تحقيقات وتقارير

ارتفاع أسعار الذرة.. نقص الكميات المنتجة


كشف مزارعون عن بدء المخزون الإستراتيجي في فتح المطامير لتغطية النقص الذي يواجهه محصول الذرة بسبب فتح الحدود مع دولة الجنوب وقالوا إن أسعار أردب الذرة ارتفعت بصورة ملحوظة، وتوقعوا أن يقل الإنتاج عن العام السابق بنسبة 40% ووصفوا إنتاج الذرة في مشروع الجزيرة بالمتواضع وقالوا إن إنتاج الفدان لم يتجاوز 7 جوالات، وأرجع البعض ارتفاع أسعاره إلى فتح الحدود مع دولة الجنوب لكنهم وصفوا فتح المعابر مع دول الجوار كافة بالإيجابي،

وقال أسعد الضو الذي يعمل بسوق المحاصيل بولاية القضارف إن أسعار الذرة انخفضت عن يوم أمس الأول إلى -585 جنيهاً للأردب بعد أن وصل السعر إلى 600 جنيه، لكنه قال إن أسعار الذرة ارتفعت بعد أن تم الإعلان عن فتح الحدود مع دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن سعر الأردب في السابق كان يتراوح بين 450 – 455 جنيهاً، بواقع 230 جنيهاً للجوال، وقال لـ«آخر لحظة» إن إنتاج الذرة هذا العام انخفض بنسبة 40-30% عن العام السابق، وتوقع أن لا يتعدى إنتاج الولاية 2.5 -3 ملايين جوال بسبب قلة الأمطار هذا العام، وقال إن الإنتاج في العام الماضي كان حوالي 15 مليون جوال، إلا أنه أشار إلى حركة بيع كبيرة يشهدها السوق.
ووصف عضو المكتب التنفيذي لاتحاد مزارعي الجزيرة السابق علي البشرى إنتاج مشروع الجزيرة من الذرة بالمتواضع، وقدّر إنتاجية الفدان في المتوسط بحوالي7-6 جوالات، وأضاف أنه في العادة خلال السنين الماطرة تصل إنتاجية الفدان إلى حوالي الطن، وأشار إلى أن المزارعين استفادوا من مخلفات الذرة خاصة في ظل تراجع المراعي بسبب قلة الأمطار، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الذرة وقال إن فتح الحدود مع دولة الجنوب سيؤدي إلى مزيد من الارتفاع، وأضاف إذا لم يكن هناك مخزون كافٍ لدى إدارة المخزون الإستراتيجي، سترتفع الأسعار، مشيراً إلى وجود فجوة في الأطراف وتوقع أن تصل إلى داخل مدن الجزيرة إذا لم يتم وضع التحوطات الكافية، وقال إن إدارة المخزون الإستراتيجي بدأت في فتح المطامير لتوفير الذرة وإن المزارع في الجزيرة يحتاط لتغطية حاجته ومن ثم يدخل الفائض إلى السوق، وأبان أن المساحة المستهدفة لزراعة الذرة في حدود 600 ألف فدان إلا أنه قال إن بعض المساحات لم تزرع لعدم توفر الري وأخرى خرجت من الإنتاج لاستخدامها عينات تقليدية من التقاوى، مشيراً إلى ارتفاع أسعار العينات المحسنة من التقاوى فلم يتمكن المزارعون من شرائها بسبب ضعف الإمكانات، وشدد على أهمية أن يتم الاستعداد للموسم الزراعي القادم في وقت مبكر، محذراً من أن يكون الأمر مجرد حديث للإعلام فقط، داعياً إلى توفير التمويل مع تكثيفه لصغار المزارعين، وإنزال الأمر إلى أرض الواقع، مشيراً إلى اتجاه أعداد من الخريجين إلى الزراعة، داعياً إلى تمويلهم عبر التمويل الأصغر وتوفير التسهيلات اللازمة، بالإضافة إلى رفع ثقف التمويل الأصغر، داعياً البنك الزراعي إلى تمويل العروة الصيفية في وقت مبكر.
وقال الخبير الاقتصادي عبدالله الرمادي: من حيث المبدأ إن فتح المعابر مع دول الجوار كافة ولا سيما تلك التي تحتاج إلى المنتجات السودانية، فيه دعم للصادرات السودانية وتوقع زيادة عائد الصادرات من العملات الأجنبية، رابطاً هذا الأمر بذهاب الصادرات عبر القنوات الرسمية وليس التهريب. وقال إن فتح المعابر يأتي في وقت تحتاج فيه البلاد للعملات الأجنبية، داعياً إلى العمل على زيادة الصادرات، قائلاً إنها ستنعكس إيجاباً على سعر الصرف بالنسبة للعملة الوطنية لكنه قال في المدى القصير قد يحدث ارتفاع في أسعار السلع العابرة للحدود، مشيراً إلى أنها ستكون خصماً على الكميات المتوفرة محلياً إلا أنه توقع أن يتجاوب الاقتصاد سريعاً مع هذا النقص خاصة وأن الموسم الزراعي على الأبواب فتزداد الكميات المنتجة من الذرة، بالتالي ترجع الأسعار لما كانت عليه، مشيراً إلى أنه في أي إجراء اقتصادي جديد تحدث هزة قصيرة سرعان ما يتم تلافيها ويعود الوضع إلى طبيعته وبصورة أفضل.

اخر لحظة