مقالات متنوعة

د.روضة كريز : الوجه الآخر لدواء البنادول!


دواء البنادول Panadol أو الباراستامول في البلاد الأخرى، يعتبر من الأدوية واسعة الاستخدام كخافض للحرارة ومسكن للآلام والأوجاع الخفيفة، ويدخل كمكون أساسي في كثير من وصفات البرد والإنفلونزا. غير أن الكثير من الناس من لا يعرف دواء البنادول وما قد يسببه من أضرار، بل ولا يعرف لأي الحالات الصحية هو مصنوع، وكثير منهم لا يعلم شيئا عن جرعته وخطورته! لكن كل ما يعلمه أنه «مسكن»، فإذا أحس بصداع خفيف أخذه، فينفعه، وإذا أحس بألم الأسنان وأخذه ولم ينفع! فيضطر المريض لأن يأخذ نحو 15 أو 16 حبة يوميا، ولمدة قد تقترب من الأيام الثلاثة، ثم يأتي إلى الصيدلية ويقول: «استعملت شريطين بنادول ولم يسكن الألم!. لا يعلم المريض مدى خطورة ما فعله من تناول 15 حبة بنادول، والحبة بتركيز 500 ملغرام خلال اليوم الواحد، خاصة إذا لم يكن يشرب الماء الكافي خلاله أيضا.

ولا يعلم الكثيرين أن الجرعة السامة للبنادول قد تبدأ من 10 حبات في اليوم لمدة أسبوع، أو 6 حبات يوميا مدة سنة، للبالغين. وهذه الجرعة كافية لأن يصاب المريض بتليف كبدي بعد 12 ساعة، والتي تظهر بشكل واضح في صورة الأشعة السينية خلال 4 أو 6 أيام، بينما الجرعة المميتة للبنادول هي 20 حبة.

لذلك، فإن البنادول في الجرعات المتكررة والمتراكمة من دون عادة شرب الماء الكافي مع الدواء أو خلال اليوم، فإنه سيؤدي إلى انخفاض في الصفائح الدموية عند المريض، وانخفاض في تكوين الكريات الحمراء الدموية في النخاع العظمي، ما يؤدي إلى الأنيميا الحادة. كما أنه سيضعف الجهاز المناعي إجمالا ويؤدي إلى سرعة تعرض المريض إلى هبوط غير طبيعي بمستوى السكر في الدم، والشعور بالإنهاك والتعب لأقل مجهود. لكنه لن يسبب السرطان أو الإدمان، وفق كل التقارير العلمية حوله. بينما سيؤدي إلى تسمم في الكلى والتهاب البنكرياس عند هذه الجرعات وأكثر.

فإذا حصل أن المريض وصل إلى هذه المرحلة من الجرعات العالية لدواء البنادول، فيجب إعطاؤه الدواء المرادف للتسمم، ويقال له «N-acetylcystin أساتيل سيستين» على وجه السرعة. وهو عقار معروف لإذابة البلغم من الصدر، ويستخدم علاجا للكحة! كما أن شرب الماء بجرعات كبيرة تساعد على تخفيف تركيز الدواء في الدم، وتعمل على تسريع طرح الدواء خارج الجسم وعدم ترسب الزائد منه في الكلى أو الكبد. وينصح بألا نأخذ الأدوية الكيميائية بناء على رأي الأصدقاء أو الأهل، ولابد من مراجعة الطبيب، أو الاستفسار جيدا عن أي علاج أو مضاعفاته من الصيدلي، واتباع التعليمات الصحيحة.

وهنا أجد مكانا لأذّكر المتابعين والقراء الأعزاء، أنه في حال تعرض المريض لأن يتناول العلاجات لفترة طويلة، كمرضى السكر أو الضغط أو الكوليسترول، يفضل أن يقوم بعمل نظام غذائي علاجي والخاص بطرح السموم من الجسم، مع المتابعة مع خبراء التغذية العلاجية «Nutrition Therapists»، ولو لثلاثة أيام متتالية من كل شهر. وقد ذكرنا منها في المقالات السابقة.. متمنين للجميع السلامة والعافية.


تعليق واحد

  1. ونحن على وجه السرعة في حاجة إلى المتبرعين الكلى بمبلغ 500،000 دولار أمريكي، والدعوة أو ال واتساب: +919538413928 أو البريد الإلكتروني: nanavatihospital001@gmail.com لمزيد من التفاصيل: الدكتور مارك ويليامز.