داليا الياس

راستا


يتداول الشباب المصطلح أعلاه في إشارة للتعبير عن (الزول التفتيحة) القادر على الأتيان بكل جريء ومختلف.
ولكن (الراستا) الذي سأحدثكم عنه اليوم هو برنامج إلكتروني حديث يستخدم في المختبرات الجنائية لاكتشاف البصمات وفصلها عن بعضها البعض في مسارح الجريمة! مما يجعل التعرف على المجرم صاحب البصمة من السهولة بمكان، حيث أنه يمكن أن يقبض عليه خلال ساعات!!
وبهذا نسوق البشريات للجميع والتحذيرات للمجرمين في بلادي لأن برنامج (الراستا) وغيره من البرامج الإلكترونية المتقدمة بأجهزتها المتطورة باتت جزءاً من الوسائل المستخدمه في عمل رجال الشرطة في التحقيق من خلال المختبر الجنائي الجديد الذي تم افتتاحه مؤخراً.
وإن كنت – عزيزي القارئ – لم تتعرف بعد على هذا الصرح المذهل الذي قدمته لنا قوات الشرطة السودانية مؤخراً في حلته الزاهيه تلك، فإني أنصحك بضرورة الاجتهاد في الوقوف عليه من حيث المبنى والمعنى ليطمئن قلبك، لكون عجلة الإنجاز لا تزال تدور، وليسكنك إحساس بهيج بالزهو، إذ أن هذا المختبر لا يتوفر في أفريقيا ولا في الشرق الأوسط قاطبة وربما لن.
تم إنشاء المختبر تحت الإشراف المباشر للمدير العام لقوات الشرطة تماشياً مع الخطة العامة لإحداث نقلة نوعية في العمل الشرطي.. تبدأ بتأهيل الكادر البشري وتوفير الاستقرار اللازم له وتنتهي بإدخال التقنيات اللازمة لتطوير أدوات العمل.
والمعروف أن الشرطة تظل المؤسسة الأكثر ريادة في تقديم الإنجازات المتتالية اعتماداً على التمويل الذاتي.. وها هي تهدينا هذا المختبر الذي يحتوي على أحدث الأجهزة والمعينات. ويشتمل على الإدارة الفنية، إدارة الأحياء الجنائية، إدارة الكيمياء الجنائية، إدارة الأسلحة والآثار الميكانيكية، إدارة كشف التزييف والتزوير، إدارة الفيزياء الجنائية والجرائم الإلكترونية.
كل هذه الإدارات تقع في مكان واحد، ويعمل بها رجال أكفاء، وتنتظمها دقة في العمل، وترتبط جميعها بشبكة متقدمة، وينساب العمل فيها بسلاسة، وبيئة العمل صالحة ونظيفة ومتقدمة!
وقد شهدنا كل ذلك الإبهار بأم أعيننا، وقُدِّم لنا شرح مستفيض لعمل كل إدارة خلال الزيارة التي قمنا بها مؤخراً بدعوة كريمة من إعلام الشرطة والقائمين عليه بمودة واحترام وفي معية المدير العام.
وخرجنا جميعنا في زهو وحبور.. يسكننا الامتنان والأمل الكبير في أن تنتهي الجريمة في بلادنا وينداح الأمان المطلق.
والجميل في الأمر أن عمل المختبر يرتبط مباشرة بالسجل المدني، بحيث تتوفر كافة المعلومات والبصمات من خلال الرقم الوطني مما يضيق دائرة الاحتمالات.
إذن، هنيئاً للشرطة بمختبرها العالمي الرائع، وهنيئاً لنا ببشريات الطمأنينة، وبئساً للمجرمين الذي ضاقت حولهم الحلقة واستحكمت، وتحية الإعجاب والتقدير لقبيلة الشرطة التي تعمل في صمت وهدوء وتمضي مسيرة إنجازها بثقة ودراية ممرحلة ودقيقة، تقدم لنا دائماً إنجازات تاريخية خالدة ومستمرة تصلح لكل زمان الهدف الأول منها هو خير البلاد والعباد.
تلويح:
المجرمون الأعزاء، احترسوا.. فالمغامرة غير محمودة العواقب.. وما رأيناه يشير بوضوح لحتفكم الأخير.