أبشر الماحي الصائم

الجبل تحت قبضة الجيش


* أعلنت القوات المسلحة بسط سيطرتها على منطقة جبل مرة وتأمين كل الطرق والممرات والمواقع المهمة، كما دعت المواطنين كافة بالمنطقة للعودة إلى قراهم وديارهم لممارسة حياتهم الطبيعية وتفويت الفرصة على المتربصين. وقال عميد دكتور أحمد خليفة الشامي الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، إن المواطنين تابعوا ما جرى في الأيام الماضية من أحداث في منطقة جبل مرة وتعرض قواتنا للاعتداءات والكمائن المتكررة، الأمر الذي حتم على القوات المسلحة تطهير جيوب التمرد وإزالة القيود التي تفرضها على حركة المواطنين، وأسفرت العمليات التي قامت بها قواتنا عن تطهير سبعة عشر موقعاً كانت تمثل مصادر تهديد للأطواف الإدارية وتقييد حركة المواطنين .
وأضاف أن القوات المسلحة لا تزال تواصل جهودها في المنطقة لاستكمال تطهير الجيوب الصغيرة المتبقية، على أن ثمرة هذا الجهد كان الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والأجهزة والمعدات والعتاد الحربي وتكبيد المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فضلاً عن إشاعة روح الأمن والاستقرار وفتح الطرق أمام حركة المواطنين لممارسة أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية بسهولة ويسر.. انتهى حديث المؤسسة العسكرية، والآن الحديث لمؤسسة الملاذات ..
* كان الوطن فعلا بحاجة إلى مثل هذا النصر بين يدي ختام فعاليات الحوار الوطني، لطالما فهم بعضنا أن الدولة السودانية بهذا الحوار المفتوح على كل القضايا، بما في ذلك إمكانية فتح سفارة لإسرائيل بالقرب مسجد الشهيد بالخرطوم وإعادة تشكيل الجيش الوطني و.. و.. كما لو أنهم فهموا أن الدولة عاجزة عن القيام بمهامها المنصوص عليها في الدستور، وأن هذا هو الوقت المناسب لتمرير كل الأجندة وتسيير المتحركات!! لم تصدر الرسالة من تلفزيون الدولة، ولكنها صدرت أولا على قارعة الجبل.. ومن ثم لم يفعل الناطق الرسمي سوى أن حولها إلى إعلان محكم الصياغة.. ولو لم تحكم القوات المسلحة سيطرتها على الأرض لما أمكن لنا أن نحكم إنتاج الخبر وصناعته ونصاعته!!
* البيان في رسالته غير المكتوبة يقول “هنا دولة وهنا جيش قومي وشعب حر أبي”.. وعما قريب لم يكن هنالك موطئ قدم = أراضٍ محررة = إلا أرض واحدة هي أرض جمهورية السودان !!
* وأتصور أن الطريق الأقصر إلى جعل الآخرين يلجأون إلى الوطن كخيار أرض واحدة.. ويهرعون إلى الحوار كوسيلة أنجع.. ذلك يوم أن تهتز الأرض والجبال تحت أقدامهم.
* على أن السبيل الأوحد إلى تماسك الدولة السودانية في ظل التشظي الذي يضرب الإقليم والعالم من حولنا.. هو المزيد من الدعم المعنوي والفني والمادي لجيش الجمهورية السودانية.. فهو صمام الأمان وشفرة تماسك الدولة السودانية حتى يوم الناس هذا.. ذلك من بعد فضل الله علينا وكرمه وحفظه..
* فلئن كانت عملية (قوز دنقو) قد أخرجت العدل والمساواة من الميدان.. ففي المقابل إن معركة الجبل الأخيرة قد شلت ﻻ محالة حركة جيش تحرير السودان وأقعدته.. ذلك وسط انقسام شاهق بين صفوف (الجبهة الثورية) وانصراف دولي مشهود عن دعم التمرد في الإقليم..
* على أن أنصع مقررات حوار يكتبها جيشنا السوداني ويسلمها (وطن الأزهري) على ضوء الشموع والدم والدموع.. هي تسليمه اليوم الجبل نظيفا.. وغدا لا محالة تسليمه متبقي الجيوب ليصبح الوطن بكل جيوبه وبكامل جلبابه الناصع الأبيض الجميل وعماته.. ليمكننا الجيش هنا من الاحتفال والأناشيد.. يا وطني يا حبوب أبجلابية وتوب.. وجبة وصديري وسيف وسكين.. يا سمح يا زين.. وللملحمة بقية..