تحقيقات وتقارير

معركة أخرى داخل رواق الاتحاديين تسفر عن توقيف إشراقة على ذمة محاسبة تنظيمية.. سبقتها بادرة تفلت نادر وسط البيت الختمي “السياسي” حول السلطة لا القضية.. هل تناسوا إرث الإنجاز الوطني؟ صراعات الأشقاء


صمتت الضجة العالية للمعارك الكلامية التي شهدتها أروقة الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” واستقر الحال بأكثر من تيار يتبنى رؤاه ومقاصده للممارسة السياسية، فيما بدأت معركة أخرى داخل رواق الاتحاديين بزعامة الدقير، أسفرت حتى الآن عن توقيف مساعد الأمين العام للحزب ووزيرة العمل السابقة إشراقة سيد محمود على ذمة محاسبة تنظيمية بواسطة لجنة كونها المكتب السياسي للحزب، يختلف الصراع في أروقة الحزبين الذين يمثلان التيار الأعرض في صفوف الاتحاديين حتى الآن بتقريب قد يخطئ ويصيب، ولما يربو على العقدين ونيف ظلت معظم “الاعتلالات” تدور في أعضاء الجسد التنظيمية لا القضايا الوطنية، ويتناسى الاتحاديون في غمرة انشغالهم بإرث صراع الأشقاء، تناسوا إرث الإنجاز الوطني.

بإمكانكم ملاحظة الصراع حول كراسي السلطة في الاتحاديين الأقرب للحكومة مثلما هو دائر الآن في الحزب الاتحادي “الدقير”، بصورة أوسع ولا يمكن إغفال التفلت “النادر” في وسط البيت الختمي “السياسي” بين السيد الحسن والسيد إبراهيم الميرغني، القضايا تبدأ في الحرث في بحر التأسي على ضياع مبادئ الحزب، لكن في الحقيقة هي تعبير مغلف عن قضايا تتصل بالمحاصصة، فالسيد الحسن الميرغني استدار موقفه السياسي عكس عقارب ساعته الزمنية القديمة التي كان يتبنى فيها قضايا للإصلاح، لدرجة خرجت فيها صحف الخرطوم بتوقعات أن ينشق عن والده السيد محمد عثمان الميرغني ويكوّن حزب لا يحمل نسخة الطائفة.

الحسن خيب كل الرجاءات وجاء محمولا على كتف منصب مساعد أول رئيس الجمهورية. لم يكتف بذلك فقد امتدت رجلاه لداخل حرم الحزب بتفويض بالرعاية الكاملة للنشاط والموقف وإزاحة كل الستارات من أمامه وإن كانوا من عتاة قيادات الحزب ومناضليه الأوائل، والنتيجة النهائية “خلاف حول السلطة لا القضايا الوطنية”.

الأستاذة إشراقة سيد محمود هي الأخرى تخوض معركتها تحت بند المبادئ المشار إليه، بتسمية صريحة لحزبها بأنه أصبح إحدى الشركات الخاصة لأمينه العام جلال الدقير. تقود إشراقة ثورتها بلا وقود، ربما، وتسعى لتعبئة قطاعات وجماهير حزب ترفض الدخول في معركة خاسرة. برأي البعض أن إشراقة وإن اختلفت في سطح الأحداث مع قيادة الحزب فهي الأخرى لا تختلف في سنيها السابقات عن ذات الممارسة المرفوضة.
ويبدو الاتحاديون بعيدين، بالنسبة للبعض، عن الفعل الوطني الذي تعتمل فيه قوى تسعى للتغيير. فمن أقصى المعارضة يرفع المؤتمر الشعبي بمساندة الحزب الحاكم ويعلي من قدر عملية الحوار الوطني كآخر ما تفتقت عنه الآلة الوطنية إلى أن وصل به لمنسوب طموحاته المأمول، بينما تتمترس أحزاب المعارضة بمقدمة حزب الأمة ومكونات اليسار وغيرها في خانة مرضية للجماهير حتى الآن وإن شوشت عليها الحكومة، بعيدين وخارج الأرضية السياسية الفاعلة، ويطوف السيد الحسن في القاهرة يبحث عن مرفأ آمن ربما لا يجده. وفي مكان آخر يتسرب بين جلسات الحضور أن الاتحاديين لا يقوون حتى على اتخاذ قرار بالسماح للسيارات المستعملة بالدخول..!!

صحيفة اليوم التالي