أبشر الماحي الصائم

السودان دولة غنائية


* أتاحت لنا أمانة الحوار الوطني منذ فترة قريبة فرصة (للتسوق داخل لجان الحوار الوطني) بقاعة الصداقة بالخرطوم، بحيث تزامن ذلك مع جدل كثيف يدور داخل لجنة الحكم يتمحور حول (وجهة السودان الفكرية)!! بحيث يحتدم الجدل بين المدارس الحزبية الثورية منها والعلمانية والإسلامية، منهم من يقول (بدولة المواطنة) التي يتوارى فيها الدين، ومنهم من يقول بالدولة الدينية.. وآخرون يدعون إلى الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية !!
* بحيث يحظى هذا الموضوع حتى خارج القاعة، بدرجة حساسية عالية من قبل قطاعات الشعب السوداني، فعلى الأقل نحن ننتمي إلى جيل سوداني تربى تحت هدير شعارات.. لا شرقية ولا غربية إسلامية مية المية.. هذا الصوت صوت الشعب وهذا الشعب شعب مسلم..
* غير أن الذي ينظر للسودان من الخارج عبر الفضائيات الحكومية منها والأهلية، لا يملك إلا يضعه بين قوسي (السودانية دولة غنائية)!! لا شرقية ولا غربية.. لا دينية ولا مدنية.. وإلا – يا رعاك الله – إذا أردت أن تتعرف على فلسفة دولة ما سيما تلك التي تزعم أنها على شيء من مشروعية فكرية !! فعليك في هذه الحالة أن تنظر إلى فضائياتها، وستجدنا نخرج من اغنية إلى فاصل غنائي، حينها ستزعم صادقا بأن هذه الدولة ترسخ إلى مفهوم (السودان سلة غناء العالم) ولا شيء غير الدولة الغنائية !!
* حتي في حالة الأزمات والأخبار التي تحبس أنفاس العالم تجدنا نغني ونغني، لدرجة أن أشهر برامجنا قد اتخذ من (أغاني وأغاني) عنوانا!! فلا نملك إذن، والحال هذه، في حالة حدوث أزمة وطنية إلا أن نهرع إلى البي البي سي والجزيرة لنعرف ما يحدث في بلدنا !!
* كانت لي فكرة قديمة جديدة، أعيد إنتاجها اليوم، تقول بأن نتوكل على الله، ونعلن إن (السودان دولة زراعية) ونخلص.. وفي هذه الحالة سيكون أكبر الرابحين هم أهل (المشروع القيمي).. على ألا قيمة لاي بلد وشعب لا ينجز قوت يومه، فلا يعقل أن نستورد القمح الأمريكي ولما نشبع نهتف (بالموت لأمريكا) !!
هنالك حالة واحدة يمكن أن تجعلنا مؤهلين للصعود إلى أعلي مكان والإعلان عن مشروعيتنا.. هو يوم أن (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) !! لا أعرف كم طنا من الغناء نحتاج إلى إنفاقه حتى نتحول إلى حواشاتنا.. ومن ثم نعلن الثورة الزراعية.. لا أعرف.. ولكن الذي أعرفه تماما (الفيه زولين أصلو ما بختلفو)، هو أن الطريق لا يزال أمامنا طويلاً طويلاً جداً.. طولاً يجنن.. ولحظتها لا نملك إلا أن نهمس في أذن الوطن (أريتك تبقى طيب إنت أنا البي كلو هين).. يلا صفقو كلكم!!


تعليق واحد

  1. وليتنا نعرف نغني . بل سلة غباء العالم .. والغناء الصاح والمتعوب عليه اصبح مصدر للعملة الصعبة. فمن الغباء أن نشارك أو نبشر أن السودان سيشارك في مهرجان خارجي بوفد غنائي بأنصاف الالحان وانصاف الدلوكة ووحدها الدكوة تثبت وجودها بالخارج لأنها أصيلة ونبات بلدي . ما معنى أن تشارك أنصاف مدني بمهرجان بدولة قطر يشارك فيه كاظم الساهر والمهندس وعاصي الحلاني ونجوم الغناء من تونس والجزائر .. وتمحنت مدني وولدت نصف فنانه تنتهي أغنيتها بوصول السيرة .. أين سيرة ود الامين وابوعركي وسلم عبدالقادر الفريد .. لماذا نحن لانعرف نختار ونحتار . ونغرف في شبر عرق بصالة القنصلية والمدافسة للحصول على رقم وطني .. وهناك عمل كبير على قدم ووفاق بين منسوبي السفارة لتشييد مسرح جديد بدار السفارة بدلا من مسرح الصفيح المسيخ والمسخن صيف شتاء .. وحده الفن وكرة القدم ونقعد نكورك . وندق ناقوس الخطر قال أ. سوار أن مدة فرقة الجوازات بالسعودية انتهت مدتها وكمية من الغبش واقفين صفوف للجواز الالكتروني . قال صديقي : هي فرقة غنائية ولا فرقة مسرحية. المطلوب ممثلين يخرجون من النص . هذا الوطن يصنع عطره . فوزارة المالية تدعو صباح مساء لجمع الدولارات والدراهم من الخارج .. واغلقت الابواب امام المواطنين الذين يودون الدفع بالدولار مقابل (جواز) أصبح لاطعم له في كثير من الدول وتمت طباعته بالسودان أي بتكلفة معقولة ويباع بسعر يطير العقل .. وأنت مهدد بعدم حصولك على رقم وطني وجواز الكتروني بعد أن وسعت الرواكيب بحوش السفارة.. اوالسبب يعود على أن منسوبي السفارة لايعرفون النسبة المستهدفة من المواطنين لاستخراج جواز ولادايرين يعرفوا .. بقوا عاقلين .