مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : خسارة قيادات بالوطني


٭ قبل سنوات زرنا جنوب دارفور عندما كان علي محمود والياً وحدث له خلاف مع قيادات بالإدارات الأهلية ، وحاول القيادي بالسلطة الانتقالية لدارفور – وقتها – المهندس إبراهيم مادبو التوسط لحل المشكل.. وكان محمود أعفى وكيلي ناظر الفلاتة والهبانية، كنا حضوراً للقاء مادبو مع الهبانية.. حاولت كسر الأجواء قلت لوكيل الناظر (غايتو بكلم الوالي يعيني محلك).. ضحك كأنما لم يضحك من قبل، وقال (خلينا من الحكومة لو الأهل وافقو بيك أنا موافق).
كان وكيل الناظر واثقاً من نفسه فوق المعدل وهو الذي يتكئ على سند أهله والقواعد وليس السلطة.. تذكرت تلك الواقعة وعصر أمس كان القيادي حسن عبد الله برقو يسلم فريقاً رياضياً كاساً في الميدان التابع لفريق الرئيس البشير بحي كوبر الشعبي.
٭ وقفت قيادات بالوطني – معلومة لدى البعض – في وجه برقو وحالت بينه والحزب، وهو كان أحد قياداته الشابة، لكنها بالطبع فشلت وعجزت أن تحول بينه وأهله، مثلما عجز علي محمود وقتها بأن يحول بين الناظر والقاعدة.
٭ حاولت قيادات بالوطني – وبعضها دارت عليه الدائرة الآن – قطع الطريق أمام مساعي برقو في الإسهام مع الآخرين في حل مشكلة أهله ولإيمانه بأن (الجمرة بتحرق الواطيها)، لم يتمرد كما كان يتمنى البعض وعاد يبشر بالسلام من داخل المعسكرات بدارفور وليس من داخل (المكاتب).
٭ ترك برقو المركز ونزل إلى القاعدة والتي رفعته أعلى من المرتبة التي رفعه لها (الوطني) من قبل، وترأس لجنه قبل أكثر من عام، عملت في صمت ونظمت دوري في كرة القدم بين معسكرات النازحين بكل ولاية، وفي المرحلة الثانية تم تشكيل منتخبات ولائية، ثم تبارت منتخبات ولايات دارفور الخمس، وفازت شمال دارفور بالكأس.
٭ تم اختيار منتخب قومي للنازحين من البطولة، وأشرف على العملية الفنية الكابتن السفير علي قاقرين (نائب برقو باللجنة) التي شكلها رئيس سلطة دارفور د. التجاني سيسى وتعامل معها بعيداً عن الأجندة.
٭ وصل فريق النازحين للخرطوم، التقط جهاز الأمن قفاز المبادرة الرائعة وتبارى فريقه معه، وتغلب عليهم النازحون بسبعة أهداف لهدفين وخاض مباراته الثانية مع العلمين بالدرجة الأولى وهزمه بهدف نظيف، وتعادل بهدف مع السلام جبل اولياء وبذات النتيجة أمس مع نادي كوبر (درجة أولى).. فريق النازحين مشروع سلام، وهو عمل حقيقي من القاعدة، كل اللاعبين قادمون من المعسكرات ومعروفون ولا مجال لـ(الخم) الذي يتبعه البعض.
٭ واصل برقو عمله في ملف دارفور فالقضية ليست ملكاً لقيادات بالوطني وظل يرأس شبكة منظمات دارفور الطوعية وعلى تواصل شعبي مع الرئيس التشادي بغرض إلحاق الحركات الرافضة للعملية السلمية. ولم يكلف بملف داخل الوطني ولكن اختارته عشيرته ليكون (سلطاناً) ولعل ذلك يكفيه.