها المقتسم مع الأسر وأولياء الأمور في حماية المجتمع وحماية هؤلاء الشباب والطلاب من مخاطر الفراغ ووقايتهم من مشكلات العطلة الصيفية من جهة ثم الاستفادة من هذه الطاقات وتنميتها وتطويرها .
وهناك برامج وأنشطة أخرى كثيرة لتنمية المهارات الثقافية والرياضية والإنتاجية والتدريب والتأهيل يمكن طرحها وتنفيذها بإشراك قطاعات المجتمع المختلفة بعيداً عن الاستثمار السياسي أو أي نوع من أنوع الاستغلال إلا لمصلحتهم ومصلحة الوطن المباشرة .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.