تحقيقات وتقارير

ختان الإناث.. معاً من أجل طفلات سليمات ونساء آمنات.. جهود مكثفة


لا يزال الجدل حول تجريم ممارسة ختان الإناث محتدماً، ولم يصل المتجادلون إلى نتيجة سيما أن الحكومة المناط بها الحفاظ على حياة مواطنيها في حال تعرضهم للخطر، وظل القانون الذي يعده الخبراء والمناصرون والمدافعون عن حوق الأطفال مهم لحمايتهم لا يعاقب كل متسول له نفسه العبث في أجساد خلقها الله سليمة خالية من كل العيوب.

وباسم المسؤولية والرعاية الوالدية، وبمناسبة اليوم العالمي للتخلي عن ختان الإناث ومناصرته أقام مركز سيما للتدريب وحماية المرأة والطفل، بالتعاون مع صحيفة الجريدة ندوة تحت شعار: (معاً للقضاء عن ختان الإناث من أجل طفلات سليمات ونساء آمنات) أمس الأول بمقر الصحيفة، ماذا نحتاج وبماذا يفكرون؟

تغيير في الممارسة
بالنسبة لمدير مركز سيما للتدريب وحماية المرأة والطفل ناهد جبر الله أن التخلي عن ختان الإناث أمر ضروري، لكنه يحتاج لمجهود كبير جداً. وتضيف: “الوضع خطير ويحتاج لمزيد من المناصرة، ورغم التحدث عن انخفاض نسبة الممارسة وسط المجتمع إلا أننا نحتاج لبذل مجهودات أكبر حتى نصل إلى ما نصبو إليه، لافتة إلى حدوث تغيير واضح لكنه دون الطموح”. وقالت: “من خلال المتابعة وجد أن هناك تحولات فقد تغير الناس من النوع الأكثر خطورة إلى الأخف منه أي من الختان الفرعوني إلى السنة، وهذا ليس الطموح ولا المبتغى”. وتابعت: “ما نريد هو التخلي التام عن الممارسة التي تتنهك حق تلك الفتاة وتعرض حياتها للخطر”.

موقف رمادي
وقالت ناهد: “إن أهم إنجاز حقق في هذا الشأن كسر حاجز الصمت، وأصبح الحديث فيه مشروع ومباح بعد أن كان ممنوعاً، وبحسب مدير مركز سيما أنه مجهود كبير، لكنه لا يزال يحتاج لمناصرة وإرادة سياسية وبرنامج ورؤية واضحة، لأن موقف الدولة فيه إشكالية وليس بالقوة الكافية. وأرجعت ذلك لعدم تفعيل الآليات، فضلاً عن أن الطريقة التي تعمل بها الحكومة فيها محاباة ورمادية الموقف، لأننا نحتاج لقانون يمنع ممارسة جميع أنواع الختان وإعادة الختان دون تمييز وآليات تنفذ.

تنفيذ الاستراتيجية
طالبت ناهد الدولة بخطو خطوات سريعة وجادة للوصول للهدف والاستفادة من الاستراتيجية التي وقعتها أميرة الفاضل في (2008) التي وعدت بخلو السودان من ممارسة ختان الإناث بحلول (2018)م، ولم تبارح الأدراج من ذلك الحين. وقالت: “بات الأمر في عداد المستحيل، سيما أن العام المنشود صار قاب قوسين أو أدنى، ورغم أن حملة سليمة أحد المكونات الجزئية الموجودة في الاستراتيجية، لكنها لم تفعل بالكامل”. وأضافت: “ما نحتاجه وجود إرادة سياسية وفي ظل غيابها لن نستطيع التطبيق، ورصد وتابعة ومراقبة الممارسة في المجتمع والجهات التي تقوم بذلك، بالإضافة إلى رفع الوعي وسط المجتمعات”.

ممارسة في الخفاء
فيما لفتت القابلة ماما قمر إلى أن القابلة يمكنها ممارسة عملها دون (شنطة) وبعيداً عن اعين المسؤولين، في حال عاقبتها الوزارة وسحبت ترخيصها، لذلك تقول من المهم الاقتناع بعدم الممارسة، سيما المجتمع لأن الختان لا يحفظ ولا ينظف الفتاة كما هو شائع، منبهة إلى التربية والأخلاق الحميدة التي تغرسها الأسر في بناتهنّ هي ما تحميهنّ وتصونهنّ من خطر الوقوع الزيلة. وأشارت ماما قمر إلى انحسار دور الحبوبات في شؤون الأسرة. وقالت: الأسرة أصبحت نووية بات دور الحبوبات ضعيفا بل أصبحنّ لا يتدخلنّ في شؤون أسرة أبنائهن أو بنتاتهن، وأصبح القرار للوالدين المباشرين، مشيرة لتحمس القابلات بنسبة (75%) عن التخلي، خاصة بعد تأديتهنّ القسم لعدم القيام بذلك. وأردفت: لكن نجد أن هناك اختصاصي نساء وتوليد وجراحين يقومون بذلك في عياداتهم الخاصة وباتوا أخطر من القابلات المعروف عنهم الممارسة.

زهرة عكاشة
صحيفة اليوم التالي