تحقيقات وتقارير

تحالف الأحزاب والفنانين .. مَنْ الكاسب ؟ ومن الخاسر ؟


جدلية علاقة السياسي والمبدع، قضية قديمة وفي كل مرة تتعقد وتصبح شائكة أكثر حتى تحوّلت لجدل وصراع فكري لا ينتهي ولم تحسم نتيجته الي اليوم، وحول من الذي يسعى وراء الآخر وشهد السودان في العقود الخيرة مجاهرة المبدعين بإنتمائهم السياسي، بعد أن كان هذا الجهر يتم على إستحياء وفي الخفاء بالماضي القريب.
الفنان علي السقيد أكد أنه ضد غناء الفنانين للأنظمة ومحاولة تمجيد المبدعين لهذه الانظمة وعزا ذلك الي ان الأنظمة الحاكمة تمضي الي الزوال وكذلك الاشخاص المرتبطين بالسلطة وفقا لسنة التغيير في الحياة ما عدا المبدع الذي يظل ف حالة ثبات شبه دائم من خلال منتوجه الابداعي.وقال: “ذلك يتطلب من الفنان الابتعاد عن سلوك ذلك الاتجاه حتى لا يصير مصنفا ويحصر نفسه في دائرة ضيقة مكبلا بقيود على موهبته التي منحها له الله سبحانه وتعالى ليمنحها لجميع الناس بدون تخصيص”.
وبدوره كشف الشاعر سعد الدين ابراهيم ان الوضع السياسي في البلاد ظل دوما في حالة من الخلخلة السياسية وعدم الثبات وقال الفنان السوداني عندنا يعاني بعض الصعوبة في الكشف عن لونه السياسي وفي دول العالم الثالث ينظر للفنان (بتعال شديد) وفي افضل الحالات يعامله كـ(بوق) يدعم اتجاهه عند الضرورة مشيراً الي ان الحكومات لا تتذكر الفنان الا في المناسبات أو عند اجراء الحملات الانتخابية من اجل استقطاب جماهيرية هؤلاء الفنانين لضمان الفوز.
من ناحيته اكد الفنان صلاح إبن البادية –سابقاً- ان دخول أي فنان معترك السياسة يخصم من اسهمه الفنية كثيرا بدلاً من ان يضيف له وكشف بن البادية عن وجود العديد من التجارب لنماذج من المبدعين من غير ذكر أسماء لكن الجميع بات يعرفهم خسروا كثيراً وندموا بشدة على انخراطهم في أحزاب بعينها ومؤازرتهم لها.
وقال: الفنان الشامل والذكي لا يحصر نفسه في دائرة ضيقة ويؤخر مشاريعه واضاف ان اختلاط الفن بالسياسة من وجهة نظره يعني بالنسبة للفنان النهاية، لأن السياسة (لعبة حقيرة).
إعتبر د.محمد حمدنا الله استاذ العلوم السياسية ظاهرة انضمام الفنانين للاحزاب والاستعانة بهم وبفنهم لمساندة الحزب في الحملات او البرامج السياسية اعتبرها ظاهره عادية وامرا طبيعيا وليس قاصرا على الفنانين وحدهم بل تشمل جميع رموز المجتمع ونجومه في شتى المجالات بل حتى رجال الدين والاندية الرياضية والقبائل وزعماء العشائر والادارات الاهلية.
وأكد د.محمد ان الظاهره تاريخيا في السودان قديمة منذ فجر الاستقلال ومارستها الاحزاب الطائفية مثل حزب الامة والحزب الاتحادي والحزب الشيوعي السوداني استعان من قبل بالشعراء من عضويته وغيرها، هاشم صديق ومحجوب شريف والفنان الراحل محمد وردي وفيما بعد الحركة الاسلامية وظفت الفن بالاضافة للحركة الشعبية لجنوب السودان قبل انفصالها عن الشمال استعانت بالراحلين وردي ومحمود عبد العزيز.
وكشف د.محمد أن الهدف النهائي المراد للحزب تكثيف وتوجيه رسالة معينة (للزول البسيط) الذي لا يُتابع أو يقرأ الخطاب السياسي للحزب او لا يعرف عن برامجه وخططه المستقبلية فيكون الهدف الوصول لهذا المواطن الذي سيقول (أنا أحب هذا الفنان الفلاني) المنضم للحزب لذلك سأصوت لهذا الحزب.

عمار عبد الله
صحيفة حكايات