منوعات

بناء قدرات الشباب.. التدريب على أساس الحاجة.. فرص ذهبية


الدراسة ليست بالأمر السهل، سيما في ظل الوضع الراهن وما تواجهه الأسر من ضغوط اقتصادية شديدة الصعوبة، وإيجاد فرصة عمل لا يقل صعوبة عن التعليم بل هو أدهى وأمر، فهناك كثير من الشباب والفتيات لم يجدوا فرصة عمل واحدة رغم اكمال دراستهم الجامعية، لتصبح شهادات مُعلقة إلى حين.
أما الذين لم تتح لهم فرصة إكمال تعليمهم، فأتتهم فرصة “التدريب على أساس احتياج سوق العمل” ولم يتوان أحدهم في اغتنامها خاصة وأن هناك فرصة عمل بانتظارهم كيف ذلك؟ هذا ما توضحه السطور التالية..

سانحة مناسبة
لم يتسن لـ(منابع أبوبكر عبد الوهاب) التي أكملت تعليمها ثانوي أن تلتحق بالجامعة لظروف أسرية، لكن حين سنحت لها الفرصة لم تتوان في انتهازها، هذا ما أكدته عندما قالت: “بعد أن قرأت إعلانات بلان العالمية المنتشر في الأحياء والطرقات لكورسات مختلفة لم أتوان في التقديم، وذهبت وسحبت الاستمارة التي قبلت على أساسها”، وأضافت: لأن الفندقة والضيافة كانت رغبتي فضلتها على التسويق ودرست برغبة أكيدة في النجاح والمضي قدماً في هذا المجال الذي أعشقه.

مدة كافية
بالنسبة لمنابع فترة الكورس المحددة كانت كافية تماماً، وقالت: “أربعة اشهر مدة الكورس كانت كافية لتعلم مهارات ذلك المجال المهم والحساس، إضافة للدراسة النظرية تلقينا تدريباً عملياً في مناطق سياحية وكان نصيبي منتزه “وسط المدينة”، ثم فندق “تلال الشرق”، وتابعت: “اختلاف طبيعة المكانين ساهم بشكل كبير في صقل خبرتي”، واضافت منابع: “صاحب المنتزه طلبني للعمل بعد التخرج، ووافقت على الفور. ولأنني كنت أحب عملي وأعمل برغبة أصبحت مسؤولة الخدمة هناك وأجري اتفاقات العمل مع الزبائن في حال المناسبات الخاصة”.

تحقيق الحلم
وبعد أن كسبت منابع ثقة صاحب العمل في الأشهر الثلاثة الاختبارية وصارت المسؤولة عن مكتب الخدمة قرر التعاقد معها بصورة دائمة في المنتزه، لكن ممانعة أسرتها وقفت دون ذلك، فلم تستطع إكمال مسيرتها التي كللتها العزيمة بالنجاح، ومرة أخرى رجعت منابع للبقاء في المنزل، لكن هذه المرة لم تسمر طويلاً، في ذلك قالت منابع: “رفض والدي تعاقدي مع المنتزه بشدة لأن معظم العمل كان في الفترة المسائية وهو لم يسمح لي بذلك، لكنني لم أيأس وظللت وراءه حتى أقنعته بضرورة عملي وأنني قادرة على حماية نفسي، وقلت له إنها فرصتي في تحقيق حلمي ورغبتي”، وتابعت: “الحقيقة تردد كثيراً لأنه كان يريد إرضائي من جهة ويخاف عليّ من جهة أخرى، لكن مضت الأمور على خير ووافق والحمد لله”.

آفاق رحبة
بالنسبة لمنابع حملها خروجها للعمل في المقام الأول مسؤولية نفسها وأصبحت تساعد في مصروفات أسرتها، قالت مؤكدة: “لم يزدني العمل إلا ثقة في نفسي وجعلني أتحمل مسؤولية نفسي وأصبحت أساعد أسرتي، فضلاً عن أنني تعلمت وتفتح ذهني وقابلت أناساً جددا ومجتمعا جديدا ففتحت لي آفاق أرحب”.

التخصص مهم
وعن مستقبلها تخطط منابع لتطوير نفسها في المجال، حتى أنها كونت مع مجموعة من الأصدقاء “قروب” في الإنترنت يعملون من خلاله على تغطية خدمات جميع المناسبات كعمل خاص، وتناشد أصحاب العمل في كسلا أن يعطوا الفرصة للدارسين والمتخصصين في هذا المجال، لأنهم من سينجحون العمل أكثر من غيرهم.

على أساس الحاجة
من جهته أشار منسق مشروع الشباب ببلان العالمية السودان عصمت بابكر إلى أن الغرض من مشاريع الشباب يتمثل في “التدريب على أساس احتياج سوق العمل” وإشراكهم في سبل كسب العيش من خلال ثلاثة محاور مهمة “التدريب الحرفي، إدارة المشروعات الصغيرة والتمويل، والتسليف والادخار”، وقال: “في محور التدريب الحرفي كنا نستهدف “150” شخصا لكننا دربنا فعلياً “165”، “95” فتى و”70″ فتاة، مستخدمين منهج التدريب على المهارات الأساسية للتشغيل، بدأنا العمل من خلال تسع خطوات أولها دراسة مسحية للسوق، ثم الإعلان والتسجيل، فاعداد المنهج والتوجيه ثم اختيار المتدربين ثم التدريب والتطبيق العملي، فمساعدة الشباب الذين يرغبون في الذهاب مع مزيد من التعلم أو لبدء مشاريعهم الخاصة وأخيراً مراجعة ما تم وتقييم الخطوات للخروج بدروس مستفادة من التجربة”، مشيراً إلى أن شركاءهم في المشروع اتحاد أصحاب العمل ومنظمة أصدقاء السلام والتنمية وإدارة الشباب بالإضافة إلى المعاهد التدريبية كلية كسلا التقنية وكلية المجتمع مدرسة كسلا الصناعية.

توفير فرص عمل
بعد مسح السوق أوضح عصمت أنهم وجدوا أن هناك “11” مجالا للتدريب اختاروا منها “7” مهارات “الفندقة والضيافة، التسويق، أساسيات المحاسبة، فن الضيافة الحديثة، صيانة المواتر، السباكة وتركيب السراميك، صيانة الأجهزة الكهربائية المنزلية والتكييف والتبريد”، وقال: إلى الآن تم تعيين “75” شابا وشابة من الـ”165″ من التدريب الحرفي، وحتى نربط خريجي البرامج بأصحاب العمل أسسنا مركزاً لذلك”، مؤكداً استمرار المشروع في شتى محاوره وتدريب المتقدمين فضلاً عن توفير عمل لهم بعد اتفاقات مع اصحاب العمل.

زهرة عكاشة
صحيفة اليوم التالي