أبشر الماحي الصائم

عاد الجاز.. متى يعود الشيخ


عودة الدكتور عوض أحمد الجاز إلى المشهد الحكومي على متن القرار الجمهوري الأخير، الذي قضى بتولي الرجل الإشراف على ملف العلاقات السودانية الصينية، عودة بدرجة مساعد رئيس، عودة الجاز أشعلت الهواجس وأعادت إنتاج الأسئلة القديمة الجديدة، بحيث لا تزال الإجابة معلقة على جدران المجهول، والسؤال هو الآخر لا يزال مطروحا برغم مضي هذا الوقت المضني الطويل.. كما حيرة المتتبئ ذات رغبة سلطوية.. أطول طريقنا أم يطول!! والسؤال الذي يراوح مكانه.. ما هو السبب الذي جعل حزب المؤتمر الوطني وبضربة واحدة أن يدفع بشيخ علي والجاز ونافع وأسامة إلى خارج الحلبة!! ولما تغيب الإجابة القاطعة تحضر التكهنات وبكثافة، فبعضهم يومئذ قد ذهب إلى أن هذه (اشتراطات إقليمية) حتى يعود السودان إلى محيطه العربي!! وقال نسوة في المدينة إن المؤتمر الوطني بهذا التغيير يراود شقيقه المؤتمر الشعبي!! وقال بعض الذين لهم علم من كتاب المؤتمرات.. إن فتية في المدينة من شباب الإسلاميين قد شكلوا لوبي للضغط على الكبار، بأن الذين قضوا ربع قرن على مسرح الأحداث يجب أن يرحلوا الآن!! وقال (خبيث المدينة) إن الذين ينتمون إلى أعالي الأنهار قد تخلصوا من الذين ينحدرون من أسافلها !!
* والناس والميديا على تلك الحيرة، حتى جاء الجاز محمولا على متن قرار جمهوري شاهق، ذلك لدرجة الأشعار القديمة.. ألا ليت علي عثمان يعود يوماً فأخبره بما فعل الزمان!! ففي الأخبار أن شيخ علي الذي اتخذ من دونهم مكاناً شرقيا.. في مزرعة قصية بمشروع السليت، أصبح غير حريص على حضور ما بقي له من مناشط على زهدها، وهو يسجل غيابا عن معظم جلسات المكتب القيادي وجلسات المجلس الوطني!! يغيب الرجل الرمح وتحضر الأسئلة القلقة، هكذا عودنا الرجل في الدراما السياسية.. فلئن استعصم بالصمت كتب الآخرون مقالات جديرة تحت عنوان (يقلقني صمت علي عثمان)!! وإن تحدث بصوت عال تزداد وتيرة القلق عند الإسلاميين، ولئن لاذ بقصر منيف انفتحت الهواجس على مصراعيها.. ولئن لجأ إلى مزرعة قصية.. زرعت المقالات من ذوات السبع نجوم.. الإسلاميون يدفعون بآبائهم إلى المجهول!! فعلى الأقل أن علي عثمان يصغر سنا دكتور الترابي والصادق المهدي ممن يمسكون بمقود أحزابهم.. ذلك مما يجعل الرجل مؤهلا بأن يمسك بدفة (مجلس تشخيص النظام)!! على أقل تقدير!!
* على أن عودة الجاز تفتح شهية أسئلة مشابهة عديدة.. هل سيعود دكتور نافع يوما قريباً غريبا.. كأن يكون مشرفا على ملفات المناطق المأزومة !! طالما يصر كثيرون أن يضعوا رجل (تميد النافعاب) في أتون الأزمة والأزمات !!
* هل وصل بعضهم إلى قناعة (أن الحال لن ينصلح إلا بما صلح به الأولون).. أن نأتي بالأولين الأخيار!! ثلة من الأولين وقليل من الآخرين حتي نصل إلى الخلطة السحرية!! على أن ثمة خلط حدث لا محالة في إدارة الدولة تحت غياب الأثر القديم.. لدرجة أن بعضهم قطع بألا توجد طرقا أصلا وإنما الطرق تصنع بالمشي!! والجماهير في المقابل تحمل على متن البيت الأثير.. ومشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها.. وبعاميتنا (وراك والزمن طويل)!! وليس هذا كل ما هناك !!