عمر الشريف

كيف ننصر الله سبحانه وتعالى


قال سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) سورة محمد (7) . وهناك الكثير من الآيات الدالة على نصر الله للمؤمنين وقد حثنا رسولنا الكريم على نصر الله سبحانه وتعالى بنصر دينه ونصر المظلوم ونصر الحق والكثير لينصرنا الله . الحالة التى وصلت لها الامة الاسلامية اليوم حالة يرثى لها والمسلم يرى أعداد المسلمين فى تزايد ويشاهد المساجد تمتلىء لكنها أجسام بدون قلوب وقلوب بدون خشوع اصبحوا لا ينكرون منكرا ولا ينصرونا مظلوما ولا يقاطعون عدوا إعتدى على دينهم ورسولهم ولا يحاربون فسادا .
لقد صدق رسول الله صل الله عليه وسلم عندما قال : ) يوشك أن تداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) .. قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : (لا ، بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ) . قيل : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت؟ ). اخرجه ابوداؤد واحمد . اليوم نرى الأمم تداعى علينا ونحن مختلفين ومتفرقين ونركض خلف الحياة الدنيا ونخاف الموت وديننا واحد ورسولنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ويجمعنا الاسلام . كيف نرجوا نصر الله لنا وكيف نرجوا توحيد صفوفنا . إخواننا المسلمين فى شتىء بقاع الأرضى يقتلوا ويصلبوا ويغتصب نساءهم وينفوا من أرضهم ويشردوا ونحن نشجب وندين حتى الدعاء نبخل به عليهم احيانا ( لا حولة ولا قوة الا بالله ) الى متى هذا الصمت وهذا البعد وهذا الخوف ؟؟
بالأمس بيع رقم هاتف سيار مميز فى احد الدول العربية بأكثر من مليونى درهم وبيع قبلها صقر بأكثر من ستمائة الف دولار ولوحة سيارة بخمسين مليون درهم وكم من حفلة زواج أو عيد ميلاد صرف فيها وكم وكم ..وهكذا فى حين أن هناك شعوب عربية و إسلامية لا تجد قطعة خبز ولا قطر ماء نقى . كيف نواجه ربنا عندما يسألنا عن مالنا فيما أنفقناه . مهما كانت أسباب تلك المزادات الخيالية فنحنوا مسئولون أمام الله فى تلك الأموال وكيف جمعناها وكيف صرفناها . ليس فقط بالتبزير والبذخ وتضييع الأموال بتلك الطرق التى لا تليق بالمسلم لكن هناك أشياء كثيرة جعلتنا نبعد عن نصر الله وهى أكل الأموال بالباطل وإحتكار السلع والمشاريع الإنتاجية والمناقصات الحكومية والواسطة والرشوى والفساد والتسيب فى العمل وحب النفس والطمع والحسد . ليست تلك صفات المؤمن لقد قرأنا فى التاريخ بأن أبوبكر الصديق تبرع بكامل ماله وأن عثمان بن عفان جهز جيوش المسلمين وقت العسرة وأن عمر بن الخطاب تبرع بنصف ماله لنصر هذا الدين وأن عبدالرحمن بن عوف تبرع بقافلتة لفقراء المدينة وأن أبو الدرداح تبرع ببستانه من أفضل البساتين بالمدينة من أجل نخلة فى الجنة وأن عمر بن عبدالعزيز يطوف رسوله بالزكاة من مصر الى الشام ولم يجد فقيرا من المسلمين محتاج لها .
هذا هو الاسلام وهذا هو الايمان بالله والتوكل عليه والاخلاص له و الصبر وعدم الإختلاف بين المسلمين والإقدام على الحق وعدم الإحجام والشورة والرفق بالمؤمنين تلك هى علامة نصر الله لعباده .
نصيحة :
اليوم نحن فى حوجة شديدة الى من يُحيى فينا الإسلام ويجدد فى قلوبنا الإيمان والتوكل على الله ولا غير سواه .