جمال علي حسن

البشير بقاموس السودان الجديد


لو تحدث البشير أو أي قيادي في الجنوب أو الشمال أو أشاروا مجرد إشارة في كل يوم عن الأمل في عودة الوحدة من جديد فسنظل نكتب ونعلق نحن على حديثهم وإشاراتهم تلك في كل يوم وعن كل كلمة تخرج في هذا الاتجاه للدفع بهذا التوجه الصحيح نحو غاياته.. تماماً مثل قناعتنا بالتصدي باستمرار لمن يحاولون العبث ببطاقة هوية هذا الوطن من حملة أفكار التخريب الثقافي واجتثاث الموروثات والرمزيات والعناوين من حقل الثوابت الوطنية التي يعرفنا بها العالم، اسم السودان أو علمه أو نشيده الوطني .
وقد قطع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، لدى مخاطبته المسيرة التي نظمتها اللجنة العليا للحوار المجتمعي بولاية الخرطوم أمام القصر الجمهوري أول أمس بإمكانية الوحدة مع الجنوب مجدداً، وقال: (الوحدة جاية، ونحن معاكم وبيكم نبني السودان الجديد، وما حتفرقنا قبيلة ولا مهنة ولا جهة ولا طبقات، ونحن سودانيين وكلنا طبقة أولى ولو كره المتمردون والمنافقون).. وهذه في اعتقادي ليست مجرد شعارات بل هناك خطوات وتوجهات واضحة المسار ..
وحتى لو لم تتحقق هذه المعاني التصحيحية اليوم أو غداً فإن التأكيد على القناعة بها وتوفر الإرادة والمضي في هذا الاتجاه سيعزز الأمل ببلوغ هذه الغاية وتحقيق الهدف المقصود في يوم من الأيام.
وفي نوفمبر الماضي حين خرج تسريب للوزير السابق الأستاذ السموأل خلف الله يتحدث فيه عن تراجع سيطرة الحزب الحاكم على السلطة ومؤسساتها برغبة من القيادة قلنا إن مثل هذا التسريب لا يجب أن يغضب الحكومة فهو يشهد لها في مضمونه بتراجع شمولية النظام وسلطة الحزب الواحد وتقليل المسافة بينه وبين تيارات المعارضة السياسية والمسلحة التي تطالب بتفكيك نظام المؤتمر الوطني وجعلنا عنوان المقال (هل البشير جبهة ثورية) .
واليوم حين يستخدم الرئيس البشير مصطلح (السودان الجديد) كمصطلح له دلالاته وارتباطاته بطرح الحركة الشعبية لتحرير السودان ثم يطلق هذا المصطلح في سياق حديثه بعفوية أو بقصد فإن من حقنا أن نعتبر البشير يتبنى فكرة طي المسافات السياسية بينه وبين الجنوب لدرجة التعاطي مع مصطلحات الحركة الشعبية بكل هذه الأريحية ..
العاجزون وحدهم هم الذين لا يعترفون بطاقة الأمل، والفاشلون وحدهم هم الذين يعتادون على ترديد كلمة (مستحيل) ..
لو نجحت الإنقاذ في استعادة وحدة السودان مرة أخرى فهنيئا بالخمسين (عاماً) ويزيد في حكم السودان يا أستاذ ممتاز .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. إليكم تالياً تعليق لأحد القراء على موضوع إعادة الوحدة مع جنوب السودان، ويتبع التعليق تأييد من أحد القراء أيضاً ، مما يعكس الرأي العام للشعب السوداني بخصوص إعادة الوحدة مع دويلة جنوب السودان:
    متسائل حريص
    2016/02/09 إذا كان ولا بد ّ من هذا “الشر” الذي هو الوحدة مع الجنوبيين فلازم زي ما كان الإستفتاء بتاع الإنفصال ليهم هم وحدهم كمان من العدل أن يكون إستفتاء الوحدة للسودانيين فقط ، واحدة بواحدة والبادي أظلم، يا سعادة رئيس الجمهورية. هل من الممكن أن يتم الإستماع لرأي الشعب هذه المرة
    الرد 4.1
    ابراهيم
    2016/02/09
    ممتاز واشكرك .