لبنى عثمان

محطة لقاء


أقول لك إيه عن الشوق؟.. لا أدري..
أنهكتك حقائب السفر.. هدكَ الترحال من محطة إلى أخرى.. من نبضة إلى دقة قلب من داخل شريان إلى مخرج وريد.. من آهة ألم إلى زفرة وجع..
أقولك إيه عن الشوق..
صعب علي أن أشطب من ذاكرتي ذاك المكان الجميل.. الذي جمعني بك.. وتلك المشاوير الرمادية.. تحت زخات من النظرات والابتسامات الفرحة..
لا أستطيع أن أقتلع نفسي من ذلك المكان الخرافي.. فما زلت فيه أرقب وصولك بشوق الدنيا.. لتعيد إليّ تلك الصور الخرافية وذلك المشهد التاريخي.. مشهد يشبه سيرة الحياة الأبدية.. يعبث بالتاريخ وبالأحلام وبالقصص الوهمية.. كنت فيه للحظة (سندريلا) تنتظر (أميرها) وكنت تارة أخرى (أميرة) يحرسها فلول (أقزامها).
وأصبح ذلك المكان بعمق ألوانه يليق بتلك القصص الرومانسيه.. (وبي)..
(الشوق).. (الشين) ثم (الواو ) ثم (القاف) جميعها مصدر.. وهي جمع أشواقي..
الشوق.. (نزوع النفس وحركة الهوى).. نزوع نفسي إليك.. وحركة هواي نحوك تُحول الفراغات تسبب الرياح..
والرياح تُحرك الغيوم والغيوم تنشأ من البحر.. أنت البحر الذي أسبح فيه وينشئ غيومي.. أنت الرياح التي تحرك غيومي نحوك.. ولكنك لست الفراغات التي تسبب غيومي.. أنت امتلاءات الزمان والمكان.. ولدت في الدم المتقاسم بين عروقنا.. ولدت مع أول حرفين من اسمينا..
أنت الحضور الدائم المبهج.. فذِكْرُكَ طمأنينة وطلتك رحمة.. هذا المكان في قلبي أصبح محجوزاً باسمك.. باختصار أجمل الوقت هو أنت!!
أنا أشتاااقك وأنت على الدرب تسافر إليّ.. وتراني قد فرشت عُمري وقلبي أرضاً لك.. وجعلت روحي طيراً يظلك غمامة وتحيطك هالة نور وعطر وسحب ممتلئة بالخيرات تلك هي دعواتي لك..
كم بقي على وقت لقائنا؟ فلقاؤنا ميلاد جديد للفرحة..
اعذرني فلحضورك طعم بلون الغياب.. ولغيابك شوق لا أكاد أطيقه.. أحبك هكذا.. فتقبلني هكذا..
ومن دون وعي مني أجدني دائماً أمر بدفتري أُقلب فيه أسكن فيه لحظات بل ساعات وربما عمراً.. لكنها لا تكفي لأعلن لك أنك الأغلى.. وأُعلن أنني امرأة من الوجع الجميل وأن رائحة كلمات ذلك الدفتر تظل عالقة في صدري.. كلما مررت به انتبهتُ وارتجف القلب منه وتذكرت أني أدعوك بكل خفقة من قلبي أن.. تــــــأتي..
أتــــأتي
أتأتي؟ ربما لو أتيت لماتت كل الكلمات على شفتيّ وسقطت وتبعثرت في مسافة بيني وبينك..
بيننا محطة لقاء..
أتأتي؟.. ربما لو أتيت لفضحتني عينايَ.. لعرفت شوقي إليك في لهفة سلامي.. وحر.. لقائي..
أتأتي؟.. عندما يطول بك الليل وتكون في شوق لقراءة كلماتي.. ويدفعك الحنين لرؤية أوراقي المبعثرة..
أتأتي.. عندما يطول انتظاري لك على شُرفتي.. عندما يدفعك الحنين والشوق لرؤية وسماع تغريد عصفوري الصغير..
أتأتي.. عندما نكون في حاجة للاستراحة في ركننا المفضل..
عندما نكون في حاجة للصلاة ومن ثم الدعاء وكلانا يرجو.. أن يأتي اليوم الذي نأتي أنا وأنت فيه.. إنها دعوة مفتوحة لكلينا..
مقطع شوق
أشتاااقك.. فأنتظرك.. في كل لحظاتي ومشاعري وأمزجتي.