هيثم صديق

الصحة


* قرأنا عن قرار وزارة البيئة بجعل أدنى أجر للعاملين أربعمائة جنيه ومطالبتها بجعل تعرفة وفاتورة النفايات الشهرية مبلغ (2) جنيه، وتذكرت على الفور طرفة الرجل الذي استدان من آخر مبلغ خمسة جنيهات وجاءه ليطلب منه عشرة أخرى فقال له (هاك الخمسة دي أنت عاوز مني خمسة جنيه قديمة وأنا عاوز منك كده خمسة جنيه نبقى حبايب).
* وزارة البيئة التي ستعطي منسوبيها مبلغ أربعمائة جنيه (بالتمام والكمال) ستأخذ منه مبلغ (ميتين جنيه بس) رسوم نفايات في الشهر.
* مع تأكيد كامل وتام أن الخرطوم اليوم أحق من بيروت بمسك أنفها وهي تغوص في النفايات، إن منظرا واحدا لأكياس البلاستيك على شاطئ النيل يمكن أن يعجل بإقالة أو استقالة كل (عمارة) البيئة في شارع الغابة والمباني الأخرى وما دام أن أكياس البلاستيك بهذه الوفرة والعربات بهذا الغياب فإن كارثة ماحقة تنتظر المواطن الذي سيكون مضحياً بصحته لصالح جنيهاته البقت في (تولا) إن أدرجت فاتورة النفايات مع فاتورة الكهرباء يبقى هذا هو الحل الأمثل مع معقولية المبلغ المستقطع الذي نقترحه بعشرة جنيهات وهو مبلغ مهول إذا ما قورن بعدد العدادات والمنازل.. لن أذيع سراً إن قلت إن بعض الذين يجمعون رسوم النفايات من الأسواق لا يقطعون إيصالاً إلكترونياً بل ولا يريدون ذلك فهم يعتمدون على “مدة” أصحاب المحلات لهم ببعض وبضع جنيهات إذا ما جمعت مع بعضها أصبحت (الـ400) وفر إذا ما كان أحد يوفر في هذه البلاد.
* إن أكبر تحد تواجهه الخرطوم اليوم هو (الصحة) ووزارة البيئة تساهم في تردي أوضاعها وزيادة المرض لما تترك الدور المنوط بها لتشتكي.
* وقبل يومين دشن اللواء نمر عربات وآليات ولكن لم نر شيئاً من ذلك وتلال القمامة لعلها تنتظر القيامة.
* ترى ماذا ستفعل وزارة البيئة إذا ما حققوا لها حلها المستحيل بجعل فاتورة النفايات مائتي جنيه إلا إذا كانت ستهتم بنظافة الإنسان نفسه توفر له صابونة وليفة وتغني له مع أبوداود:
أهم حاجة الحمام
ونظافة الأجسام
والزول يكون بسام
* غداً سيفيض النيل ويبلع في جوفه ملايين أكياس البلاستيك وفي داخلها “مصائب” تختلط بالماء الذي نشرب لنشرب “ما نروى” ويا عطشان والبحر جنبك تتحقق عيان بدلاً من خيال شاعر.
* إن رجلاً معروق اليدين مقوس الظهر أراه صباح كل خميس يجمع القمامة بهمة ونشاط عند تقاطع شارع الحرية مع شارع الزبير باشا ليستحق تكريماً وأن يوضح مثالاً لبعض الذين يجرون خلف عربة النفايات في شارع الزلط يرمون الأوساخ فتجاوز العربة بأكملها إلى قلب الشارع ولقد كادت تسبب حادثاً مرورياً يوماً.